عَظَايَةٌ صَحْرَاوِيَّةٌ كَزْمَاء
تعتبر العَّظَايَةُ الصَّحْرَاوِيَّةُ الكَزْمَاء النوع الوحيد من فصيلتها من بين العظايا الخمسة الأخرى التى تعتبر من فصيلة واحدة وهي فصيلة (Acanthodactylus) وهي تشبه عظايا هذه الفصيلة، لكن على أية حال توجد ثلاث عظايا أُخر من فصيلتين مختلفتين لكن بأشكال تختلف كثيراً عن العظايا سابقة الذكر.
العظاية قصيرة الأنف عظاية صغيرة الحجم حيث بلغ طول جسم العينة المصورة 4سم وطولها الكلي مع الذيل 11.5سم.
الطائفة: الزواحف (Reptilia)
الرتبة: الحرشفيات (Squamata)
الفصيلة: (Lacertidae)
النوع: عَظَايَةٌ صَحْرَاوِيَّةٌ كَزْمَاء (Mesalina brevirostris)
ويختلف العلماء والمنظمات في نسبتها فبعضهم ينسبها إلى سلالة Ermias والآخرين ينسبونها إلى سلالة Mesalina.
وتعيش هذه العظاية في المناطق من شمال أفريقيا إلى باكستان ورصدت في الأردن ولبنان وغرب سوريا وشمال الجزيرة العربية والكويت والبحرين وقطر والإمارات والعراق وجنوب غرب إيران وجنوب سيناء.
وقد تأقلمت هذه العظاية على العيش في بيئات مختلفة فهي تعيش بالقرب من سواحل البحر مع الشجيرات الملحية وفي المناطق الرملية الصحراوية القاحلة وفي البيئات الحصوية وكذلك في أعالي المرتفعات الصحراوية.
وهي نهارية تخرج للبحث عن طعامها في النهار وتتغذى على الحشرات الصغيرة كالنمل والخنافس وهي سريعة الحركة وعند رؤية الإنسان تجري بسرعة إلى جحرها.
وكباقي أنواع العظايا تستطيع فصل ذيلها عند الشعور بالخطر للنجاة بنفسها وهناك فقرات في جسمها مخصصة للانفصال وذلك بانكماش عضلات الذيل، وعند فصل الذيل ينبت ذيل جديد لكنه لا يكون بطول الذيل الأصلي والذيل الجديد غير قابل للانفصال لكن من الممكن حصول انفصال جديد يكون في الفقرات التي قبل الأولى التي انفصلت، وفي لحظة الفصل توجد عضلات تضغط على طرف الذيل لمنع نزف الدم من الشرايين المقطوعة.
تتعرض العظاية قصيرة الأنف للصيد من قبل الطيور الجارحة الكبيرة وكذلك الحيوانات الأخرى كالورل والثعابين والقطط والثعالب.
وتتميز عن غيرها من العظايا بلونها الرملي المنقط ببقع برتقالية بحيث يزيد حجم هذه البقع على جنبيها وكذلك على جوانب الذيل وبطنها أبيض اللون.
وتضع الأنثى بيضها من بيضة واحدة إلى 6 بيضات بحجم 7 في 11مم خمس مرات في السنة ويفقس البيض حسب درجة الحرارة فعند معدل درجة حرارة 25 درجة مئوية يفقس البيض بعد 60 يوم بينما عند معدل حرارة 38 درجة مئوية في الصيف يفقس البيض بعد 30 يوم ويخرج الصغار وهم بطول 6سم ويبلغون سن التكاثر بعد سنة. وتعتبر هذه العظاية قصيرة العمر فهي في المعدل تعيش لمدة سنتين ونصف فقط.
وتتعرض العظايا عموماً في هذا الزمن لخطر الانقراض بسبب التوسع العمراني وانتشار المزارع في الصحراء وكثرة الرعي وكثرة استخدام الأراضي الصحراوية من قبل الإنسان بسبب الصناعات البترولية. حيث بزوال النبات يختفي الملجأ والمأوى والظل والغذاء والرطوبة من الصحراء وتموت بعد ذلك الزواحف جوعاً.
ولمعرفة الذكر من الأنثى للعظايا بشكل عام يمكن ملاحظة أن الذكر أصغر من الأنثى وبطنه أنحف من بطن الأنثى بينما بداية الذيل عند فتحة المجمع يكون ذيل الذكر أعرض.
طريقة التزاوج: يتبع الذكر الأنثى فتهرب بسرعة منه فيتبعها ليصيدها ويعضها في نهاية البطن بالقرب من بداية الذيل وقد تستمر العضة لمدة تقارب الساعة بعد يركب على ظهرها بشكل مائل ويهز ذيله هزتان. ويوجد للأنثى زوج من المبايض وللذكر زوج من القضبان (الذكور) يستخدم الذكر أحدهم عند التزاوج وذلك ينطبق على جميع الزواحف كالثعابين والورلان والضبان.
الصورة التالية تبين الذكر وهو يعض الأنثى في بداية عملية التزاوج ويرى بوضوح جسم الأنثى وجسم الذكر والفروق بينهما.
ويظهر لي أن اسم السحلية اسم غير أصيل ففي كتب اللغة لا يوجد هذا الاسم ولا في كتاب الحيوان للجاحظ و لا في لسان العرب ولا في شعر العرب إنما رأيته موجوداً في كتاب حياة الحيوان للدميري المتوفى سنة 808 هـ وأظنها اسم عامي جرى على الألسن. فجميع كتب اللغة تذكر اسم العظاية أو العظاءة.
يقول كمال الدين الدميري (ت 808 هـ) في كتابه حياة الحيوان الكبرى:
السحلية: بضم السين، العظاية، قال ابن الصلاح: هي دويبة أكبر من الوزغ، وقد عد في “الروضة”: العظاية نوع من الوزغ، وقال: إنها محرمة. وقال ابن قتيبة وصاحب “الكفاية” وذكر العظاية يسمى العَضْرفوط وذكر الجاحظ أن العضرفوط بلغة قيس هي العظاية، وسيأتي ان شاء الله تعالى في باب العين المهملة قول الأزهري: هي دويبة ملساء تعدو وتتردد كثيراً تشبه سام أبرص إلا أنها لا تؤذي وهي أحسن منه.
وجاء في اللسان:
قال ابن بري: أَنشد الأَصمعي لأَعْصُرَ بنِ سعدِ بن قيسِ عَيْلان:
إذا ما المَرْءُ صَمَّ فلمْ يُكَلَّمْ وأَعْيا سَمْعهُ إلا نِدَايا
ولاعَبَ بالعَشِيِّ بَني بَنِيهِ كفِعْلِ الهِرِّ يَحْتَرِشُ العَظايا
يُلاعِبُهُمْ ووَدُّوا لوْ سَقَوْهُ من الذَّيْفانِ مُتْرَعَةً إنايا
فلا ذاقَ النَّعِيمَ ولا شَراباً ولا يُعْطى منَ المَرَضِ الشِّفايا
الصورة التالية تبين شكل البقع على ظهر الأنثى وبطنها العريض وذيلها النحيف.
وجاء في النهاية في غريب الحديث:
في حديث عبد الرحمن بن عوف “كفعل الهر يفترس العظايا” هي جمع عظاية وهي دويبة معروفة وقيل أراد بها سام أبرص ويقال للواحدة أيضا عظاءة وجمعها عظاء.
وجاء في العين:
العظاية على خلقة سام أبرص أو أعيظم منه شيئا والذكر يقال له اللحم غير أنه إذا لم تر قوائمها ظننت أن رأسها رأس حية وتجمع عظاء وثلاث عظايات والعظاءة لغة فيها.
الصورة التالية تبين شكل البقع على ظهر الذكر وبطنه النحيف وذيله العريض جهة بداية الذيل.
وجاء في العين ج: 2 ص: 346:
قال زائدة العسودة بالهاء عظاءة كبيرة سوداء تكون في الشجر والجبل وجمعه عسود وقال بعضهم العضرفوط ذكر العظاء وهي دواب الجن قال:
وكل المطايا قد ركبنا فلم نجد ألذ وأحلى من وخيد الثعالب
ومن فارة مزمومة شمرية وخود ترى فيها أمام الركائب
ومن عضرفوط حط بي في ثنية يبادر سربا من عظاء قوارب
قوارب طوالب الماء.
الصورة التالية تبين الفروق بين الذكر والأنثى.
ويقول الشاعر تأبط شراً (ثابت بن جابر ت 80 هـ):
إذا كلَّ أمهيتُهُ بالصَّفا فحدَّ ولم أرهِ صيقلا
عظاءةُ قفرٍ لها حلَّتان من ورقِ الطلح لم تغزلا
فمن سالَ أين ثوت جارتي فإنَّ لها باللِّوى منزلا
وكنتُ إذا ما هممتُ اعتزمتُ وأحرِ إذا قلتُ أنْ أفعَلا