الخُفَّاشُ القُبُوري الأَبْطن
لقد تعرض الخفاش بشكل عام للتناقص وأصبح من الحيوانات قليلة المشاهدة بالرغم من فائدتها للإنسان ولا يوجد منها ضرر حيث أنها تقضي على الحشرات الضارة وتساهم في التوازن البيئي.
الطائفة: الثَّديِّات (Mammalia)
الرتبة: الخفاشيات (Chiroptera)
الفصيلة: الخفاشيات الصغيرة (Emballonuridae)
النوع: خُفَّاشُ قُبُوري أَبْطن Taphozous nudiventris magnus
الخُفَّاشُ القُبُوري الأَبْطن Taphozous nudiventris يتواجد بكثرة في الكويت ويعيش بتجمعات كبيرة جداً، وهو أحد الخفافيش الثلاثة التي تم رصدها في الكويت وهي:
1- خفاش أبطن Taphozous nudiventris
2- خفاش ورقي Asellia tridens
3- خفاش كُهْل Pipistrellus kuhlii
ولقد تم رصد 48 نوع من الخفافيش في الجزيرة العربية وأطرافها (العراق والشام) ذكرها هاريسون في كتابه الثدييات في الجزيرة العربية وهو باللغة الإنجليزية (Mammals of Arabia) واثنان منها تتغذى على الفواكه بينما الباقي تتغذى على الحشرات ولا يوجد منها ما يمتص الدماء. ويتواجد في العالم ما يقارب 1000 نوع من الخفافيش وهو ما يمثل ربع الثدييات.
يغطي جسم الخُفَّاشُ القُبُوري الأَبْطن شعر قصير لونه بني وفيه سواد وأجنحته جلدية يستخدمها للطيران وهو من الثدييات الوحيدة التي تطير وهو من أكبر الأنواع في الكويت إذ يبلغ معدل طوله مع الذيل 13سم. ويوجد له مخالب في رجليه تساعده في التعلق والتمسك في الأسطح الخشنة.
يعيش الخُفَّاشُ القُبُوري الأَبْطن في الشقوق الصخرية وفي المنازل المهجورة وبالقرب من المياه، ويبقى طوال النهار متعلقاً في مكانه نائماً. ويخرج ليلاً لاصطياد الحشرات ويكون عادة خروجه عند الغروب وقبل مغيب الشمس بقليل ويصطاد الحشرات وهو طائر ويستخدم ذيله وجناحيه لتوجيه الحشرات لفمه ليأكلها ويناور ويتحرك بسرعة في طيرانه لملاحقة الحشرات، ويستطيع اصطياد 10 حشرات في الدقيقة الواحدة و700 حشرة في الساعة الواحدة، ويقال أنه يصطاد نصف وزنه من الحشرات في الليلة الواحدة.
الخفاش ليس أعمى ولكن نظره بسيط ويستخدم نظام الرادار لتحديد مكان الحشرة وهو طائر في الظلام الدامس، حيث يرسل من حنجرته ترددات صوتية فوق الترددات السمعية (أي أعلى من20كيلو هيرتز) لا يسمعها الإنسان وعند انعكاسها ورجوعها إليه يستطيع تحديد مكان الحشرة. ومن نفس الحنجرة يطلق الخفاش صيحات يسمعها الإنسان وذلك للتواصل مع بني جنسه.
تكاثره: عند اقتراب موعد وضع الأنثى تنعزل الإناث في مكان آمن حيث تعيش مع بعضها بانتظار الوضع. وتضع الأنثى صغيراً واحداً وهي معلقة بشكل عمودي بعد فترة حمل تبلغ 4 أشهر. ويولد الصغير أعمى وبدون شعر ويتعلق بأمه وترضعه وتطير به وهو معلق بها، وبعد أيام يفتح عينيه ويستطيع عندها النزول من على ظهر أمه ليتعلق بنفسه. ويستخدم أسنانه اللبنية للتعلق بأمه وللرضاع حيث يمسك ثدي أمه. ويترك الصغيرة أمه بعد ثمانية أسابيع ليعيش لوحدة بعد أن يكون تعلم منها الصيد والطيران وكيفية الاعتماد على النفس. ولقد لوحظ أن الخفاش المتربي في الأسر لا يستطيع العيش مع المجوعة عند إطلاقه من الأسر، وذلك لأنه لم يتعلم الاعتماد على نفسه والاندماج من المجموعة.
وهو كبقية الحيوانات الأخرى قد يحمل فيروس داء الكلب، لذلك عند التعرض لعضته يجب لمراجعة الطبيب لأخذ المصل المناسب. ويصيب داء الكلب نصف بالمئة من مجموع الخفافيش.
وتوجد في فمه أنياب حادة كما يرى في الصورة التالية.
ومن أعداء الخفاش بالإضافة إلى الإنسان الطيور الجارحة حيث تفترسه، والحيات وكذلك الثدييات الأخرى الأكبر منه لذلك فهو يتجنب أعداءه في الدخول في الأماكن الضيقة، بين الجدران وفي الشقوق الصخرية، ويفضل عادة الأماكن المرتفعة. ويرى في الصورة التالية كيف يستخدم الشقوق بين الجدران لإخفاء نفسه عن الأعداء.
في الصورة التالية مجموعة صغيرة من الخفافيش تبلغ 38 خفاشاً في غضون ثواني دخلت في الشق بين الجدارين.
في أمريكا انتبه العلماء لأهمية الخفاش في تحقيق التوازن البيئي، خصوصاً بعد ملاحظة تناقصه تدريجياً بسبب توسع الإنسان وتناقص حجم الغابات بسبب التوسع السكاني، وقتله وإبادتة بسبب الخوف الغير مبرر منه ولشبهه بالفأر، وبسبب رش المزروعات بالمبيدات الحشرية التي من شأنها التأثير عليه وقتله تدريجياً، أما بسبب سمية المبيدات أو بسبب نقص الحشرات المصدر الرئيسي لغذاءه.
وبسبب كثرة الحشرات في ولاية فلوريدا فقد بنت جامعة فلوريدا بيتاً للخفافيش بالقرب من بحيرة أليس ومبنى مجلس الطلبة يبلغ طوله في عرضه 6 في 6متر بارتفاع 5متر يؤوي أكثر من 70 ألف خفاش، وأصبح هذا البيت مكان يؤمه السياح عند الغروب لمشاهدة الخفافيش وهو تخرج لتغطي السماء حيث يستغرق خروجها جميعاً من البيت ما يقارب النصف ساعة.
ويربي الأمريكان الخفافيش في حدائق المنزل حيث يتم بناء صندوق خشبي بمواصفات محددة ليتم استخدامه من قبل الخفافيش وذلك من أجل التخلص من البعوض المؤذي. ويستخدم البعض الآخر الخفافيش كحيوانات منزلية أليفة حيث يتم بناء بيتها الخشبي داخل المنزل.
والخفافيش بشكل عام معمرة حيث تعمر 20 سنة.
ولقد ورد في كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي التالي:
سورة آل عمران. الآيتان: 48 – 49 {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في {..
قوله تعالى: “ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل” قال ابن جريج: الكتاب الكتابة والخط. وقيل: هو كتاب غير التوراة والإنجيل علمه الله عيسى عليه السلام. “ورسولا” أي ونجعله رسولا. أو يكلمهم رسولا. وفي حديث أبي ذر الطويل (وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى عليه السلام). “أني أخلق لكم” أي أصور وأقدر لكم. “من الطين كهيئة الطير” “فأنفخ فيه” أي في الواحد منه أو منها أو في الطين فيكون طائرا. قال وهب: كان يطير ما دام الناس ينظرون إليه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا ليتميز فعل الخلق من فعل الله تعالى. وقيل: لم يخلق غير الخفاش لأنه أكمل الطير خلقا ليكون أبلغ في القدرة لأن لها ثديا وأسنانا وأذنا، وهي تحيض وتطهر وتلد. ويقال: إنما طلبوا خلق خفاش لأنه أعجب من سائر الخلق، ومن عجائبه أنه لحم ودم يطير بغير ريش ويلد كما يلد الحيوان ولا يبيض كما يبيض سائر الطيور، فيكون له الضرع يخرج منه اللبن، ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل، وإنما يرى في ساعتين: بعد غروب الشمس ساعة وبعد طلوع الفجر ساعة قبل أن يُسفر جدا، ويضحك كما يضحك الإنسان، ويحيض كما تحيض المرأة. ويقال: إن سؤالهم كان له على وجه التعنت فقالوا: أخلق لنا خفاشا واجعل فيه روحا إن كنت صادقا في مقالتك، فأخذ طينا وجعل منه خفاشا ثم نفخ فيه فإذا هو يطير بين السماء والأرض، وكان تسوية الطين والنفخ من عيسى والخلق من الله، كما أن النفخ من جبريل والخلق من الله.
وروى البيهقي أيضاً من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص موقوفاً: لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح ولا تقتلوا الخفاش فإنه لما خرب بيت المقدس قال يا رب سلطني على البحر حتى أغرقهم. قال البيهقي: إسناده صحيح. قال الحافظ: وإن كان إسناده صحيحاً لكن عبد اللّه بن عمرو كان يأخذ عن الإسرائيليات.
وورد في مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني التالي:
” أَبْصَرُ مِنَ الْوَطْوَاطِ بِالَّليْلِ”
أي أعرف منه، والوَطْواط: الخُفَّاشُ ويقولون أيضا ” أبْصَرُ ليلا من الوَطْواط” ويقال أيضا للخطاف الوَطْواط، ويسمون الجبان الوطواط.
وورد في اللسان:
والوَطْواط: الخُفّاش، وأَهل الشام يسمونه السّرْوَعَ وهي البحرية، ويقال لها: الخُشّافُ، والوَطْواطُ: الخُطّافُ.
وقيل: الوطواط ضرب من خَطاطِيفِ الجبال أَسود، شبه بضرب من الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه، وكلُّ ضعيف وَطْواط، والاسم الوَطْوَطةُ.
وروي عن عَطاء بن أَبي رباح أَنه قال في الوَطْواط يُصيبه المُحْرِم: قال: دِرهم، وفي رواية: ثلثا درهم.
قال الأَصمعي: الوَطواط الخُفاش.
قال أَبو عبيد: ويقال: إِنه الخُطّاف، قال: وهو أَشبه القولين عندي بالصواب لحديث عائشة -رضي اللّه عنها- قالت لمّا أُحْرِقَ بيتُ المَقدِس: “كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها وكانت الوَطاوِطُ تُطْفِئه بأَجْنحتها”.
قال ابن بري: الخُطاف العُصفور الذي يسمى عصفور الجنة، والخفاش هو الذي يطير بالليل، والوطواطُ المشهور فيه أَنه الخفاش، وقد أَجازوا أَن يكون هو الخطاف، والدليل على أَنّ الوطواط الخفاش قولهم: هو أَبْصَرُ ليلاً من الوَطْواط.
والوَطْوَطَةُ: مقاربة الكلام، ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك؛ وقيل: الوَطواط الصيّاح، والأُنثى بالهاء.
وقال اللحياني: يقال للرجل الصيّاح: وَطْواط، وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف، ويقال للمرأَة: وَطْواطةٌ.
وأَما قولهم: أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش.
الجوهري: الخُشّافُ الخُفّاشُ، وقيل: الخُطَّافُ.
ملاحظة: جميع الصور التقطت في منطقة الصليبية في الليل وقد استخدم الفلاش.