الملاح

الملاح نبات حولي من الفصيلة البركانية (الغاسولية) Aizoaceae ينبت بعد سقوط أمطار الشتاء وهو زاحف ومرتفع قليلاً وتتفرع من أصل واحد عدة فروع يبلغ طولها 5 إلى 20 سم تزحف على الأرض وترتفع قليلاً و الأوراق عصارية اسطوانية كأنها أوراق القلام غير أنها أصغر إذ يبلغ طولها 3 سم. الأزهار بدون أعناق كثيرة البتلات من 20 إلى 30 بتلة بيضاء الأطراف صفراء في البداية وبما أن البتلات كأنها خيوط تظهر الأزهار وكأنها قرص شمس مشع.
عند قرب جفاف النبتة تتحول النبتة إلى اللون الأحمر. والملاح من النباتات التي يجمع حبها والحب صغير 1 مم بشكل بيضاوي وبلون بني يتجمع في كعبرة مضلعة خماسية أعلاها بشكل هرمي بحجم 7 مم ويجمع الحب ويطحن ويخبز وذلك في سنين الجدب والقحط ويشترك معها كذلك نبات الدعاع Aizoon canariense والفث Mesembryanthemum forsskalie وهما من نفس فصيلة هذه النبتة ولازال البدو يعرفون الدعاع والملاح والفث كما عرفه أسلافهم من العرب قبل الإسلام وذكروه في شعرهم.
وينتشر الملاح في الكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان وفي السعودية ينتشر المنطقة الشرقية ونجد وشمال نجد لغاية الحدود الشمالية ولا ينتشر في المنطقة الغربية من السعودية وينتشر كذلك في مصر وتركيا وقبرص والعراق وشمال أفريقيا وجنوب أوربا وجنوب غرب آسيا.
الصورة التالية تبين أول نبات الملاح.

جاء في اللسان:
قال: والعرب تحلف بالمِلْح والماء تعظيماً لهما.
ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها: أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح، وهو مِلْح وتُراب، والملح أَكثر، وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه.
والمُلاَّحَة: عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ، وهي مالحة الطعم ناجعة في المال، والجمع مُلاَّحٌ.
الأَزهري عن الليث: المُلاَّحُ من الحَمْضِ؛ وأَنشد:
يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ
قال أَبو منصور: المُلاَّحُ من بقول الرياض، الواحدة مُلاَّحة، وهي بقلة غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ؛ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً: رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ.
والمُلاَّحُ، بالضم والتشديد: من نبات الحَمْضِ؛ وفي حديث ظَبْيانَ: “يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها”.
المُلاَّح: ضرب من النبات، والسِّراحُ: جمع سَرْح، وهو الشجرُ؛ وقال ابن سيده: قال أَبو حنيفة: المُلاَّحُ حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به، وله حب يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل، قال: وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً للَّوْن لا للطعم.
وقال مَرَّةً: المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمي به لطعمه، كأَن فيه من حرارته مِلْحاً، ويقال: نبتٌ مِلْح ومالح للحَمْضِ.
وقَلِيبٌ مَليح أَي: ماؤه مِلْح؛ قال عنترة يصف جُعَلاً:
كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ
والمِلْحُ: الحُسْنُ من المَلاحة.
وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي: حَسُنَ، فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح.
والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح؛ قال:
تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياح

وجاء أيضاً في اللسان:
الكَشْمَخَة والكُشْمَخة: بقلة تكون في رمال بني سعد تؤكل طيبة رخصة.
قال الأَزهري: أقمت في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخة ولا سمعت بها، قال: وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية.
وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها كذلك ثم قال: وهي المُلاَّحُ وأَهل البصرة يسمون المُلاَّح الكُشْمَلَخَ، والله أَعلم.
وأيضاً في اللسان في موضع آخر:
الكُشْمَلَخُ بِصرية: المُلاَّحُ، حكاها أَبو حنيفة قال: وأَحسبها نبطية، قال: وأَخبرني بعض البصريين أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ.‏

وجاء أيضاً في اللسان:
قال الأَزهري: شهدت رياض الصَّمَّان وقِيعانَها وسُلْقَانِها، فالسَّلَق من الرياض ما استوى في أَعالي قِفافها وأرضُها حُرّة الطين تُنْبِت الكِرْشَ والقُرّاصَ والمُلَّاحَ والذُّرَقَ، ولا تنبت السدرَ وعظامَ الشجر؛ وأَما القِيعانُ فهي الرياض المطمئنة تنبت السدر وسائر نبات السَّلَق تَسْتَرْبِضُ سيولُ القفافة حواليها، والمُتونُ الصُّلْبةُ المحيطة.
والسَّلَقُ: القاعُ الصفصف، وجمعه سُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان، وكذلك السَّمْلَق بزيادة الميم، والجمع السَّمالِق؛ قال أبو النجم في جمع سُلْقان:
حتى رَعَى السُّلْقانَ في تَزْهِيرها
الصور التالية تبين لون الملاح عندما يبدأ بالجفاف.

وفي كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية أبن البيطار:
ملاح: ابن حسان قال أبو حنيفة: أخبرنا أعرابي من ربيعة بأن قال الملاح من الحمض مثل القلام له أغصان بلا ورق إلا أن القلام أخضر وفي الملاح حمرة، قال: وأخبرني بعض أعراب بني أسد عن الملاح أنه يؤكل مع اللبن يتنقل به، قال: ويسميه أهل البصرة بالفارسية الكشلج.