لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءكُمُ | بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا |
أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ | ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟ |
شعر لجرير
الينبوت من الشجر المعمر الذي ينبت في المناطق المهملة وبالقرب من المزراع وهو من العائلة البقولية (Leguminosae) وهو شوكي ويتجدد نموه في من أبريل إلى يوليو ويزهر ثم تظهر ثمرته وهي حمراء كالتفاح وهي غير مستساغة ثم تتحول بعد أن تنشف إلى اللون الأسود وتظهر كأنها قطع متفحمة.
الصورة التالية تبين شكل الشجرة:
الصورة التالية تبين شكل الشجرةكذلك:
قال ابن منظور في كتابه لسان العرب:
وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله: {الرَّحْمن الرَّحيم} جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ؛ وأَنشد لجرير:
لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءكُمُ بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا
أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟
وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق.
الصورة التالية تبين شكل زهرة الينبوت والأوراق والشوك:
وقال في القاموس المحيط:
والفُرْفُورُ: سَوِيقٌ (شراب يتخذ من النبات كالشاي) من ثَمَرِ اليَنْبُوت، والفَشُّ: حَمْلُ اليَنْبُوت، والخُرْنُوبُ والخَرُّوب، بالتشديد: نبت معروف، واحدته خُرْنُوبةٌ وخَرْنُوبةٌ، ولا تقل: الخَرْنوب، بالفتح. قال: وأُراهُمْ أَبدَلوا النون من إِحدى الراءين كراهية التضعيف، كقولهم: إِنْجانة في إِجانَّة. قال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): هما ضربان: أَحدهما: اليَنْبُوتةُ، وهي هذا الشَّوكُ الذي يُسْتَوْقَدُ به، يَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ وحَمْلٍ أَحَمُّ (أي فيه سواد يغلب البياض الذي فيه ) خَفيفٌ، كأَنه نُفّاخٌ (أي ورم)، وهو بَشِعٌ لا يُؤْكل إِلا في الجَهْد، وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ.
الصورة التالية تبين شكل الثمر بعد جفافه: أنظر إلى لون الثمرة أسود به بياض قليل (أحم)
والآخر: الذي يقال له: الخَرُّوبُ الشامي، وهو حُلْوٌ يؤْكل، وله حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوتِ، إِلاَّ أَنه أَكْبَرُ، وثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ، إِلاّ أَنه عَريضٌ، ويُتَّخَذُ منه سَويقٌ ورُبٌّ.
انتهى النقل من القاموس المحيط. مابين القوسين هو شرح الكلمات من لسان العرب، والوصف السابق ينطبق على الينبوته التي نحن بصددها.
الصورة التالية تبين شكل زهرة الشجرة:
وفي لسان العرب:
(التهذيب): والخَرُّوبة شجرة اليَنْبُوتِ، وقيل: الينبوتُ الخَشْخاشُ.
قال: وبلغنا في حديث سُلَيْمان -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ((أَنه كانَ ينْبُتُ في مُصَلاّه كلَّ يَوْمٍ شَجَرةٌ، فيَسْأَلُها: ما أَنْتِ؟ فَتقُولُ: أَنا شَجرةُ كذا، أَنْبُتُ في أَرضِ كذا، أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا، فيَأْمُرُ بها فَتُقْطَعُ، ثم تُصَرُّ، ويُكْتَبُ على الصُّرّةِ اسْمُها ودَواؤُها، حتى إِذا كان في آخِر ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتةُ، فقال لها: ما أَنتِ؟
فقالت: أَنا الخَرُّوبةُ وسَكَتَتْ؛ فقال سُلَيْمانُ -عليه السلام-: الآن أَعْلَمُ أَنَّ اللّه قد أَذِنَ في خَرابِ هذا المَسْجدِ، وذَهابِ هذا المُلْكِ، فلم يَلْبَثْ أَن ماتَ)
وفي لسان العرب كذلك:
خرنب:
الأَزهري في الرباعي: الخَرُّوبُ والخَرْنُوب: شجر يَنْبُت في جِبالِ الشامِ، له حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ، يُسمّيه صِبْيانُ أَهلِ العِراقِ القِثَّاءَ الشاميَّ، وهو يابسٌ أَسود.
(النهاية) لابن الأَثير، وفي قصة محمد بن أَبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- ذِكْرُ خَرنَباءَ، وهي بفتح الخاء وسكون الراء وفتح النون وبالباء الموحدة والمدِّ: موضع من أَرض مصر، صانَها اللّه تعالى.
واليَنْبُوتُ: شجر الخَشخاش؛ وقيل: هي شجرة شاكةٌ، لها أَغْصان وورقٌ، وثمرتها جِرْوٌ أَي: مُدَوَّرة، وتُدْعى: نَعْمان الغافِ، واحدتُها يَنْبوتة.
الصورة التالية تبين شكل كثافة ثمر الينبوت:
ولازلنا في لسان العرب:
قال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): اليَنْبوت ضربان أَحدهما هذا الشَّوكُ القِصارُ الذي يسمى الخَرُّوبَ، له ثمرة كأَنها تفاحة فيها حب أَحمر، وهي عَقُولٌ للبَطْنِ يُتَداوى بها؛ قال: وهي التي ذكرها النابغة في معلقته، فقال:
يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه حُطامٌ من اليَنْبوتِ، والخَضَدِ
والضَّرْبُ الآخر شجرٌ عظام.
قال ابن سيده: أَخبرني بعضُ أَعراب ربيعة قال: تكون اليَنْبوتةُ مثل شجرة التفاح العظيمة، وورقها أَصغر من ورق التفاح، ولها ثمرة أَصغر من الزُّعْرور، شديدة السَّواد، شديدة الحلاوة، ولها عَجَم (النوى) يوضع في الموازين.
(التهذيب) في الرباعي، أَبو زيد: ومن العِضِّ اليَنْبُوت، والواحدة: يَنْبوتة، وهي شجرة شاكة ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ، وثمرُها جَرْوٌ، والجَرْوُ: وِعاء بَذْرِ الكَعابير التي في رؤوس العيدان، ولا يكون في غير الرؤوس إِلا في مُحَقَّراتِ الشجر، وإِنما سمي جَرْواً لأَنه مُدَحْرَجٌ، وهو من الشِّرْسِ والعِضِّ، وليس من العِضاهِ.
والفَشّ: حَمْل اليَنْبُوت، واحدته فَشَّةٌ وجمعها فِشَاشٌ.
والفَشُوشُ: الخَرُّوب
وقال بعض الرواة: القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً، ورقها مثل ورق اليَنْبُوتِ وقد تَقفَّعَتْ هي، والقَيْفُوعُ نحوها، وقيل: القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة في قرونٍ، وهي ذاتُ ورق وغِصنَةٍ تنبُتُ بكل مكان.
الصورة التالية تبين شكل ثمرة الينبوت:
وقال في لسان العرب:
والحصيدُ: الذي حَصَدَتْه الأَيدي؛ قاله أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ)، وقيل: هو الذي انتزعته الرِّياح فطارت به.
والمُحْصدُ: الذي قد جف وهو قائم.
والحَصَدُ: ما أَحصَدَ من النَّبات وجف؛ قال النابغة:
يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه رُكام من اليَنْبوتِ والحَصَدِ
وقال أسضاً في لسان العرب:
وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.
والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر: سويقُ يَنْبوتِ عُمان.
والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير.
الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر:
حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ
قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة.
الصورة التالية تبين شكل ثمرة الينبوت: