الحلمة

الحَلَمَة جمعها حَلَم نبات من فصيلة الحمحميات Boraginaceae وهو معمر وإذا يبس سمي بالحماط ولايزال معروف باسم الحَلَم وكذلك بإسم الحَمَاط إذا يبس.
والحَلَم شجيرة معمرة ترتفع 30سم متفرغة من قاعدة خشبية صلبة، الفروع الجانبية مائلة والسيقان القديمة بيضاء ملساء بينما الجديدة النمو محمرة، الأوراق جالسة على الساق بدون أعناق بطول 2-3سم، وتوجد أشواك تخرج من جميع حواف الأوراق يصل طولها 1سم. ينموالحَلَم من جديد بعد سقوط المطر ويزهر في أي وقت من الربيع والشتاء والخريف لكن غالباً ما تظهر الأزهار في الشهر الثاني والثالث والرابع الميلاديين والأزهار تكون متجمعة في أعلى الفروع وتتفتح أوسطها أولاً ثم تليها بقية الأزهار وتميل تجمعات الأزها بعد ذلك للأسفل، وهي بوقية الشكل بخمس بتلات بلون متفاوت من أزرق وبنفسجي وأبيض في النبتة الواحدة.
والحلم واسع الإنتشار ينبت في الأرض الصلبة وكذلك الرملية.
وينتشر الحَلَم في جميع دول الخليج العربي وكذلك في مصر والعراق وإيرن وفلسطين.

وفي كتب اللغة هناك شجر يسمى الحماط ينبت في اليمن وفي الجبال ويسمى التين الجبلي أما شرق الجزيرة العربية فالحماط هو يابس الحلم، وقد اختلف اللغويون فمنهم من يسمي الحلم بالأفاني ويابس الأفاني الحماط ومنهم يسميه الحلم كالأصمعي، والأفاني كما يصفه بعض اللغويون بأنه يشبة الصليان مما يبعده عن الحلم. على كل حال نستطيع أن نقول حالياً بأن الأفاني هو الحلم إلى أن يظهر غير ذلك. وقد أكثر الشعراء من وصف فرخ القطا (الجونية والكدرية) بيابس الحلم.
جاء في تاج العروس للزبيدي:
والحَماطَةُ: شَجَرٌ شَيهٌ بالتِّين خَشَبه وجَناه وريحه، إلاَّ أنَّ جَناهُ هو أَصْغَرُ وأَشَدُّ حُمْرَةً من التِّين، ومَنابِتُه في أَجْواف الجِبال، وَقَدْ يُسْتَوْقَدُ بحَطَبِه، ويُتَّخَذُ خَشَبُه لما يَنْتَفِعُ به النَّاسُ يَبْنونَ عَلَيْهِ البُيوتَ والخِيامَ، قالَهُ أَبو زِيادٍ، وقِيل: هو في مثلِ نَباتِ التِّينِ غيرَ أَنَّهُ أَصْغَرُ وَرَقاً، وله تِينٌ كثيرٌ صِغارٌ من كلِّ لونٍ: أَسود وأَمْلح وأَصْفر، وهو شَديدُ الحَلاوَةِ يُحْرِقُ الفَمَ إِذا كانَ رَطْباً، فإذا جَفَّ ذَهَبَ ذلك عنه، وهو يُدَّخَرُ، وله إِذا جفَّ مَتانَةٌ وعُلُوكَةٌ. قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ نقْلاً عن بعضِ الأَعْرابِ. وهو أَحبُّ شَجَرٍ إِلَى الحَيَّاتِ، أَي أَنَّها تأْلَفُه كَثيراً، يُقَالُ: شَيْطانُ حَمَاطٍ، ويُقَالُ: هو بلُغَةِ هُذَيْلٍ وَقَدْ رَأَيْتُ هذا الشَّجَرَ كثيراً بالطَّائفِ. أَو هو شجرُ التِّين الجَبَليِّ، كذا في المُحْكَمِ، وهو قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ أَيْضاً، أَو هو الأَسْوَدُ الصَّغيرُ المُسْتَديرُ منه، أَو هو شجرُ الجُمَّيْز، وهذا قَوْلُ غيرِ أَبي حَنِيفَةَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وفيه تَجوُّز. ج: حَمَاطٌ. ومن المَجَازِ قولُهم: أَصَبْتُ حَمَاطَةَ قلْبِه. قِيل: هو سَوَادُ القَلْبِ.
وقال أَبو حَنِيفَةَ: من الشَّجرِ حَمَاطٌ، ومن العُشْبِ حَمَاطٌ، أَمَّا الحَمَاطُ من الشَّجرِ فَقَدْ ذُكر، وأَمَّا الحَمَاطُ من العُشْبِ فإِنَّ أَبا عَمْرٍو قالَ: يُقَالُ ليَبِيسِ الأَفَاني: حَمَاطٌ. وقال الأَصْمَعِيّ: الحَمَاطُ عند العَرَب الحَلَمَة، والحَلَمَة: نبتٌ فيه غَبْرَةٌ، وله مَسٌّ خَشِنٌ، أَحمرُ الثَّمَرَةِ. وقال أَبو نَصْرٍ: إِذا يَبِسَت الحَلَمَةُ فهي حَمَاطَةٌ، وقولُ أَبي عَمْرٍو أَعْرَفُ. قالَ: وأَخْبَرَني أَعْرابيٌّ من بَني أَسَد، قالَ: الحَمَاطُ: عشبٌ كالصِّلِّيَانِ، إلاَّ أَنَّهُ خَشِنُ المَسِّ، والصِّلِّيَانُ ليِّنٌ. والذي عَلَيْهِ العُلَماءُ مَا قالَهُ الأَصْمَعِيّ وأَبو عَمْرٍو، ولا أَعلَمُ أَحداً مِنْهُم وافَقَ أبا نَصْرٍ عَلَى مَا قالَهُ، وأَحْسَبه سَهْواً، لأَنَّ الحَلَمَة لَيْسَتْ من جِنْسِ الأَفَاني والصِّلِّيَانِ، ولا من شَبَهِهما في شيءٍ.

وجاء في اللسان:
الأَزهري: الحَماطُ من ثَمَر اليمن معروف عندهم يُؤكل. قال: وهو يشبه التِّين. قال: وقيل إِنه مثل فِرْسِكِ الخَوْخِ.
ابن سيده: الحَماطُ شجر التين الجبليِّ.
قال أَبو حنيفة: أَخبرني بعض الأَعراب أَنه في مثل نبات التين غير أَنه أَصغر ورقاً وله تين كثير صغار من كل لون: أَسود وأَملح وأَصفر، وهو شديد الحلاوة يُحْرِقُ الفم إِذا كان رطباً ويَعْقِرُه، فإِذا جَفَّ ذهب ذلك عنه، وهو يُدَّخَر، وله إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة، والإِبل والغنم ترعاه وتأْكل نَبْتَه. وقال مرّة: الحَماط التين الجبليّ.
والحَماطُ: شجر من نبات جبال السَّراةِ.
وقيل: هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ.
قال أَبو حنيفة: هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الواحدة منها حَماطةٌ.
أَبو عمرو: إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط.
قال الأَزهري: الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ وهي من الجَنْبةِ، وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر.
الجوهري: الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات.
يقال: شيطانُ حَماط كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ؛ قال الراجز وقد شبه المرأَة بحَيَّةٍ له عُرْف:
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ
الواحدة حَماطة.
الأَزهري: العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ الحَماط.
وقيل: الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات؛ وأَنشد بعضهم:
كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ
والحَماطُ: تبن الذُّرة خاصّة؛ عن أَبي حنيفة.
وفي كتاب النبات والشجر للأصمعي:
والحلمة فإذا يبست فهي الحماطة.

وورد أيضاً في اللسان:
والأَفاني: نبتٌ.
وقال ابن الأَعرابي: هو شجر بيض؛ وأَنشد:
كأَنّ الأَفانى سَبيبٌ لها إذا التَفَّ تحتَ عَناصي الوَبَرْ
وقال أَبو حنيفة: الأَفانى من العُشْب وهي غبراء لها زهرة حمراء وهي طيِّبةٌ تكثر ولها كلأ يابس، وقيل: الأَفانى شيء ينبت كأَنه حَمْضةٌ يُشَبَّه بفراخ القَطا حين يُشَوِّك تبدَأُ بقلةً ثم تصير شجرة خضراء غبراء.
قال النابغة في وصف حَمِير:
توالِبُ تَرْفَعُ الأَذْنابَ عنها شَرَى أَسْتاههنَّ من الأَفانى
وزاد أَبو المكارم: أَن الصبْيان يجعلونها كالخواتم في أَيديهم، وأَنها إذا يَبِسَت وابيضَّتْ شَوَّكت، وشوْكَها الحَماطُ، وهو لا يقع في شراب إلاّ رِيحَ مَنْ شرِبه وقال أَبو السَّمْح: هي من الجَنْبة شجرة صغيرة، مجتمع ورقها كالكُبَّة، غُبَيراء مَلِيسٌ ورقها، وعيدانها شِبْه الزَّغَب، لها شُوَيكٌ لا تكاد تستَبينُه.
فإذا وقع على جلد الإنسان وجَدَه كأَنه حريقُ نار، وربما شَرِيَ منه الجلدُ وسال منه الدم.
(التهذيب): والأَفانى نبت أَصفر وأَحمر، واحدته أَفانِية.
الجوهري: والأَفانى نبتٌ ما دام رَطْباً، فإذا يبس فهو الحَماطُ، واحدتها أَفانية مثل يمانيةٍ.
ويقال: هو عِنَب الثعلب، ذكره الجوهري في فصل فني، وذكره اللغوي في فصل أَفن، قال ابن بري: وهو غلط.‏

اللسان:
والأَفاني: نبت ما دام رطباً، فإِذا يبس فهو الحَماط، واحدتها أَفانِيةٌ مثال ثمانية، ويقال أَيضاً: هو عنب الثعلب.
وفي حديث القِيامة: ((فيَنْبُتُون كما يَنْبُت الفَنا)). هو عنب الثعلب.
وقيل: شجرته وهي سريعة النبات والنموّ؛ قال ابن بري شاهد الأَفاني النبت قول النابغة:
شَرَى أَسْتاهِهِنَّ من الأَفاني
وقال آخر:
فَتِيلانِ لا يَبْكِي المَخاضُ عليها إِذا شَبِعا مِنْ قَرْمَلٍ وأَفاني.
وقال آخر:
يُقَلِّصْن عن زُغْبٍ صِغارٍ كأَنَّها إِذا دَرَجَتْ تَحتَ الظِّلالِ، أَفاني

وجاء في مجمع الأمثال:
“شيطان الحماطة”
يقال: كأنه شيطان الحماطة، وما هو إلا شيطان الحماطة. يقال ليبيس الأفاني حماط. قال أبو عمرو: الأفاني، من أحرار البقول واحدتها أفانية. والشيطان، الحية، وأضيف إلى الحماط لإلفه إياه كما يقال ضب كدية وذئب غضى. يضرب للرجل إذا كان ذا منظر قبيح.

جاء في كتاب الحيوان للجاحظ:
وقال البعيث:
نجتْ بُطوالات كـأنَّ نـجـاءهـا هُوِي القطا تعروُ المناهلَ جُونَهـا
طَوَين سقاء الخمسِ ثُمَّتْ قلـصـت لوردِ المياهِ واستتبـتْ قـرونُـها
إذا ما وَردْنَ الماء في غَلسِ الضُّحى بلَلْنَ أداوَي ليس خرزٌ يشـينُـهـا
أداوَي خفيفاتِ المحاملِ أشـنـقـتْ إلى ثُغَرِ اللبات منها حصـينـها
جَعَلْنَ حَبابَ الماء حين حمـلـنـه إلى غُصصٍ قد ضاق عنها وتينهـا
إذا شئْن أن يسمعنَ واللـيلُ واضـعٌ هذا ليلهُ والريح تجري فُنُـونُـها
تناوَمَ سربٌ في أفاحيصه الـسـفـا وميتةُ الخرشاء حيٌّ جَـنـينهـا
يروَّين زغباً بـالـفـلاةِ كـأنَّـهـا بقايا أفاني الصيفِ، حُمراً بطونهـا
وفي الأصمعيات الأصمعي:
قال سوار بن المضرب:
تُثرْنَ عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْـنـاً كأنَّ فراخَها قُمْـرُ الأَفـانـي