الذرق

الذُّرَق هو الاسم العربي للحندقوق وقد ورد هذا الاسم في الشعر العربي، وهو نبات حولي من الفصيلة البقولية Leguminosae يرتفع على ساق عن الأرض بـ 10 إلى 35سم وأوراقه تتركب من ثلاث ورقات، تخرج فوق الأوراق شماريخ تحمل الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول بعد ذلك إلى حبوب بنية اللون. يزهر الذرق في شهر مارس إلى شهر مايو.
ينبت الذرق في الأماكن الندية بعد سقوط الأمطار، بين الشوارع والطرقات، وفي البراري والوديان، وفي الأماكن الرطبة خصوصاً المزارع المروية، وتحرص عليه الماشية وربما انتفخت بطونها من كثرة أكله.
وينتشر الذرق في جميع الدول العربية، وفي دول أوربا الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط وتركيا وقبرص والقوقاز وأفغانستان وباكستان.
ومن الجدير بالذكر أن الذرق يشبه علف الماشية المرزوع المسمى بالبرسيم، لكنه أصغر منه ساقاً وورقاً.

وورد في اللسان:
والذُّرَقُ: نبات كالفِسْفِسة تسميه الحاضرةُ الحَنْدَقُوقى.
وقال أبو عمرو: الذُّرَق الحندقوقى؛ غيره: واحدتها ذُرَقة، ويقال لها: حَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقَى.
قال أبو حنيفة: لها نُفَيْحة طيبة فيها شَبه من الفَثِّ (القت “البرسيم” وأظنه تصحيف لأن الفث زاحف ومن الحمض) تطول في السماء كما ينبُت الفَثُّ (القت)، وهو ينبت في القِيعان ومَناقِع الماء.
وقال مُرّة: الذُّرَقُ نبات مثل الكُرّاث الجبليّ الدِّقاق له في رأسه قَماعِل صغار فيها حبٌّ أغبر حُلو، يؤْكلُ رَطباً تُحبه الرِّعاء ويأتون به أهليهم فإذا جفَّ لم تَعرِض له، وله نِصال صِغار لها قشرة سوداء فإذا قُشرت قُشرت عن بياض.
قال: وهي صادِقةُ الحَلاوة كثيرة الماء يأكلها الناس؛ قال رؤبة:
حتى إذا ما هاجَ حِيرانُ الذُّرَقْ وأهْيَجَ الخَلْصاء من ذاتِ البُرَقْ
وأذْرَقَت الأَرض: أنْبَتت الذُّرَق.
وفي الحديث: “قاع كثير الذُّرَق”. بضم الذال وفتح الراء، الحندقوق وهو نبت معروف.
انتهى ماورد في اللسان.
انظر كيف ينقل عن أبي حنيفة قوله:”لها نُفَيْحة طيبة فيها شَبه من الفَثِّ تطول في السماء كما ينبُت الفَثُّ”
وفي كتاب العين للخليل ابن أحمد:
الحَنْدقُوق: حشيشةٌ كالقتٌ الرَّطْب.
وجاء في كتاب النبات لأبوسعيد الأصمعي (128-216 هـ):
فمن أحرار البقول الذَّرَق وهو الحَنْدَقُوق، والنَّفَل، وهو قَتُّ البَرِّ

وجاء أيضاً في اللسان:
الحَنْدَقوقَى والحَنْدَقُوقُ والحِنْدَقُوقُ: بقلة أَو حَشِيشة كالفَثِّ الرَّطْب، نبَطِيّة مُعرَّبة، ويقال لها بالعربية: الذُّرَقُ، قال: ولا تقل: الحَنْدَقوقى.
الجوهري: الحَنْدقُوق وهو الذُّرَقُ نبَطي معرب.
وفي القاموس المحيط:
والعَرَقْصَانُ، بفتح العينِ والراء: الحَنْدَقُوقَى، أو يَرْبَطُو، وهو نَباتٌ ساقُهُ كسَاقِ الرَّازيانجِ، وجُمَّتُهُ وافِرَةٌ مُتَكَاثِفَةٌ، عظيمُ النَّفْعِ في جميعِ أنواعِ الوَباءِ، ولوجَعِ السِّنِّ.
وفي لسان العرب أيضاً:
العُرْقُصُ والعُرَقِصُ والعُرْقُصاءُ والعُرَيْقِصاءُ والعُرَيْقصانُ والعَرَنْقُصانُ والعَرَقْصانُ والعَرَنْقَصُ، كله: نبت، وقيل: هو الحَنْدَقُوق، الواحدة بالهاء.
وقال الأَزهري: العُرْقُصاءُ والعُرَيْقِصاءُ نبات يكون بالبادية، وبعض يقول عُرَيْقِصانة.

وورد في اللسان:
ابن سيده: والحَبَطُ وجع يأْخذ البعير في بطْنه من كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه، وقد حَبِطَ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ، وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ.
قال الجوهري: الحَبَطُ أَن تأْكل الماشية فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها ما فيها.
وحَبِطتِ الشاة، بالكسر، حَبَطاً: انتفخ بطنها عن أَكل الذُّرَقِ، وهو الحَنْدَقُوقُ.
الأَزهري: حَبِطَ بطنُه إِذا انتفخ يحبَطُ حَبَطاً، فهو حَبِطٌ.
وفي الحديث: “وإِنَّ ممّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ”.
وذلك الدَّاء الحُباطُ، قال: ورواه بعضهم بالخاء المعجمة من التَّخَبُّطِ، وهو الاضْطِرابُ.
قال الأَزهريّ: وأَما قول النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ”.
عن أَبي سعيد الخدري انه قال: جلس رسولُ اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- على المِنْبر وجَلسنا حولَه فقال: “إِني أَخاف عليكم بَعْدِي ما يُفْتَحُ عليكم من زَهرةِ الدنيا وزِينتِها، قال: فقال رجل أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يا رسول اللّه؟
قال: فسكت عنه رسولُ اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عليه فأَفاقَ يَمْسَحُ عنه الرُّحضاء وقال: أَين هذا السائلُ؟ وكأَنه حَمِدَه.
فقال: إِنه لا يأْتي الخيرُ بالشرّ، وإِنَّ مما يُنبِت الربيعُ ما يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلاّ آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَت خاصرتاها استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتَعَتْ، وإِن هذا المال خَضِرةٌ حُلوةٌ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هو لمن أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ”.
أَو كما قال رسول اللّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: “وإِنه مَن يأْخذه بغير حقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة”.
قال الأَزهري: وإِنما تَقَصَّيْتُ رواية هذا الخبر لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ معناه، وفيه مثلان:
ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط في جمع الدنيا مع مَنْعِ ما جمَع من حقّه.
والمثل الآخر: ضربه للمُقْتَصِد في جمْعِ المال وبذْلِه في حقِّه.
فأَما قوله: -صلَّى اللّه عليه وسلَّم-: “وإِنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حبَطاً”.
فهو مثل الحَرِيصِ والمُفْرِط في الجمْع والمنْع، وذلك أَن الربيع يُنبت أَحْرار العشب التي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فتستكثر منها حتى تَنْتَفِخَ بطونها وتَهْلِكَ.
كذلك الذي يجمع الدنيا ويَحْرِصُ عليها ويَشِحُّ على ما جمَع حتى يمنَعَ ذا الحقِّ حقَّه منها يَهْلِكُ في الآخرة بدخول النار واسْتِيجابِ العذابِ.
وأَما مثل المُقْتَصِد المحمود فقوله -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم-: “إِلاَّ آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حتى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها استقبلت عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رتعت”.
وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحْرارِ البقول التي تستكثر منها الماشية فتُهْلِكه أَكلاً، ولكنه من الجَنْبةِ التي تَرْعاها بعد هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه.
قال: وأَكثر ما رأَيت العرب يجعلون الخَضِرَ ما كان أَخْضَرَ من الحَلِيِّ الذي لم يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ منه شيئاً شيئاً ولا تستكثر منه فلا تحبَطُ بطونُها عنه.
قال: وقد ذكره طرَفةُ فبين أَنه من نبات الصيف في قوله:
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ
فالخَضِرُ من كَلإِ الصيفِ في القَيْظِ وليس من أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع، والنَّعَمُ لا تَسْتَوْبِلُه ولا تَحْبَطُ بطونُها عنه، قال: وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وهي سحائبُ يأْتِينَ قُبُلَ الصيف.
قال: وأَما الخُضارةُ فهي من البُقول الشَّتْوِيّة وليست من الجَنْبة، فضرب النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- آكِلةَ الخَضِرِ مثلاً لمن يَقْتَصِد في أَخذ الدنيا وجمْعِها ولا يُسْرِفُ في قَمِّها والحِرص
عليها، وأَنه ينجو من وَبالِها كما نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَلا تراه قال: “فإِنها إِذا أَصابت من الخَضِر استقبلت عين الشمس فثَلطت وبالت؟”.
وإِذا ثلطت فقد ذهب حبَطُها، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لم تَثْلِطْ ولم تَبُلْ وأْتُطِمَت عليها بطونها، وقوله: “إِلا آكلة الخضر”.
معناه: لكنَّ آكلة الخضر.
وأَما قول النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “إِن هذا المال خَضِرةٌ حُلْوة”.
ههنا الناعمة الغَضّةُ، وحَثَّ على إِعطاء المِسكين واليتيم منه مع حَلاوتِه ورَغْبةِ الناس فيه، ليَقِيَه اللّهُ تبارك وتعالى وبالَ نَعْمَتِها في دنياه وآخرته.
والحَبطُ: أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تنتفخ لذلك بطونها ولا يخرج عنها ما فيها.
ابن سيده: والحَبطُ في الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ، وقيل: الحَبطُ الانْتِفاخُ أَين كان من داء أَو غيره.
وحَبِطَ جِلدُه: وَرِمَ.
وقال الشاعر ذو الرمة غيلان بن عقبة بن مسعود:
بها ذُرَقٌ غضُّ النَّبـاتِ وحنوةٌ تعاورها الأمطارُ كفراً على كفرِ
بأطيـبَ منها نكهةً بعدَ هجعةٍ ونشراً ولا وعساءُ طيِّبـةُ النَّشرِ
وقال كعب بن زهير:
أمن نوارَ عرفتَ المنـزلَ الخلقا إذ لا تفارقُ بطنَ الجوِّ فالبرقا
وقفتُ فيها قليلاً ريـثَ أسألها فانهلّ دمعي على الخدّين منسحقا
كادت تبيِّن وحياً بعض حاجتنا لو أن منـزل حيٍ دارساً نطـقا
لا زالت الريح تزجي كلَّ ذي لجبٍ غيثـاً إذا ما ونتـه ديمـةٌ دفقـا
فأنبت الفغـوَ والرّيحـان وابله والأيهقـانَ مع المكنـانِ والذُّرَقا
فلم تـزلْ كلُّ عنـاءِ البغـامِ بهِ من الظبـاءِ تراعي عاقـداً خرقا
تقرو به منزل الحسناءِ إذ رحلتْ فاستقبلت رُحبَ الجوفين فالعمقا
حلّـتْ نوار بأرضٍ لا يبلغهـا إلا صموت السُّرى لا تسـأم العنقا
خطَّارةٌ بعد غبِّ الجهـد ناجيةٌ لا تشتكي للحفـا من خفهـا رققا
ترى المريءَ كنصلِ السيفِ إذ ضمنتْ أو النضيَّ الفضـا بطنتـهُ العنُقـا
تنفي اللغامَ بمثلِ السبتِ خصَّرهُ حاذٍ يمـانٍ إذا ما أرقلـتْ خفقـا
تنجو نجـاءَ قطاة الجوِّ أفزعهـا بذي العضاهِ أحسّت بازيـاً طرقـا
شهمٌ يكبُّ القطا الكدري مختضبُ الأظفار حرٌّ ترى في عينـه زرقـا
باتت لـه ليلـةٌ جمٌّ أهاضبهـا وبات ينفض عنـه الطـلَّ واللثقا
حتى إذا ما انجلت ظلمـاءُ ليلته وانجاب عنـه بياضُ الصبح فانفلقا
غدا على قدرٍ يهوي ففاجأهـا فانقضّ وهو بوشكِ الصيد قد وثقا
لا شيءَ أجود منهـا وهي طيبةٌ نفساً بما سوف ينجيهـا وإن لحقا
نفرها عن حياضِ الموتِ فانتجعتْ ببطن لينةَ ماءً لم يكن رنقـا
ياليت شعـري وليتَ الطيرَ تخبرني أمثل عشقي يلاقي كـلُّ من عشقا