يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها | صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ |
شعر للنابغة الذبياني
اليعضيد نبات معمر ذو أزهار صفراء فاقعة وهو من العائلة المركبة (Compositae) يصل ارتفاعه عن الأرض أحياناً 60سم. الساق الرئيسية قائمة متفرعة، وتنفرش أوراقه الرمحية الشكل على الأرض وتكون بحجم كبير ويقل حجم الأوراق عند الارتفاع قليلاً بعد لا تكاد ترى إلا الأزهار والأغصان، وعند عصر سيقان العضيد تخرج منها مادة عصيرية بيضاء. وقد ذكر النابغة الذبياني هذه المادة في بيت الشعر المذكور أعلاه، وقوله يتحلب اليعضيد أي يخرج الحليب من سيقان اليعضيد حينما تأكلها الخيل وتصبح مناخرها صفراء لأكلها نبات الجرجار.
ويتميز اليعضيد بكثافة أزهاره الجميلة وقد رأيت أزهاره تخرج صفراء حتى بعد اشتداد الحر في نهاية الشهر الرابع الميلادي في بعض المزارع البرية وقد تكون رويت من مياه السقي، ورأيتها كذلك تخرج في شهر سبتمبر وأكتوبر قبل نزول المطر بعد أن تم سقيها في المزارع البرية.
يعتبر اليعضيد نبات رعوي جيد للإبل والأغنام وينمو بعد سقوط الأمطار وتظهر أزهاره في شهر فبراير إلى نهاية شهر أبريل.
ولقد ورد في كتاب لسان العرب التالي:
واليَعْضِيدُ: بقلة، وهو الطَّرْخَشْقوق.
وفي (التهذيب): التَّرْخَجْقوق.
قال ابن سيده: واليعضيد بقلة زهرها أَشد صفرة من الوَرْس، وقيل: هي من الشَّجر، وقيل: هي بقلة من بقول الرَّبيع فيها مَرارة.
وقال أَبو حنيفة: اليعضيد بقلة من الأَحرار مرة، لها زهرة صفراء تشتهيها الإِبل والغنم والخيل أَيضاً تُعْجِبُ بها وتُخْصِبُ عليها.
قال النابغة ووصف خيلاً:
يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ
ولقد ذكر الأصمعي في كتابه المسمى النبات والشجر (122-215هـ) اليعضيد ووصفه بذكور البقل وذكور البقل ماغلظ من النبات وأحرار البقل مارق منه.
وفي لسان العرب أيضاً:
والنَّشِيئةُ أَيضاً: التَّفِرةُ إِذا غَلُظَتْ قَلِيلاً وارْتَفَعَتْ وهي رَطْبةٌ، عن أَبي حنيفة.
وقال مرة: النَّشِيئةُ والنَّشْأَةُ من كلِّ النباتِ: ناهِضُه الذي لم يَغْلُظْ بعد.
وأَنشد لابن مَناذرَ في وصف حمير وحش:
أَرناتٍ، صُفْرِ المَناخِرِ والأَشْــداقِ، يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ
قال أبو تمام الطائي (188-231هـ) في قصيدة له يهجو فيها عياش:
عياشُ يا ذا البخل والتصريدِ وسلالةَ التضييقِ والتنكيدِ
البردُ يقتل والكزازُ بدون ما أحكمتَهُ من شدةِ التبريدِ
لؤمٌ تدينُ بحلوهِ وبمرِّهِ فكأنَّهُ جزءٌ منَ التوحيدِ
ليسودنَّ يفاعَ وجهكَ منطقي أضعافَ ما سودتَ وجهَ قصيدي
وليفضحنكَ في المحافلِ كلِّها صدري كما فضحتْ يداكَ ورودي
ما كانَ خبرني القياسُ بباطل عنكمْ ولكنْ جرتُ في التقليدِ!
فطرحتُ في طمعي يداً أخرجتها من طاعةِ التوفيقِ والتسديدِ
ورجوتُ نائلكُمْ رجاءَكمُ العلا بتذكُّرِ العلجان واليعضيدِ
ونسيتُ سوءَ فعالِكمْ نسيانكْم آساسكُمْ في كورةِ البشرودِ!