الخزامى

الخزامى نبات حولي من بقول الربيع من الفصيلة المتعامدة (Cruciferae) فروعه تصل إلى 40 سم طولاً، الأوراق غضة عصارية مستطيلة مفرضة الحواف بطول 6 سم وعرض 2 سم، تظهر الأزهار في نهاية الفروع بمجموعات في شماريخ قصيرة تطول لتخلف بعد ذلك الثمار، الأزهار بنفسجية في المنتصف وبحواف فاتحة ببياض قليل وهي رباعية البتلات، الثمار عبارة عن أقراص كالنقود تكون بقطر 2 سم.
وتنبت الخزامى في الأراضي الرملية، في السهول وفي منابت العرفج، وبعد سقوط الأمطار وهي سريعة الإنبات. وتعتبر الخزامى من مراعي الإبل والغنم وتظهر رائحتها في ألبان الإبل.
ولزهور الخزامى رائحة طيبة قوية تملأ المكان خصوصاً عند الغروب أو الشروق، وكثيراً ما تغنى برائحة الخزامى الشعراء، شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي وتنتشر الخزامى في السعودية حول الرياض وشمالاً في الصمان وصولاً للكويت ثم شمال السعودية في رفحاء وفي العراق والأردن ولم ترصد الخزامى في غير هذه الأماكن.
الصورة التالية تبين شكل فروع الخزامى.

وقد جاء في اللسان:
والخُزامَى: نبت طيب الريح، واحدته خُزاماة؛ وقال أَبو حنيفة: الخُزامى عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح، لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قال: ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ نَفْحَة من نفحة الخُزامَى؛ وأَنشد:
لقد طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَـتِـي، وقد جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْرى الكواكبِ
بريحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثِـيابِـهـا، ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّـدِ المِسْكِ ثاقِـبِ
وهي خِيرِيُّ البَرِّ؛ قال امرؤ القيس:
كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمـام، ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ

وجاء في كتاب العين في اللغة للخليل ابن أحمد:
النّشوة: السُّكرُ، وانتشى فلان فهو نشوان، وقد يقال: نشي ينشى، في معنى: انتشى، فهو نشوانُ وامرأة نشوى مثل: عطشى. والجميع نشاوى. والنَّشا، مقصور نسيم الريح الطيبة، قال:
وتنشى نشا المِسكِ في قـارةٍ وريحُ الخُزامى على الأجوع
واستنشيت نشوةً، أي: نسمتها، واستروحتها.

وجاء في كتاب الحيوان للجاحظ:
وقال النَّمر بن تولب:
كأنَّ حَمدةَ، أو عزّتْ لها شَبَهـا في العين يوماً تلاقَينْا بـأرمـامِ
ميثاءُ جاد عليها وابِـلٌ هَـطِـلٌ فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أعـوامِ
إذا يَجفُّ ثـراهَـا بـلَّـهـا دِيَمٌ مِن كوكبٍ بزل بالماء سَـجـام
لم يَرْعَها أحدُ واربتهـا زَمـنـاً فَأْوٌ مِنَ الأرضِ محفوف بأعلام
تَسْمَعُ للطَّير في حافاتِها زَجـلاً كأنَّ أصواتَها أصـواتُ جُـرَّامِ
كأنَّ ريحَ خُزَاماها وحنْـوَتـهـا باللَّيل ريحُ يَلَنجوجٍ وأهْـضـام
قال: فلم يَدَعْ معنًى مِنْ أجلِه يُخصِب الوادي ويعتمُّ نبتُه إلاّ ذكره وصدق النمر.
وقال الأسديُّ في ذِكر الخِصْب ورطوبة الأشجار ولدونة الأغصان وكثرة الماء:
وَكأنَّ أرْحُلَنا بجـوِّ مُـحَـصَّـبٍ بِلِوى عُنيزةَ من مَقيل التَّرمُـسِ
في حيثُ خالَطَتِ الخُزَامى عَرْفَجاً يأتيك قابِسُ أهلـه لـم يُقْـبَـسِ
ذهب إلى أنَّه قد بَلغَ من الرُّطوبة في أغصانه وعيدانه، أنَّها إذا حُكَّ بعضها ببعضٍ لم يقدح، وفي شبيهٍ بذلك يقول الآخر، وذهب إلى كثرة الألوان والأزهار والأنوار:
كانت لنا من غَطفانَ جارَهْ كأنها من دَبَـل وشـاره
وفي موضع آخر في كتاب الحيوان:
شعر في بعض النبات وقال المرَّار بن منقذ:
وكأَنَّ أرحُلنا بجـوٍّ مُـحْـصِـبٍ بِلِوَى عُنَيزةَ مِنْ مَقيلِ التُّرمُـسِ
في حيثُ خالطت الخزامى عَرْفَجاً يأتيك قابسُ أهْلهَـا لم يُقْـبَـسِ
أراد خصْبَ الوادي ورطوبَتَهُ، وإذا كان كذلك لم تَقْدَح عيدانُهُ، فإنْ دَخَلها مستقبسٌ لم يُوِر ناراً، وقال كُثَيِّر:
له حسبٌ في الحيِّ وارِ زِنَـادُهُ عَفَارُ وَمَرْخٌ حَثَّهُ الوَرْيُ عاجلُ
والعَفار والمَرْخ، من بين جميع العِيدان التي تُقْدَحُ، أَكثَرُها في ذلك وأسرعُها.
قال: ومن أمثالهم: في كُلِّ الشَّجَرِ نارٌ، واستمجَدَ المَرْخُ والعَفار.

وورد في اللسان: والجَمِيمُ: النبت الكثير، وقال أَبو حنيفة: هو أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ، وقد جَمَّم وتَجَمَّمَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ وذكر وحشاً:
يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ في النَّدى، وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما
قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو حنيفة على الخَرْم، لأَنَّ قوله يَقْرِمْ فَعْلُن وحكمه فعولن، وقيل: إذا ارتفعت البُهْمى عن البارِضِ قليلاً فهو جَميم؛ قال ذو الرمة يصف حماراً:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً، وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصـالُـهـا
والجمع من كل ذلك أَجِمَّاءُ. والجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم. واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خرج نبتها. والجَمِيمُ: النبت الذي طال بعَض الطُّول ولم يَتِمَّ؛ ويقال: في الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النبت قد غَطَّى الأَرضَ ولم يَتِمَّ بَعْدُ. ابن شميل: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إذا وفى جَمِيمُها، وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إذا صار لهما جُمَّةٌ. وفي حديث خُزيمة:
اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس؛ الجَمِيمُ: نبت يطول حتى يصير مثل جُمَّة الشعر.

ومن الأشعار التي قيلت في الخزامى:
شعر عبيدة بن الأبرص وهو جاهلي :
فَألْحَقَنَا بِالقَوْدِ كُـلُّ دِفَقَـةٍ مُصَدَّرَةٍ بالرَّحْلِ وَجْنَاءَ مِرْقـال
فمِلْنَا وَنَازَعْنَا الحَديثَ أوَانِساً عَلَيْهِنّ جَيْشَـانِيّةٌ ذاتُ أغْيـَالِ
وَمِلْنَ إلَيْنَا بالسّوَالِفِ وَالحُلَى، وَبالقَوْلِ فيما يَشتَهي المَرِحُ الخَـالي
كَأنّ الصَّبَا جاءتْ بِرِيحِ لَطِيمَةٍ مِنَ المِسْكِ لا تُسطاعُ بالثّمن الغالي
وَرِيحِ خُزَامَى في مَذانِبِ رَوْضَةٍ جَلا دِمْنَها سارٍ منَ المُزْنِ هَطّالُ
وشعر بشر بن أبي حازم الأسدي:
تَعَنّاكَ نَصْبٌ مِنْ أُمَيْمَةَ مُنْصِـبُ كَذِي الشَّوْقِ لَمَّا يَسْلُهُ وَسَيَذْهَبُ
رَأَى دُرَّةً بَيْضَاءَ يَحْفِـلُ لَوْنَهَـا سُخَامٌ كَغِرْبَانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ
وَمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ أَصْبَحَ خِشْفُهَـا بِأَسْفَلِ وَادٍ سَيْلُهُ مُتَصَـوِّبُ
خَذُولٌ مِنَ البِيضِ الخُدُودِ دَنَا لَهَا أَرَاكٌ بِرَوْضَاتِ الخُزَامَى وَحُلَّبُ
بِأَحْسَنَ منها إذ تَرَاءَتْ وَذُو الـهَوَى حَزِينٌ وَلَكِنَّ الخَلِيطَ تَجَنَّبُوا
وشعر عنترة بن شداد:
أرضُ الشَّرَبَّةِ شِعْبٌ ووادي رَحَلْتُ وأهلْها في فُؤَادي
يحلُّونَ فيهِ وفي ناظري وإنْ أبْعدوا في مَحَلّ السَّواد
إذَا خَفَقَ البرْقُ منْ حيِّهم أَرقتُ وبِتُّ حَليفَ السُّهاد
وريحُ الخُزَامى يُذَكِّرُ أنْفي نَسيم عَذَارَى وذَاتَ الـأَيادي
أيا عبْلُ مُنِّي بطَيْفِ الخيالِ على المُستَهَامِ وطِيبِ الرُّقادِ
ابن مقبل من:
أَنَاةٌ كَأَنَّ المِسْكَ دُونَ شِعَارِهَا يُبَكِّلـهُ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقطِبُ
كَأَنَّ خُزَامَى عَالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا شَمَالٌ رَسِيسُ المَسِّ ،بَلْ هِيَ أَطيَبُ
وشعر الحطيئة:
تَضَوَّعُ رَيّاها إذا جئتَ طارِقاً كَرِيحِ الخُزامَى في نبات الخَلَى النَّدِي
وشعر ابن ميادة:
بِريحِ خُزامى الرَملِ باتَ مُعانِقاً فُروعَ الـأَقاحي تَنضُبَ الطَلَّ وَالقَطرا
الصورة التالية تبين زهور الخزامى.