الإجرد

الإجرد (الإرجة، الجريد والجريت) نبات حولي من الفصيلة اللأذنية Cistaceae اشتهر عند العرب هو ونبات القصيص (الرقروق) في الدلالة على الكمأة.
يقول الشاعر مُهاصِر النهشلي:

جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَوِيصِ،من مُجْتَنى الإِجْرِدِ والقَصِيصِ

وإلى هذا الزمان ترتبط الكمأة بهذين النبتين.
والكمأة لا تتواجد إلا مع وجود هذين النبتين وليس بالضرورة وجود الكمأة عند تواجد هذين النبتين فالقصيص والإجرد ينتشران في أماكن كثيرة لا تظهر فيها الكمأة، والعلاقة بين الكمأة وهذين النبتين وأسباب ارتباط الكمأة بهما غير معروفة إلى الآن.
ويعتبر الإجرد من بقول الربيع يرتفع قرابة 20سم متفرع في أغلب الأحيان من سطح الأرض وتكون فروعه مائلة، وتتكون الأزهار والثمار في شمايخ أعناقها بطول 1سم تتجه بالزهرة أو الثمرة إلى الأعلى كما يرى في الصور وفي هذا النوع يكون وعاء الثمرة أملس. والأعناق المتجه للأعلى بطول 1سم هي التي تفرق بين هذا النوع من الإجرد والنوع الثاني Helianthemum ledifolium أما الأزهار فتتكون من خمس بتلات صفر فاقعة الصفرة أصغر من السبلات. الأوراق متقابلة وهي بطول من 1 إلى1.5سم وعرض من 2 إلى 5 مم.
وينبت الإجرد بعد سقوط المطر ويظهر بعد الدفء في الشهر الثاني مع ظهور الكمأة، وتتواجد الكماة بالقرب من هذا النبات إن وجدت بمجموعات صغيرة، والكمأة ليست كالذئنون (الهالوك) والطرثوث مما يتطفل على جذور نباتات الحمض، وإنما هي نوع من الفطر كالعرجون والدمالق تخرج من باطن الأرض بدون جذور ولا إلتصاق بالجذور للتطفل عليها.
وينتشر هذا النوع من الإجرد في الكويت والسعودية والبحرين والعراق وسوريا والأردن ولبنان ومصر وفلسطين إيران وقبرص وتركيا والقوقاز.
الصورة التالية تبين أول ظهور الإجرد.

وقد ورد في اللسان:
والإِجْرِدُّ: نبت يدل على الكمأَة، واحدته إِجْرِدَّةٌ؛ قال:
جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَـويصِ، من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ
النضر: الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل، قال: ومنهم من يقول إِجْرِدٌ، بتخفيف الدال، مثل إِثمد، ومن ثقل، فهو مثل الإِكْبِرِّ، يقال: هو إِكْبِرُّ قومه.
يقول الجاحظ في كتابه الحيوان:
ومنقار الغراب معْوَل، وهو شديدُ النَّقْر، وإنّه ليصِلُ إلى الكمأة المنْدفِنة في الأرض بنقْرة واحِدة حتى يشخصها، ولهو أبصرُ بمواضع الكمأة من أعرابيٍّ يطلبها في منبتِ الإجردِّ والقِصيص، في يومٍ له شمس حارَّة، وإن الأعرابيّ ليحتاجُ إلى أن يرى ما فوقها من الأرض فيه بَعْضُ الانتفاخِ والانصدَاع، وما يحتاجُ الغرَاب إلى دليل، وقال أبو دُؤادٍ الإياديّ:
تَنْفي الحصى صُعُداً شرقِي منْسمها نَفْي الغراب بأعلى أنْفهِ الغَـرَدا

ويقول الجاحظ أيضاً في كتابه الحيوان: فالكلابُ في تلك الحال يعتادها الاسترواح حتى تقفَ بالكلاّبين على رؤوس المواضع التي تنبت الإجْرِدّ والقَصيص، وهي التربة التي تُنبتُ الكَمْأة وتربِّيها، تعرّف مواضع الكمأة وربما كانت الواحدةُ كالرُّمانة الفخْمة، ثم تتخلَّق من غير بزر، وليس لها عرقٌ تمصُّ به من قُوى تلك الأرض، ولكنها قوى اجتمعَت من طريق الاستحالات، كما يَنطبخُ في أعماق الأرض، من جميع الجواهر وليس لها بدّ من تربةِ ذلك من جوهرها، ولا بدَّ لها من وسْميّ، فإذا صار جانِيها إلى تلك المواضع – ولا سيما إن كان اليومُ يوماً لِشمسهِ وَقْعٌ – فإنه إذا أبصر الإجرِدَّ والقَصِيص استدلَّ على مواضعها بانتفاخ الأرض وانصداعها. وإذا نظر الأعرابيّ إلى موضع الانتفاخ يتصدّعُ في مكانه فكان تفتُّحه في الحالات مستوياً، علم أنَّه كمأة؛ وإن خلَطَ في الحركة والتصدُّع علم أنّه دابَّة، فاتَّقى مكانّها.

وجاء في تاج العروس:
الفَقْعُ، بالفتح، ويُكسَرُ، عن ابنِ السِّكِّيتِ: ضَرْبٌ من الكَمأَةِ، وقال أَبو عُبيدٍ: هي البيضاءُ الرَّخْوَةُ من الكَمأَةِ، وهو أَرْدَؤُها، قال الرَّاعي:
بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعَ فيهـا قِـنـاعَـهُ كما ابْيَضَّ شيخٌ من رِفاعَةَ أَجْلَحُ
وفي حديثِ عاتِكَةَ قالت لابنِ جُرمُوزٍ:
يا ابنَ فَقْعِ القَرْدَدِ
قال ابنُ الأَثير: الفَقْعُ: ضَرْبٌ من أَرْدَإِ الكَمْأَةِ، والقَرْدَدُ: أَرضٌ مرتَفِعَةٌ إلى جَنب وهْدَةٍ. وقال أَبو حنيفةَ: الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرضِ، فيظهَرُ أَبيضَ، وهو رديءٌ، والجَيِّدُ: ما حُفِرَ عنه واسْتُخرِجَ. وقال الليثُ: الفَقْعُ: كَمءٌ يَخرُجُ من أَصلِ الإجْرِدِّ، وهو نَبْتٌ، قال: وهو من أَردإِ الكَمأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً. ج – على كلا الوَجهين -: فِقَعَةٌ، كعِنَبَةٍ، مثل جَبءٍ وجِبأَةٍ، وقِرْدٍ وقِرَدَةٍ.
وفي اللسان:
الليث: الفقْع كَمْءٌ يخرج من أَصل الإِجْردِّ وهو نَبْتٌ.
قال: وهو من أَرادإِ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً.
والفِقِّيعُ: جنس من الحَمام أَبيض على التشبيه بهذا الجنس من الكمأَة، واحدته فِقِّيعةٌ.
والفَقَعُ: شِدَّةُ البياض، وأَبيضُ فُقاعِيٌّ: خالص منه.
والفاقِعُ: الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها.
وقد فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إذا خَلَصَت صفرته.
وفي التنزيل: “صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا” (البقرة: 69).
وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ: شديد الصُّفرة؛ عن اللحياني.
وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ: يخلِط حُمْرَتَه بياض، وقيل: هو الخالص الحُمُرة.
ويقال للرجل: الأَحمر فُقاعِيّ، وهو الشديد الحمرة في حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ.
وأَنشد:
فُقاعِيّ، يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ
قال الأَزهريّ: وجعله الجاحظ فَقِيعاً، وهو في نوادر أَبي زيد فُسِّرَ مِثلَ ذلك فَقاعٌ، وقيل: الفاقِعُ الخالصُ الصّافي من الأَلْوانِ أي لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني.

وجاء أيضاً في اللسان:
وأَنْتَضَ العُرْجُونُ من الكَمْأَةِ: وهو شيء طويل من الكمأَة يَنْقَشِرُ أَعالِيهِ من جنس الكمأَة؛ وهو يَنْتِضُ عن نفسه كما تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ والسِّنُّ السّنَّ إِذا خرجت فرفعَتْه عن نفْسِها، لم يَجئ إِلا هذا.
قال الأَزهري: هذا صحيح ومن العرب مسموع، قال: ولم أَجده لغير الليث.
وقال أَبو زيد: في معاياة العرب قولهم ضأْنٌ بِذي تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ وإِرْخاء، قال: يُسَكِّنون الردْغةَ في هذه الكلمة وحدها.‏
وفي اللسان:
والعُرْجون: نبت أَبيض.
والعُرْجون أَيضاً: ضرب من الكمأَة قدْرُ شبر أَو دُوَينُ ذلك، وهو طيِّبٌ ما دام غَضّاً، وجمعه العَراجِينُ.
وقال ثعلب: العُرْجون كالفُطر يَيْبَس وهو مستدير؛ قال:
لتَشْبَعَنَّ العامَ، إن شيءٌ شَبِعْ من العَراجِين، ومن فَسْو الضَّبُعْ
الأَزهري: العَراهِين والعَراجينُ واحدها عُرْهون وعُرْجون، وهي العَقائلُ، وهي الكمأَة التي يقال لها: الفُطْرُ.
الأَزهري: العَرْجَنةُ تصوير عَراجِين النخل.
وعَرْجَنَ الثوبَ: صَوَّر فيه صُوَرَ العَراجين؛ وأَنشد بيت رؤبة:
في خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ
أي: مُصوَّرٍ فيه صُوَرُ النخل والدُّمى.‏
وفي اللسان أيضاً:
قال أبو حنيفة: الدُّمالِقُ من الكَمأة أصغر من العُرْجون وأقصر ما يكون في الروض، وهو طيّب، وقلَّما يَسودّ، وهو الذي كأن رأسه مِظَلّة.‏