الرخامى


الرُّخَامى نبات معمر من العائلة العليقية (Convolvulaceae) له أزهار بيضاء بها شيء من الحمرة وأوراقها خضراء مغبرة مخملية الملمس وتخرج السيقان إلى الأعلى من الجذع الرئيسي بارتفاع من 20 إلى 40 سم. وتظهر الأزهار مابين شهري مارس وأبريل وتتفتح الأزهار عند سطوع الشمس بألوانها الجميلة.
ينبت الرخامى في الأرض الرملية وينتشر في الجزيرة العربية والعراق وعمان وإيران.
وفي الطريق الفرعي باتجاه الصابرية من طريق الصبية يوجد على اليمين ضليع الرخام وشعيب الرُخام (نسبة لمنابت الرخامى) وباتجاه أم العيش على هذا الطريق تكون الأرض منبسطة تماماً بشكل عجيب.
وفي القاموس المحيط يورد المؤلف أن الأرض المنبسطة فوق كاظمة تسمى البلوقة لانبساطها وهي منبت الرخامى، وبها عين ماء ولا أخالها إلا عين أم العيش التي لا تزال إلى هذا الزمان وفيرة الماء.

وقد ورد في القاموس المحيط:
والبَلُّوقةُ، كعَجُّورةٍ ويُضَمُّ: المَفازةُ، والأرضُ المُسْتَوِيَةُ اللَّيِّنَةُ، أو التي لا تُنْبِتُ إلا الرُّخامَى، أو البُقْعَةُ لا تُنْبِتُ البَتَّةَ، كالبَلُّوقِ، كتَنُّورٍ، والجمع: بلاَليقُ.
وعين بناحيةِ البَحْرَيْنِ فوقَ كاظِمَةَ، يَزْعُمونَ أنه من مَساكِنِ الجِنِّ، وجَمَعَها عُمارةُ بنُ طارِقِ، فقال:
فَوَرَدَتْ من أيْمَنِ البَلالِقِ.
وورد أيضاً في القاموس المحيط:
وحَقْلُ الرُّخامَى: عين.
ويقول الشاعر الشماخ بن ضرار: ت 32 هـ
أمنْ دمنتينِ عرجَ الركبُ فيهما بحقلِ الرخامى قد أنى لبلاهما
أقامتْ على ربعيهما جارتا صفاً كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
ويقول عبدالملك الأصمعي في كتابه الزرع(128- 216هـ):
والرُّخَامى ينبت في الأرض الرِّخْوة له عُرُوق بيضٌ تتبعها الثِّران تحفر عنها فتأكلها.
وورد في لسان العرب:
والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، والفتح أَعْلى: رملة لا تُنْبِت إلا الرُّخامَى؛ قال ذو الرمة في صفة ثور:
يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه ببَلُّوقةٍ، إلاَّ كبير المَحافِرِ
أَراد أَنه يستثير الرخامى.
والبَلُّوقة: ما استوى من الأَرض، وقيل: هي بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قَفر من الأَرض لا يسكنها إِلا الجنّ، وقيل: هو ما استوى من الأَرض.
الليث: البلُّوقة والجمع البَلالِيقُ، وهي مواضع لا ينبُت فيها الشجر.
وقال أَبو خَيْرةَ: البلُّوقة مكان صُلب بين الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن الجن.
الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا يُشاركك فيها أَحد؛ يقال: تركتهم في بلوقة من الأَرض، وقيل: البلوقة مكان فسيح من الأَرض بَسِيطة تُنبِت الرُّخامَى لا غيرَها.
والبَلْقاء: أَرض بالشام، وقيل: مدينة.

وقد ورد أيضاً في لسان العرب
أَرْخَمَتِ النَّعامة والدجاجة على بيضها ورَخَمَتْ عليه ورَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً ورَخَماً، وهي مُرْخِمٌ وراخِمٌ ومُرْخِمَةٌ: حَضَنَتْهُ، ورَخَّمَها أَهلُها: أَلزموها إِياه.
وأَلقى عليه رَخْمَتَهُ أي: محبته ومودته.
ورَخَمَتِ المرأَةُ ولدها تَرْخُمُهُ وتَرْخَمُهُ رَخْماً: لاعبته.
والرَّخامةُ: لين في المَنْطِق حسن في النساء.
ورَخَمَ الكلامُ والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً، فهو رَخِيمٌ: لانَ وسَهُلَ.
وفي حديث مالك بن دينار: ((بلغنا أَن الله تبارك وتعالى يقول لداود يوم القيامة: يا داود، مَجِّدْني بذلك الصوت الحسنِ الرَّخِيمِ)). هو الرقيق الشَّجِيُّ الطيبُ النَّغْمة. وكلام رَخِيمٌ أي: رقيق.
قال الأَصمعي: أَخَذَ عني الخليل معنى الترْخِيم وذلك أَنه لقيني فقال لي: ما تُسمي العرب السَّهْل من الكلام؟ فقلت له: العرب تقول: جارية رَخِيمةٌ إِذا كانت سَهْلَةَ المَنْطِقِ؛ فعمل باب التَّرْخيم على هذا. والرُّخامُ: حجر أَبيض سهل رِخْوٌ.
والرُّخْمَةُ: بياض في رأْس الشاة وغُبْرَةٌ في وجهها وسائرها أيّ لون كان، يقال: شاة رَخْماءُ، ويقال: شاة رَخْماءُ إِذا ابيضَّ رأْسها واسودَّ سائر جسدها، وكذلك المُخَمَّرة، ولا تقل: مُرَخَّمَة.
قال بعض الرُّواةِ تنبت في الرمل وهي من الجَنْبَةِ؛ قال عَبِيد:
أو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامى تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ
والرُّخاءُ: الريح اللينة، وهي الرُّخامى أيضاً.
والرُّخامى: نبت تَجذُبه السائمة، وهي بَقْلة غبراء تضرب إلى البياض، وهي حلوة لها أصل أبيض كأنه العُنْقُرُ، إذا انْتُزِعَ حَلَب لبناً، وقيل: هو شجر مثل الضَّالِ؛ قال الكميت:
تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً، وتارةً تُثِيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها
وقال امرؤ القيس في الرُّخامى، وهو نبت، يصف فرساً:
إذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ كعِرق الرُّخامى اللَّدْنِ في الهَطَلانِ
ورُخامٌ: موضع؛ قال لبيد:
بمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ، أو بمُحَجَّرٍ فتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌ فَرُخامُها‏

وفي اللسان:
الأَصمعي: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قد رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ؛ والرَّبْلُ ما تَرَبَّلَ من الرَّيِّحة في أَيامِ الصَّفَرِيَّة، وهي عشرون يوماً من آخر القَيْظِ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والمَكْرِ، وهو أَن يظهَر النَّبْتُ في أُصوله، فالتي بَقِيَتْ من العام الأَوَّل في الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَى أي: تَلْزَمُه.
وورد أيضاً في اللسان:
والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى: أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ؛ وقيل: هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر.
(التهذيب): الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه.
وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر.
وقال الأَصمعي: وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر؛ وقيل: تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف؛ قال الراعي:
وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخولُ
قال الأَزهري: والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر، قال: سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة.
وتَرَوُّحُ الشجر: تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء، قال: وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات.
وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر: طال.

يقول الشاعر ذو الرمة: غيلان بن عقبة (توفي117 هـ)
نمى بعدَ قيظٍ قاظهُ بسويقةٍ عليهِ وإنْ لمْ يطعمْ الماءَ قاصرِ
إلى مستوى الوعساءِ بينَ حميِّطٍ وبينَ حبالِ الأشميمنِ الحوادرِ
فظلَّ بعيني قانصِ كانَ قصَّهُ منَ المغتدى حتى رأى غيرَ ذاعرِ
يرودُ الرُّخامى لا يرى مسترادهُ ببلُّوقةٍ إلاَّ كثيرَ المحافرِ
يلوحُ إذا أفضى ويخفى بريقهُ إذا ما أجنَّتهُ غيوبُ المشاعرِ
فلمَّا كسا اللَّيلُ الشَّخوصَ تحلَّبتْ على ظهرهِ إحدى اللَّيالي المواطرِ
وهاجتْ لهُ منْ مطلعِ الشَّمسِ حرجفٌ توجِّهُ أسباطَ الحقوفِ التَّياهرِ
وقدْ قابلتهُ عوكلاتٌ عوانكٌ ركامٌ نفينَ النَّبتَ غيرَ المآزرِ
تناصي أعاليهنَّ أعفرَ حابياً كقرمِ الهجانِ المستشيطِ المخاطرِ
فأعنقَ حتى اعتامَ أرطاةَ رملةٍ محفَّفةٍ بالحاجراتِ السَّواترِ
فباتَ عذوباً يحدرُ المزنُ ماءهُ عليهِ كحدرِ اللَّؤلؤِ المتناثرِ