التنوم

التنوم نبات صيفي حولي من العائلة الصاوصابية (Euphorbiaceae) له ورق سميك مخملي الملمس ومشعر وهو أغبر اللون يرتفع 20 سم عن سطح الأرض. أوراقه لها أعناق قصيرة وبها عروق تظهر بشكل أخاديد في الورقة. وتظهر أزهاره بلون أصفر وهي صغيرة جداً على شكل عناقيد، تظهر بعد ذلك الثمار وهي مدورة بلون أخضر ثم تتحول إلى أسود مزرق تتدلى إلى الأسفل بواسطة عنق قصيرة.
والناس تسميه الزريق نسبة للصبغة الزرقاء المستخرجة منه، وقد استخدم التنوم يوماً ما لاستخراج الصبغة الزرقاء منه واستعملت كحبر للأقلام وكصبغة زرقاء. وعند عصر جذوره وثماره، وهي كثيرة الماء، يخرج منه سائل خفيف فيه قليل من الزرقة وبعد تعرضه للهواء تزداد زرقته، وبعد تنقيعه في الماء يصبح الماء شديد الزرقة، وإذا ترك لعدة أيام في الماء يتحول للون البنفسجي ثم الوردي.
وتتغذى الطيور على ثمره وتذكر كتب القواميس أن العرب أيضاً كانوا يأكلون ثمره.
ومع بداية الصيف ينبت التنوم ويرى أخضراً طوال فترة الصيف حيث يزهر ويثمر وينمو طوال فترة الصيف الحارة جداً و لايذبل أو يتأثر بحرارة الشمس أبداً، فهو متكيف جداً مع الحرارة العالية جداً. والتنوم لاتأكله الحيوانات إلا وهي مضطرة.
في الصورة التالية نرى بداية نموه ويرى حوله عشب الربيع وقد يبس منذ فترة:

وقد ورد في اللسان:
تنم: في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَن الشمسَ كُسِفَت على عهده فاسْوّدتْ وآضَتْ كأَنها تَنُّومةٌ”
قال أَبو عبيد: التَّنُّومةُ: نوعٌ من نبات الأَرض فيه سوادٌ وفي ثمره يأْكله النَّعام.
ابن سيده: التَّنُّوم: شجر له حَمْل صِغار كمثل حبِّ الخِرْوَع ويتفلَّق عن حبٍّ يأْكله أَهلُ البادية، وكَيْفَما زالت الشمس تَبِعها بأَعْراض الورق، وواحدته: تَنُّومة.
وقال أَبو حنيفة: التَّنُّوم من الأَغْلاث، وهي شجرة غَبْراء يأْكلها النَّعام والظِّباءُ، وهي مما تُحْتَبَل فيها الظِّباء، ولها حَبٌّ إِذا تَفَتَّحتْ أَكمامُه اسودَّ، وله عِرْق، وربما اتُّخِذَ زَنْداً، وأَكثر مَنابتها شُطآن الأَودية؛ ولِحُبِّ النعام له قال زهير في صفة الظَّليم:
أَصَكّ مُصَلَّم الأُذُنَيْنِ أَجْنى له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآهُ
وقال ابن الأَعرابي: التَّنُّومةُ، بالهاء، شجرة من الجَنْبَةِ عظيمة تنبت، فيها حب كالشَّهْدانِج يَدَّهِنون به ويأْتَدِمونه، ثم تَيْبَس عند دخول الشِّتاء وتذهب؛ هذا كله عن أَبي حنيفة.
قال الأَزهري: التَّنُّومة: شجرة رأَيتها في البادية يضرِب لَوْنُ ورَقها إِلى السواد، ولها حبّ كحب الشَّهْدانِج أَو أَكبر منها قليلاً، ورأَيت نساء البادية يَدْقُقْن حبَّه ويَعْتَصِرْن منه دُهناً أَزرق فيه لُزوجة، ويَدَّهِنَّ به إِذا امْتَشَطْن.
وقال أَبو عمرو: التَّنُّوم: حبَّة دَسِمة غَبْراء.
وقال ابن شميل: التَّنُّومة: تَمِهة الطَّعْم لا يَحْمَدُها المال.
وتَنَمَ البعيرُ، بتخفيف النون: أَكل التَّنُّوم.‏
وفي المخصص لابن سيده:
والتّنّوم – شجرة غبراء تأكلها الظِباء والنّعام وهي مما تُحتَبل فيه الظِباء لها ورقة عريضة كورقة العنب في الشبه لا في الكبر ولها حبّ إذا انفتحت أكمامه اسودّ ولها ساق وربّما اتُخذت زنداً وقيل تسودّ اليدُ من ثمره وعُصارته شديدة الخُضرة تُصبغ بها الجلود والأطعمة وهما مما تدوم خضرته في القيظ كله وهو من الأغلاث جنبيّة وقيل هي شهدانج البرّ. أبو عبيد: واحدته تنّومة.
نرى في الصورة التالية الأزهار والثمار المتدلية للأسفل:

وورد في اللسان:
وقال ابن الأعرابي التنومة بالهاء شجرة من الجنبة عظيمة تنبت فيها حب كالشهدانج يدهنون به ويأتدمونه ثم تيبس عند دخول الشتاء وتذهب هذا كله عن أبي حنيفة قال الأزهري التنومة شجرة رأيتها في
البادية يضرب لون ورقها إلى السواد ولها حب كحب الشهدانج أو أكبر منها قليلا، ورأيت نساء البادية يدققن حبه ويعتصرن منه دهنا أزرق فيه لزوجة ويدهن به إذا امتشطن، وقال أبو عمرو التنوم حبة دسمة غبراء وقال ابن شميل التنومة تمهة الطعم لا يحمدها المال و تنم البعير بتخفيف النون أكل التنوم.

وورد في القاموس المحيط:
التنوم كتنور شجر له ثمر شربه مع الحرف والماء يخرج الدود والتضمد بورقه مع الخل يقلع الثآليل الواحدة بهاء وتنم البعير أكله.

وورد في العين:
تنم: التنوم شجر له حمل صغاره كمثل خلقة الخروع ينفلق عن حب يأكله أهل البادية وكيفما زالت الشمس تبعها بأعراض الورق.
وورد في معجم ما استعجم:
وهبين بفتح أوله على وزن فعلين رمل لبني تميم وسط الدهناء قال ذو الرمة
أمسى بوهبين مجتازا لمرتعه من ذي الفوارس تدعو أنفه الربب
ذو الفوارس جبل معروف والربب جمع ربة وهي نبات الصيف مثل التنوم والرخامى والحلب والمكر والقرنوة.

ولقد ذكره كثير من شعراء الجاهلية والاسلام:
قال الطرماح:
كأنَّها خاضبٌ غدَا هزجاً، ينقفُ شريَ الدَّنا، ويحتصدُهْ
ظلَّ بنبذِ التَّنُّومِ يخذمُهُ حتَّى إذا يومُهُ دنَا أفدُهْ
راحَ يشقُّ البلادَ منتخباً، حمشَ الظَّنابيبِ، طائراً لبدُهْ
حتَّى تلاقَى، والشَّمسُ جانحةٌ، أدحيَّ عرسينِ رابياَ نضدُهْ
يرى في هذه الصورتين التاليتين الأزهار الصفراء والثمرة المدورة:

وقال كعب بن زهير:
ظلاّ بأقريةِ النفاخِ يومهما يحتقرانِ أصولَ المغدِ والَّلصفا
والشريَ حتى إذا اخضرّت أنوفهما لا يألوانِ من التنُّومِ ما نقفا
راحا يطيرانِ معوجَّين في سرعٍ ولا يريعان حتى يهبطا أنُفا
وقال لبيد بن ربيعة:
سَبَداً من التَّنُّومِ يخبطهُ الندى ونوادِراً من حنظَلِ الخُطْبانِ
حتى إذا أفدَ العشيُّ تروحَا لمبيتِ ربعيِّ النتَاجِ هجانِ

وقال جرير:
لنْ تدركوا المجدَ أو تشروا باءكمُ بالخزَّ أوْ تجعلوا التنومَ ضمرانا
وقال علقمة بن العبد:
كأنَّها خاضِبٌ زُعْرٌ قوائمُه أجْنَى له بالْلِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ
يَظلُّ في الحَنظَلِ الخُطْبان يَنقُفه وما اسْتَطفَّ من التَّنُّوم مخذومُ
فُوهٌ كشَقِّ العَصا لأياً تبَيُّنُه أسكُّ ما يسمَع الأصوات مَصْلومُ
أوراقه المخملية تبدو واضحة في هذه الصورة: