الحنوة

وَما رَوْضَةٌ جادَ السِّماكُ فُرُوجَهالـها حَنْوَةٌ بَينَ الحُزُونَةِ وَالسّهْلِ

بيت شعر للفرزدق

الحنوة من النباتات الحولية الجميلة من العائلة المركبة Compositae، تنبت بعد سقوط المطر وتزهر في الشهر الأول الثاني، وترتفع عن الأرض بمقدار 15سم وتزحف على الأرض بمقدار 30سم. تتفتح الأزهار عند الشروق وعند ارتفاع الشمس تنغلق. بتلات الزهرة تسقط بسرعة مخلفةً قرصاً كبيراً وهو الثمرة التي تحمل البذور. لون الأزهار برتقالي مصفر وأحياناً تكون حمراء في المنتصف. وللحنوة رائحة مميزة تشبه رائحة البرتقال لا تشم إلا من قريب وتبقى الرائحة على الأصابع بعد لمس الزهرة، ولثمرها وأوراقها نفس الرائحة. ويقال إنها إذا نبتت في الروض وملئت المكان بحث لا يشاركها نبات آخر فإنه يكون منظر جميل وتشم رائحتها التي تملأ المكان، وتعتبر الحنوة نبات رعوي للغنم والإبل.
والجزء المهم لتمييز هذه النبتة هو ثمرتها القرصية الشكل، وأوراقها الطولية الشكل وأحياناً نهايتها مدببة قليلاً، والأوراق قد تكون خشنة بها قليل من الزغب كأنه شوك قصير على الجوانب.
وتنبت الحنوة كنبتة برية في جميع البلدان العربية، وكذلك دول أوربا التي تقع على البحر الأبيض المتوسط، كفرنسا وأسبانيا وإيطاليا والبرتغال واليونان وتركيا. وتسمى باللغة الإنجليزية بـ Field Marigold وتزهر في أوربا مابين شهر مارس إلى شهر أكتوبر وذلك لدفء الجو عندهم في تلك الفترة وهطول الأمطار في الصيف. وهناك نوع مستزرع بواسطة البذور شبيه تماماً بالحنوة اسمه باللغة الإنجليزية بـ Pot Marigold لكن أزهاره فيها اللون البرتقالي هو الغالب وهو أصلب عوداً. وهذا النوع Pot Marigold مستزرع في أوربا من عدة قرون ولا يعرف مصدره الأصلي.
في الصورة التالية كيف أن الحنوة ترتفع قليلاً عن سطح الأرض.

وقد جاء في اللسان:
والـحَنْوة، بالفتـح: نبات سُهْلـيٌّ طيب الريح، وقال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ يصف روضة:
وكأَنَّ أَنماطَ الـمدائنِ حَوْلَها مِن نَوْرِ حَنْوَتها، ومِن جَرْجَارِها
وأَنشد ابن بري:
كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها، باللـيل، رِيحُ يَلَنْـجُوجٍ وأَهْضامِ.
وقـيل: هي عُشبة وضِيئة ذات نَوْر أَحمر، ولها قُضُب وورق طيبة الريح إِلـى القِصَر والـجُعُودة ما هي.
وقـيل: هي آذَرْيُونُ البَرِّ، وقال أَبو حنـيفة: الـحَنْوة الرَّيْحانة، قال: وقال أَبو زياد من العُشب الـحَنْوة، وهي قلـيلة شديدة الـخضرة طيبة الريح وزهرتها صفراء ولـيست بضخمة؛ قال جميل:
بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، ومن كلّ أَفْواهِ البُقُولِ بها بَقْلُ
وحَنْوة: فرس عامر بن الطفـيل. والـحِنْوُ: موضع؛
ويلاحظ في الصورة التالية أوراقها التي تظهر مزغبة وجعدة، وتظهر كذلك ثمرتها.

ويقول ذو الرمة:
خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا
تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَةٍ لَهَا فَمَا زَادَ إِلاَّ ضَعْفَ دَآئِي كَلاَمُهَا
أَنَاةٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَةٍ بِمَيْثَآءَ مَرْجُوعٌ عَلَيْهِ الْتِثَامُهَا
ويقول الشاعر ابن الرومي:
صَدَّ عن الأَطلال ِ لَمَّا استيأسا من أن تُحيِر النُّطق أو أن تَنْبسا
ولم يُمادِ الخَطَراتِ الهُجَّسا خوفاً على أدوائه أن تُنْكَسا
بَل ذو الحِجى لا يَستحير أَخْرَسا إلاَّ إذا اسْتَجْهله فرطُ الأَسى
لا يَحرِمُ اللـه الطلولَ الدُّرَّسا سُقياً تُردِّيهن نوراً أملسا
أَقاحِيا، أو حَنوةً، أو نَرْجسا، تكادُ رَيَّاه إذا تنفَّسا
الثمار قرصية الشكل كما يرى في الصورة التالية.

يقول الشاعر جميل بثينة:
واقفاً في ديارِ أُمّ حسينٍ، من ضُحَى يومه إلى أُصُلِه
يا خليليّ، إن أُمّ حسينٍ، حين يدنو الضّجِيعُ من عَلَلِه
روضةٌ ذاتُ حَنوةٍ وخُزَامَى، جادَ فيها الرّبيعُ من سَبَلِه
بينَما هُنّ بالأراكِ معاً، إذ بدا راكبٌ على جَمَلِه
يقول الشاعر الفرزدق:
كَأنّ التي يَوْمَ الرّحِيلِ تَعَرّضَتْ لَنا ظَبْيَةٌ تَحْنُو على رَشإٍ طِفْلِ
وَما رَوْضَةٌ جادَ السِّماكُ فُرُوجَها لـها حَنْوَةٌ بَينَ الحُزُونَةِ وَالسّهْلِ
بأطْيَبَ مِنْ بَيْتِ المُلاءةِ إذْ غَدَتْ تَقاعَسُ في مِرْطِ التّصَابي على مَهلِ
ويقول أبي العلاء المعري:
دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً، يظنّونَ فيها حَنوَةً وقَرَنفُلا
كأنّ شَذاها العِسْجَديَّ، بطَبعِهِ، تَضَوّعَ هنديّاً، وأُودِعَ فُلفُلا
تَريعُ لها أجنادُ إبليسَ، رَغبَةً، وتَنفُرُ، جرّاها، المَلائكُ جُفَّلا
يَضِنّ بها لمّا تطعّمَ شُربَها، فليسَ بساخٍ أن يمجّ، ويتفُلا
ويقول أبي العلاء المعري:
وقد أقودُ الطِّرْفَ، مُسْتَأسِداً، رائِدَ بَقْلٍ مَرّةً، أو بُقَيْل
أسِيلُ ماقَ العيِسِ في أكْحَلٍ، تَنْضَحُ ذِفْراها بمِثْلِ الكُحَيْل
عن نَفَلٍ أسْألُ، أو حَنْوَةٍ، سُؤالَ مُزْجي فِيلِهِ عن نُفَيْل