يعتبر نبات الأسليح من أحرار البقول وقد ذكره الأصمعي (ت 216 هـ) في أحرار البقول. وهو من العائلة المتعامدة (Cruciferae) وهذه العائلة تتميز بأزهار رباعية البتلات تكون متعامدة عل بعض.
ويوجد عندنا منه نوعان، الأول الذي نحن بصدده (Cakile arabica) والثاني (Malcolmia grandiflora).
النوع الأول أوراقه مقسمة إلى شرائط والشرائط نفسها كذلك مقسمة، وتصغر الأوراق كلما ارتفعنا إلى الأعلى ويخرج من القاعدة سيقان عددها أكثر بكثير من النوع الأول، والسيقان تتفرع إلى سيقان أخرى بحيث تكون شجرة كبيرة بحجم شجرة العرفج. ويكون لون السيقان خصوصاً قرب قاعدة النبات بني محمر.
النوع الثاني يتميز بأن له أوراق مستطيلة ومفصصة في أصله بلون أخضر فاتح، تنفرش على الأرض، وترتفع من القاعدة سيقان تكون الأوراق كبيرة في البداية ثم تصغر كلما ارتفعنا، بعدها تختفي الأوراق. وفي هذا النوع السيقان المرتفعة من القاعدة يكون عددها من 1 إلى 4 تقريباً وهذه السيقان قليلة التفرع وطويلة ومائلة قليلاً.
وعموماً يعتبر الأسليح (النوعين) نبات حولي ينبت في الشتاء بعد سقوط الأمطار وترى أزهاره غالباً في شهري فبراير ومارس.
الأسليح الأول: يرتفع عن الأرض بخمسين سنتيمتر ويظهر في أعلى السيقان وعلى جانبيها أزهار أرجوانية جميلة فيها أربع بتلات أرجوانية كل بتلة تبدأ من الأصل بلون داكن ثم يكون بعد ذلك فاتحاً (انظر الصور). وتظهر على السيقان أسفل الأزهار سنف طولية 2سم تحمل بذوراً بنية اللون صغيرة.
يتميز هذا النبات برائحته الجميلة التى تملأ المكان خصوصاً عند الغروب والشروق عندما يهدأ الهواء. ورائحته التي تملأ المكان وتضفي عليه جواً ممتعاً تشتم من على بعد خمسين متراً أو أكثر، حيث يتعرف الإنسان على وجوده من رائحته قبل رؤيته.
وللتمتع برائحته في هذا الوقت (فبراير 2003) يمكنك الذهاب إلى منطقة كبد والمرور بالسيارة بحذاء السور الشمالي لإذاعة كبد وكذلك السور الغربي على الشارع المسفلت هناك. وملاحظة أنه ممنوع الاقتراب من السور والتصوير وهناك لافتة تبين ذلك.
وأزهاره كما يبدو من الصور عددها كبير في النبته الواحدة، لذلك عند تواجد عدد كبير من هذا النبات فإن المكان يمتلأ براحته الزكية التي لاتتوقف عن الانتشار طوال الوقت.
وينبت الأسليح في المناطق الرملية وفي السهول، وترعاه الإبل والغنم، لكنه يسلح الإبل إذا أكثرت منه، ويكثر لبنها كذلك، كما تذكر المصادر اللغوية العربية لذلك سمي الأسليح. ( ومعنى يسلح أي يرقق ويلين بعرها)
الصورة التالية تبين شكل الأسليح.
وقد ورد في كتاب لسان العرب لابن منظور:
والإِسْلِـيحُ شجرة تَغْزُر علـيها الإِبل؛ قالت أَعرابـية وقـيل لها ما شجرةُ أَبـيك؟ فقالت شجرة أَبـي الإِسْلِـيح رَغْوَة وصريح وسَنام إِطْريح؛ وقـيل هي بقلة من أَحرار البقول تنبت فـي الشتاء تَسْلَـح الإِبلُ إِذا استكثرت منها؛ وقـيل هي عُشْبة تشبه الـجِرجِيرَ تنبت فـي حُقُوف الرمل؛ وقـيل هو نبات سُهْلـي ينبت ظاهراً وله ورقة دقـيقة لطيفة وسَنِفَة مَـحْشُوَّة حَبّاً كحب الـخَشْخاش وهو من نبات مطر الصيف يُسْلِـح الـماشيةَ واحدته إِسْلِـيحة؛ قال أَبو زياد منابتُ الإِسْلِـيح الرمل وهمزة إِسْلِـيح مُلْـحِقة له.
الصورة التالية تبين شكل أوراق الأسليح ولونها البني بالقرب من القاعدة.
وورد أيضاً في كتاب معجم ما استعجم للبكري:
والمُسَلِّحة بالكسر: الإبِلُ إذا رَعَتِ الإسْلِيح، قال جرير في مسلَّحة أيضاً:
لهم يومُ الكُلاَبِ ويومُ قَيْسٌ هَرَاقَ على مُسَلَّحَةَ المَزَادا
وورد في كتاب العين للخليل بن أحمد:
والاسليح: شجرة تغرُز عليه الإبلِ.
الصورة التالية تبين كثافة أزهار الأسليح.
وورد أيضاً في كتاب تاج العروس للزبيدي:
(والإِسلِيحُ)، بالكسر: (نَبْتٌ) سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ ظَاهِراً، وله وعرَقَةٌ دقِقَةٌ لطيفةٌ وسَنِفَةٌ مَحْشُوَّةٌ حَبًّا كحَبِّ الخَشْخاشِ، وهو نباتِ مَطرِ الصَّيف، يُسْلِح الماشِيَةَ، الواحد إِسْلِيحة: (تَغْزُر عليه الأَلبانُ)، وفي نُسخة: تكثر، بدل: تَغْزُر، وفي أُخرى: الإِبل، بدل: الأَلبان؛ وجمع بينهما الجَوْهَرِيّ. قالت أَعرابِيَّةٌ، وقيل لها: ما شَجَرَةُ أَبِيكِ؟ فقالت: شَجَرَةُ أَبـي الإِسْلِيحُ: رَغْوَةٌ وصَرْيح، وسَنَامٌ إِطْرِيح. وقيل: هي بَقْلَةٌ من أَحْرارِ البُقُولِ، تَنْبُتُ في الشِّتَاءِ، تَسْلَحُ الإِبلُ إِذا استكثرَتْ منها. وقيل: هي عُشْبَةٌ تُشبِه الجِرْجِيرَ، تَنْبُت في حُقُوفِ الرَّمْلِ قال أَبو زِياد: مَنابتُ الإِسْليح الرَّمْل.
الصورة التالية تبين شكل انتشار الأسليح.
الصورة التالية تبين لون سيقان الأسليح البني وشكل الأوراق.
الصورة التالية تبين شكل ولون أزهار الأسليح.
الصورة التالية تبين شكل ولون أزهار الأسليح.