الطحماء

الطحماء نبات حولي من العائلة الرمرامية (Chenopodiaceae) يتميز بأوراق لحمية عريضة ومستطيلة بعض الشئ والأوراق تكون أعرض كلما كانت الأوراق قديمة، وهي بلون أخضر فاتح. ويصل ارتفاع الطحماء من 10 إلى 60سم وتخرج الفروع من الجذع الأساسي.
تنبت الطحماء في الأرض السبخة وبالقرب من الشواطئ و تتحمل الملوحة العالية، وتنبت أحياناً في الأرض الرملية القريبة من السبخات. وتكون الطحماء خضراء طوال فترة الصيف وأوراقها عصارية تنضح الماء عند عصرها، وتحمض بها الإبل.

وتزهر الطحماء في مابين شهري سبتمبر ونوفمبر بأزهار صغيرة صفراء بعدها يتكون الثمر ويحيط بالثمرة أجنحة دائرية وهي تشبه ثمار الرمث وتكون أحياناً بلون قرمزي.
ولقد رأيت من يسميها هطايس ولم أجد في القواميس ذكر لهذه الكلمة سوى التالي:
ورد في لسان العرب:
هَطَس الشيءَ يَهْطسُه هَطْساً: كسره؛ حكاه ابن دريد قال: وليس بثبت.‏
ومنهم من يسميها القلمان وهي تشابه القلام ببعض الصفات من ناحية منبتها السباخ وهي من الحمض، لكن اللون والأوراق يختلف، و لا أعرف أنها تؤكل.
وورد في لسان العرب:
والطَّحْمَةُ: ضَرْبٌ من النبت، وهي: الطَّحْماءُ.
وقال أَبو حنيفة: الطَّحْمَةُ من الحَمْض وهي عريضة الورق كثيرة الماء.
والطَّحْماءُ: نَبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ حَمْضِيَّةٌ، قال: والطَّحْماء أَيضاً: النَّجِيل، وهو خَيْر الحَمْض كُلِّه، وليس له حَطبٌ ولا خَشَبٌ إنما يَنْبُتُ نباتاً تأْكله الإبل.
الأَزهري: الطَّحْماء: نبت معروف.

وفي اللسان أيضاً:
والمَجُّ والمُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا أَنه أَشدّ استدارةً منه. قال الأَزهري: هذه الحبة التي يقال لها: الماشُ، والعرب تسميه: الخُلَّر والزِّنَّ.
وقال أَبو حنيفة: المَجَّةُ حَمْضَةٌ تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غير أَنها أَلطف وأَصغر.
الطحماء وقد بدت أزهاره تظهر:

ويقول طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي:
أشجَاكَ الرَّبعُ أم قدَمُهْ أمْ رمادٌ دارسٌ حممُهْ
كسُطُورِ الرقّ رقّشهُ بالضّحَى مرقَّشٌ يشِمُهْ
لعبتْ بعْدي السّيولُ به وجرى في ريّقٍ رهَمُهْ
جعلَتْهُ حَمَّ كلكلِهَا لربيعٍ ديمةٌ تثمُهْ
فالكثيبٌ معشبٌ أنفٌ فتناهِيِه فمرتكَمُهْ
حابسي رسمٌ وقفتُ به لو أُطيعُ النّفس لم أرمُهْ
لا أرى إلّا النَّعامَ به كالإماءِ أشرفتْ حُزمهْ
تذكُرُونَ إذ نقاتلكُمْ لا يضُرُّ مُعدماًُ عدمُهْ
أنتمُ نخلٌ نطيفُ به فإذا ما جُزّ نَصْطَرمُهْ
وعذاريكُمْ مقلصةٌ في ذعاعِ النخلِ تجترمُهْ
عجزٌ شمطٌ معاً لكمُ تصطلي نيرانهُ خدَمُه
خيرُ ما ترعونَ منْ شجرٍ يابسُ الطحماءِ أو سحمُهْ
فسعَى الغلّاقُ بينهُمُ سعيَ خبٍّ كاذبٍ شيمُهْ
أخذَ الأزلامَ مقتسِماً فأتىأغواهُمَا زُلمهْ
والقرارُ بطنُهُ غدقٌ زينَتْ جَلهَاتِهِ أكمُهْ
فغفعلْنا ذلكمْ زمناً ثمّ دانى بينَنا حكمُهْ
إنْ تعيدُوها نُعِد لكُمُ منْ هجاءٍ سائرِِكلمِهْ
وقتالٍ لا يغبكُمُ في جميعٍ جحفلٍ لهمُهْ
رزُّهُ:قدِّمْ وهبْ وهَلا ذي زُهاءٍ جمَّةٍ بهَمُهْ
يتركونَ القاعَ تحتهُمُ كمراغٍ ساطعٍ قتمُهْ
لا ترى إلا أخَاه رجلٍ آخذاً قرْناً فملتزِمُهْ
فالهبيتُ لا فؤَادَ لهُ والثبيتُ ثبتهُ فهَمُهْ
للَفتى عقلٌ يعيشُ بِه حيثُ تهدي ساقهُ قدمُهْ
ويرى في الصور التالية الأزهار والأوراق العريضة:

الصور التالية تبين شكل الثمار واللون القرمزي في بعض الثمار: