الهرم

الهَرْم من شجر الحَمض من العائلة الرطراطية (Zygophyllaceae ) شجر دائم أخضر يميل إلى الصفرة له أرومة (أصل) كثيرة التفرع ترتفع عن الأرض ب 70 سم. أوراقه عصارية ملساء ناعمة، مكونة من جزأين الأول عنق وهو مبروم يبلغ طوله 1.5 سم والثاني مثله تقريباً لكنه مفلطح قليلاً. ثماره مفردة لها أعناق بيض البتلات، وهي أقراص مفلطحة منتفخة في الوسط ويصبح لونها مصفراً إذا جفت.
ينبت الهرم في الأرض الرملية بالقرب من السباخ في بداية الصيف ويكون مخضراً طوال فترة الصيف وأوراق تحمل الكثير من الماء المالح وترعاه الإبل في الصيف إن لم تجد غيره، ويسبب لها الإسهال إذا أكثرت منه. وفي أواخر الصيف تظهر أزهاره وهي بيضاء صغيرة جداً.
ومن عجيب الهَرْم أنه ينمو في الصيف الحار ويكون أخضراً كثير الماء تحت حرارة الشمس العالية ولا يجف، وهو مصدر الماء في الصيف للحيوانات.

ولقد ورد في اللسان:
والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير:
ووَطِئْتَنا وَطْأَ على حَنَقٍ وَطْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ
واحدتُه: هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها: حَيْهَلة.
وفي المثل: أَذلُّ من هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً.
وبعيرٌ هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال:
أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ
والهَرْمُ: نبتٌ وشَجَرٌ، أو البَقْلَةُ الحَمْقاءُ.
ويَوْمُ الهَرْمِ: من أيَّامِهِم.
وإِبِلٌ هَوارِمُ: تَأكُلُها فَتَبْيَضُّ منها عَثانينُها.

وورد أيضاً في لسان العرب:
باب حهل:
الحَيْهَلُ والحَيِّهَلُ والحَيَّهَلُ، بفتح الحاء وكسر الياء: شَجَر الهَرْم، واحدته حَيْهَلة وحَيَّهَلة وحَيِّهَلة، وقيل: الحَيِّهَلة شجرة قصيرة ليست بمَرِيَّة، لا يَصْلُح المال عليها تَنْبُت في القيعان والسَّبَخ، ولا ورق لها، ليس في الكلام اسم على فَيَّعَل ولا فَيِّعَل غيره؛ وقال أَبو حنيفة: الحَيَّهَل نَبْتٌ من دِقِّ الحَمْض.
وقال أَبو زيد: الحَيْهَل، ساكن الياء، نبت ينبت في السِّبَاخ، وإِذا أَخْصَبَ الناسُ هَلَك وإِذا أَسْنَتوا حَيِي، وذكر الأَزهري هذه الترجمة في ترجمة حيي عند قوله: حَيَّ هَلاً أي: عَجِّل وقال: سمي به لأَنه إِذا أَصابه المطر نبت سريعاً، وإِذا أَكلته الإِبل ولم تَسْلَح سريعاً ماتت، يقال: رأَيت حَيْهَلاً وهذا حَيْهَل.‏

وورد في اللسان:
والنَّجِيل: ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، والجمع نُجُل.
قال أَبو حنيفة: هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة.
وأَنْجَلوا دوابَّهم: أَرسلوها في النَّجِيل.
والنَّواجِلُ من الإِبل: التي ترعَى النجيل، وهو الهَرْم من الحَمْض.
ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ.
والنَّجِيل: ما تكسَّر من ورَق الهَرْم، وهو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً:
يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ

ويقول الشاعر ذو الرمة:
ونكباءُ مهيافٌ كأنَّ حنينها تحدُّثُ ثكلى تركبُ البوَّ رائمِ
حدتها زبانى الصَّيفِ حتَّى كأنَّما تمُدُّ بأعناقِ الجِمالِ الهوارمِ