الحرض

الحرض وتسمى أيضاً الأشنان إلا أن كلمة الأشنان فارسية معربة كما ذكر ذلك أصحاب اللغة، وهو شجرة معمرة من الحَمْض من العائلة الرمرامية (Chenopodiaceae) لها أغضان بيضاء ملساء وأوراق عصارية إبرية خضراء فضية وتصل إلى ارتفاع المتر ونصف المتر، وهي تزهر وتثمر في الشهر التاسع والعاشر الميلادي. الفروع بيضاء ملساء غالباً متقابلة لكن أحياناً تكون متعاقبة، أما الأوراق فمتقابلة عصارية أسطوانية الشكل بطول 2 سم وقطر 2 مم، أوراق الأزهار تكون أقصر من ذلك وأغلظ بقطر 6 مم. تخرج الأزهار من آباط الأوراق متجمعة من إثنان إلى ثلاث وهي مجنحة (على شكل أجنحة الحشرات) تكون بلون أصفر وأحياناً بلون وردي محمر.
ينبت الحرض في السبخات والأراضي الرملية بالقرب من شواطىء البحار، ويستخدم لغسل الأيدي إثر الطعام وذلك بأن يحرق الحرض ويأخذ رماده ويرش عليه الماء ثم يستخدم في غسل الأيدي.
وينبت الحرض في الكويت والسعودية والبحرين وقطر وعمان والأردن وفلسطين والعراق وإيران وتركيا.
الصورة التالية تبين شكل شجرة الحرض.

وفي جمهرة اللغة لابن دريد:
الحُرض: الأُشنان، وقالوا إشنان، والأُشنان فارسي معرب. والحَرّاض: الذي يحرق الخِذْراف فيتَّخذ منه القِلْيَ. قال الشاعر:
مثلُ نار الحَرّاض يجلو ذُرَى المُزْن ِ لمن شامَـهُ إذا يسـتـطـيرُ
والمِحْرَضة: ما خعل فيه الأُشنان من إناء. والإحريض: العُصفُر أو صِبغ أحمر لغة لبني حنيفة ومن والاهم. قال الراجز:
ملتهبٌ كلَهَب الإحـريضِ
يُزْجي خراطيمَ غَمامٍ بِيضِ
وفي الجمهرة:
وقال أبو عبيدة: يقال: الأشْنان والإشْنان، فارسيّ معرَّب، وهو الحُرض.
الصورة التالية تبين شكل أوراق الحرض.

وجاء في اللسان:
والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض.
وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.
والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة.
والحُرْضُ: الجِصُّ.
والحَرَّاضُ: الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار.
قال عدي بن زيد:
مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْنِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ
قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ.
قال أَبو نصر: هو الذي يُحْرِقُ الأُشْنان.
قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له: الحَرْض وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً.
والحَرَّاضُ أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ: الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه.
وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ.
وقيل: الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ.
قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ سُوقُ الأُشْنان.
وأَحَرَضَ الرجلُ أَي: وَلَدَ ولدَ سَوءٍ.
والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون.
قال الطرماح:
مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيــحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ
وحَرْضٌ: ماء معروف في البادية.
وفي الحديث ذكر الحُرُض، بضمتين، هو وادٍ عند أُحُد.

وجاء في المخصص لاين سيده:
والقرمل واحدته قرملة – شجرة تنبت في السِباخ على ساق واحدة لا ورق لها إنما هو هدب مثل الأُشنان ولها زهرة صغيرة شديدة الصُفرة وهي شديدة الخضرة تؤكل وطعمها كالقُلاّم.
وجاء في التاج للزبيدي:
وقال الأَزْهَرِيّ: شَجَرُ الأُشْنانِ، يُقَال له الحَرْضُ. وهو من النَّجِيلِ، “وقُرِئَ بِهِ” قَوْلُه تَعَالَى: “حَتَّى تَكُونَ حَرضاً”، “أَي حَتَّى تَكُونَ كالأُشْنانِ نُحولاً”، هكذا بالنُّونِ.
الصورة التالية تبين شكل أوراق شجرة الحرض:

وجاء في اللسان:
والغَسْل، بالفتح: المصدر، وبالكسر: ما يُغْسل به من خِطْميّ وغيره.
والغِسل والغِسْلة: ما يُغْسَل به الرأْس من خطميّ وطين وأُشْنان ونحوه، ويقال: غَسُّول؛ وأَنشد شمر:
فالرَّحْبَتانِ، فأَكنافُ الجَنابِ إِلى أَرضٍ يكون بها الغَسُّول والرَّتَمُ
وقال:
تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول، ولا تَرْعى، كَرَعْيكمُ، طَلْحاً وغَسُّولا
أَراد بالغَسُّول الأُشنان وما أَشبهه من الحمض، ورواه غيره:
لا مثل رعيكمُ مِلْحاً وغَسُّولا
الصورة التالية تبين أزهار شجرة الحرض.

وورد في اللسان:
وقال أَبو حنيفة: القِلْي يتخذ من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض، ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك إِذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس.
الليث: يقال لهذا الذي يُغسل به الثياب: قِلْيٌ، وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش بالماء فينعقد قِلْياً.
الجوهري: والقِلْيُ الذي يتخذ من الأُشْنان، ويقال فيه: القِلَى أَيضاً.
الصورة التالية تبين أزهار شجرة الحرض وهي بلون وردي محمر.