الحماض


الحماض نبات حولي قائم كثير التفرع يرتفع من 10 إلى 40 سم من العائلة الراوندية (Polygonaceae) وأوراقه لحمية الملمس معنقة كبيرة الحجم حوافها كاملة تحملها الفروع.و تظهر الأزهار من فبراير إلى أبريل في أطراف الفروع وهي حمراء اللون، تعطي ثماراً تتكون من علب كبيرة تحوي البذور.
يعتبر الحماض نبات رعوي لكافة الحيوانات وأوراقه يأكلها الناس وهي خضراء وبها حموضة قليلة. وينبت في الأرض الرملية في السهول وعلى جوانب المرتفعات الجبلية كجبال جال الزور في الكويت.
وينتشر الحماض في شبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا وفلسطين وجنوب إيران وباكستان وبلوشستان وأفغانستان.

والحماض معروف عند العرب قديماً ويأكلون أوراقه وقد ذكره أبو سعيد عبد الملك الأصمعي في كتابه الزرع(128- 216هـ) حيث يقول:
ومما ينبت بجبال نجد: الثُغَام، والحُمَّاضُ، قال الجَعْدي:
فَجَرى من مَنْخَريْهِ زَبَدٌ مثْلَ ما أثمر حُمَّاض الجَبَلْ
قال: له ثمر أبيض في حمرة، شبه به الزَّبَدُ مع الدم.

وورد في لسان العرب التالي:
والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلاً: واحدته حُمّاضة.
قال الراجز رؤبة:
تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ
فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض.
وقال أَبو حنيفة: الحُمَّاض من العُشْب وهو يطول طولاً شديداً وله ورقة عظيمة وزهرة حمراء، وإِذا دنا يُبْسُه ابيضَّت زهرته، والناس يأْكلونه؛ قال الشاعر:
ماذا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني، من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار؟
كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ، من آخر الصَّيف، قد همَّت بإِثْمارِ
فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول وَبْرةَ وهو لِصٌّ معروف يصف قوماً:
على رؤُوسِهمُ حُمّاضُ مَحْنِية، وفي صُدورِهم جَمْرُ الغَضَا يَقِدُ
فمعنى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض في حُمْرة شعورهم وأَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الغضا، وجعلَهَا في صدورهم لعظمها حتى كأَنها تضرب إِلى صدورهم، وعندي أَنه إِنما عنى قولَ العرب في الأَعداء صُهْب السِّبال، وإِنما كُنِيَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب وهم كذلك، فوُصِف به الأَعداءُ وإِن لم يكونوا رُوماً.
الأَزهري: الحُمَّاض بقلة بَرِّيَّة تنبت أَيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي من ذكور البقول؛ وأَنشد ابن بري:
فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم، مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ
ومَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وفيها حُموضةٌ، وربما نبَّتها الحاضرةُ في بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وقت هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ.
وفلان حامضُ الفُؤاد في الغضب إِذا فسد وتغير عَداوةً.
وفُؤادٌ حَمْضٌ، ونَفْسٌ حَمْضة: تَنْفِر من الشيء أَولَ ما تسمعه.
وتَحَمَّض الرجلُ: تحوَّل من شيءٍ إِلى شيءٍ.