الثداء

مُكُوراً وبَذْراً مِنْ رُخاَمىَ وَخِلْفَةًوما اهْتَزَّ من ثُدَّائَهِ المُتَربِّلِ

شعر ذو الرُّمة

الثُدَّاء من الشجر الذي ينبت في الرمل وقد غلب اسمه المحرف الثندة على اسمه الأصلي الثُدَّاء. وقد وصفه القدماء بوصف كاف للتأكد من أن الثُدَّاء هو نفسه المسمى خطأً الثندة (بعض الكتب تنهيه بالألف المقصورة “الثندى”) ولم أجد في كتب النبات والقواميس القديمة ذكر لكلمة ثندة أو ثندى.
شجر الثُدَّاء معمر من العائلة السعدية (Cyperaceae) ويصل ارتفاعه إلى 60سم ويتجدد نموه في أبريل ويستمر خلال أشهر الصيف، وهو نبات رعوي جيد ويساعد على تثبيت التربة، وقد استخدم قديماً لصنع الحبال.
في الفقرات التالية أنقل من كتب القواميس والذي بين قوسين هو إضافة من عندي:
الصورة التالية تبين شكل الثُدَّاء:

وورد في لسان العرب:
الثُّداء: نَبت له ورَق كأَنه ورق الكُراث (البقل) وقُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، وهي رَطْبة، فيتخذون منها أَرْشِيةً (حبال) يَسْقُون بها، هذا قول أَبي حنيفة الدينوري (ت282هـ).
وقال مرة: هي شجرة طيبة يُحبها المال (الإبل) ويأْكلها، وأُصولُها بيض حُلْوة، ولها نَوْرٌ (زهر) مثل نَوْرِ الخِطْمِي الأَبيض، في أَصلها شيءٌ من حُمرة يَسيرة، قال: وينبت في أَضْعافِه الطَّراثيثُ والضَّغابيسُ، وتكون الثُدّاءة مثل قِعْدةِ الصبي.
الصورة التالية تبين شجر الثُدَّاء بعد أن ظهر نوْرُه:

وورد في القاموس المحيط:
الثُّدَّاءُ، كَزُنَّارٍ: نَبْتُ، واحِدَتُهُ بِهاءٍ، ويَنْبُتُ في أصْلِها الطَّراثِيثُ.‏
والمُصَاصُ، بالضم: نباتٌ، أو يَبِيسُ الثُّدَّاءِ، أو نباتٌ إذا نَبَتَ بكاظِمَةَ (في الكويت)، فَقَيْصُومٌ، وإذا نَبَتَ بالدَّهْناءِ، فَمُصَاصٌ، ولِلِينِهِ يُخْرَزُ به، وهو يُعَدُّ مَرْعًى، وخالِصُ كلِّ شيءٍ.
وورد أيضاً في اللسان:
والمُصَاصُ: شجر على نبْتة الكَوْلانِ (نبات معروف) ينبت في الرمل، واحدته مُصَاصة.
وقال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): المُصَاص نبات ينبت خِيطاناً دِقاقاً غير أَنّ لها لِيناً ومَتانةً ربما خُرِز بها فتؤْخذ فتدق على الفَرازِيم حتى تَلينَ.
وقال مرة: هو يَبِيس الثُّدّاء.
الأَزهريّ: المُصَاصُ نبت له قشور كثيرة يابسة ويقال له: المُصَّاخ وهو الثُّدَّاء، وهو ثَقُوب جيد، وأَهل هَراةَ يسمونه دِلِيزَادْ.
الصورة التالية تبين شجر الثُدَّاء مع ثمارها:

قال ابن بري: المُصَاصُ نبت يعظم حتى تُفْتَل من لِحائِه الأَرْشِيَة (الحبال)، ويقال له أَيضاً: الثُّدّاء؛ قال الراجز:
أَوْدَى بلَيْلى كلُّ تَيَّازٍ شَوِلْ، صاحبِ عَلْقَى ومُصَاصٍ وعَبَلْ
والتَّيَّاز: الرجل القصير المُلَزَّز الخلق.
والشَّوِلُ: الخفيف في العمل والخدمة مثل الشُّلْشُلِ.
والنَّشُوص: الناقة العظيمة السنام، والمَصُوص: القَمِئة.
ابن الأَعرابي: المَصُوص الناقة القَمِئة.
والعَيشُوم: ما هاجَ من النبت أي: يبس.
والعَيشوم: ما يَبس من الحُمَّاض، الواحدة: عَيْشومة.
وقال الأزهري: هو نبتٌ غير الحُمّاض، وهو من الخُلَّة يُشبه الثُّدَّاء، والثُّدَّاءُ والمُصاصُ والمُصّاخُ: الذي يقال له بالفارسية: غورناس.
والعَيشومُ أيضاً: نبت دُقاق طُوال يُشبه الأسَل تُتَّخذ منه الحُصُرُ المُصبَّغة الدِّقاقُ، وقيل: إن مَنبِته الرمل.
والعَيْشوم: شجر له صوت مع الريح؛ قال ذو الرمة:
للجِنِّ بالليل في حافاتِها زَجَلٌ كما تَناوَحَ يومَ الريحِ عَيْشومُ
وفي الحديث: “أنه صلى في مسجدٍ بمنىً فيه عَيشومةٌ”.
قال: هي نبت دقيق طويلٌ مُحدَّدُ الأَطراف كأَنه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُر الدِّقاقُ، ويقال: إن ذلك المسجد يقال له: مسجدُ العَيْشومة، فيه عَيْشومة خَضْراء أبداً، في الجَدْب والخِصب، والياء زائدة.
وفي الحديث: “لو ضَرَبكَ فلانٌ بأُمْصوخةِ عَيْشومةٍ لقتَلك”.
ويقال: العَيْشومةُ، بالهاء، شجرة ضخمةُ الأصلِ تَنْبُتُ نِبْتةَ السَّخْبَرِ، فيها عيدانٌ طِوالٌ كأَنه السَّعفُ الصِّغارُ يُطِيف بأَصْلها، ولها حُبْلةٌ أي: ثمرةٌ في أَطراف عُودها تُشْبه ثمرَ السَّخْبر ليس فيها حَبٌّ.
وقال أبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): العَيْشومُ من الرَّبْل ومما يُسْتَخْلف، وهو شبيه بالثُّدَّاء إلا أنه أضخم. وعاشم: نَقاً بِعالِج.‏
وفي لسان العرب:
والثُّدَّاء، مثل المُكَّاء: نبت، وقيل: نبت في البادية يقال له: المُصاص والمُصَّاخ، وعلى أَصله قشور كثيرة تَتَّقِد بها النَّار، الواحدة ثُدَّاءة.
قال أَبو منصور: ويقال له بالفارسية: بهراه دايزاد.