الحنظل

الحنظل نبات حولي زاحف من العائلة القرعية ( Cucurbitaceae) يفترش الأرض وأوراقه خشنة يخرج من تحتها خيوط تلتفت على النباتات والأوراق القريبة منه لتثبته بالأرض. يشتد نموه في بداية الخريف وتخرج الأزهار وهي صفراء بها خمس بتلات وثمرته كروية الشكل خضراء أصغر بقليل من التفاحة، والحنظل عموماً ثمرته و أوراقة شديدة المرارة. وبعد أن تنضج الثمرة يكون لونها مصفر، وبها حب كثير. وقد كان العرب يأكلون حبه ويسمونه الهبيد، حيث ينقع بماء وملح ويشرر في الشمس ويبدل ماءه حتى تذهب مرارته، ثم يدق حيث يخرج منه زيته ويضاف إليه بعد ذلك الطحين ليعمل منه عصيدة. ولا يأكل إلا عند الجوع حيث يسبب الإسهال عند الإكثار منه.
ومما يروى في اللسان أن صيَّاداً أَخْفَق فلم يَصِدْ، فقال لامرأَته:
خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا
أي عالجي الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا.
يرى في الصورة التالية نبات الحنظل وبعض الثمار الناضجة وهي صفراء والغير ناضجة وهي خضراء:

وتأكل جرذان الصحراء الحنظل حيث تستخرج الحب منه، ولقد رأيت ثمرة الحنظل داخل جحور الجرذان (الجرذ الليبي) مشقوقة نصفين.
ويقال أن جذوره تكون عميقة في الأرض لتصل إلى الماء، لذا يرى في الصيف كثير الخضرة. وينتشر الحنظل في التربة الرملية وفي الوديان ويرى بكثرة في الكويت وأحياناً بالقرب الأماكن المهملة القريبة من العمران، وفي الصحراء القاحلة كذلك.
ومن أسماء الحنظل: الشَّرْي والعلقم ولكن الاسم الغالب هو الحنظل ويقال لكل شيء فيه مرارة شديدة علقم.
تتواجد الجرذان بكثرة حول نبات الحنظل حيث يرى في الصورة التالية كثرة جحور الجرذان:

يقول الأستاذ حميد مبارك الدوسري في كتابه النبات البري في المنطقة الشرقية:
و ما يزال الهبيد معروفاً في نجد إلى هذه الأيام، وقد كنا نأكله مملحاً نتسلى به إلى أن انتشر استعمال الحب المستورد الذي يسميه العامة (الفسفس) وهو بذور نوع من الجح الأحمر الصغار. وطريقة إعداد الهبيد متعبة جداً، فبعد جمعه من البر وتكسيره وإخراج حبه، ينقع في الماء أياماً ويبدل الماء بين حين وآخر حتى تذهب مرارته، ثم يطبخ بالملح إلى أن يتفتح البذر كله أو معظمه. وقد سمعت من أهلي أن الناس في قريتنا والقرى المجاورة كانوا يصنعون من الهبيد عصيدة يأكلونها أيام الجوع، وأن الذين يأكلونها يصيبهم الإسهال …. إلى أن قال: وتقطيع الحنظل الطري وإخراج الهبيد منه يحرق أطراف الأصابع، ويدمع العين، يجعل الأنف يسيل ماءً، ولقد تذكرت أن أمرأ القيس كان صادقاً حين قال:
كأني غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حَنْظَلِ
وأنا أقول أن تفسير هذا البيت هنا أصح من تفسير الزوزني (ت 486هـ) في كتابه شرح المعلقات السبع الطوال حيث قال:
يقول: إنه وقف بعد رحيلهم في حيرة كأنه جاني الحنظلة ينقفها ليستخرج منها حبها.

ويقول ابن منظور في لسان العرب:
قال أَبو عبيد: الصِّيصاء: قِشْر حبِّ الحَنْظَلِ.
وأَخْطَبَ الحَنْظَل: اصْفَرَّ أي: صَار خُطْبَاناً، وهو أَن يَصْفَرَّ، وتصير فيه خُطوطٌ خُضْرٌ.
وحَنْطَلةٌ خَطْباءُ: صفراءُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ، وهي الخُطْبانةُ، وجمعها خُطْبانٌ وخِطْبانٌ، الأَخيرة نادرة.
وقال الأَعْلم بن عبد اللَّه الهذلي:
على حَتِّ البُرايةِ، زمْخَرِيِّ السَــواعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ
والشَّرْيُ: شجرُ الحَنْظلِ، واحدته شَرْيَة.
واللَّفِيتَةُ: أَن يُصَفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيَضِ، ثم تُنْصَبَ به البُرْمةُ، ثم يُطْبَخَ حتى يَنْضَجَ ويَخْثُر، ثم يُذَرَّ عليه دقيقٌ؛ عن أَبي حنيفة.
واللَّفِيتَةُ: العَصِيدة المُغَلَّظةُ؛ وقيل: هي مَرَقة تُشْبهُ الحَيْسَ؛ وقيل: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، وبه سميت العصيدة لَفِيتَةً، لأَنها تُلْفَتُ أَي: تُفْتَلُ وتُلْوَى.
وفي حديث عمر -رضي اللَّه عنه-: “أَنه ذَكَرَ أَمره في الجاهلية، وأَن أُمه اتَّخَذتْ لهم لَفِيتَةً من الهَبِيد”.
قال أَبو عبيد: اللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ، وقيل: هي ضَرْبٌ من الطَّبيخ، لا أَقِفُ على حَدِّه؛ وقال: أُراه الحِساءَ ونحْوَه.
والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ.
والشجَرَةُ الخَبيثَةُ: الحَنْظَلُ، أو الكُشوثُ.
وقولُه عز وجل: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (إبراهيم: 26) قيل: إِنها الحَنْظَلُ؛ وقيل: إنها الكَشُوثُ.
ابن الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ.
قال ابن سيده: والحَدَجُ والحُدْجُ الحنظل والبطيخ ما دام صغاراً أَخضر قبل أَن يصفرّ؛ وقيل: هو من الحنظل ما اشتدَّ وصلب قبل أَن يصفرّ
والجُحُّ عندهم: كل شجر انبسط على وجه الأَرض، كأَنهم يريدون انْجَحَّ على الأَرض أَي: انْسَحَب.
والجُحُّ: صغار البطيخ والحنظل قبل نُضْجِه، واحدته جُحَّة، وهو الذي تسميه أَهل نَجْدٍ الحَدَجَ.
نشاهد في الصورة التالية شكل ورق الحنظل وزهره الأصفر وفيه خمس بتلات:

وقيل: النَّهِيدةُ أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وهو حب الحنظل، فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج والكثافة ذُرّ عليه قُمَيِّحة من دقيق ثم أُكل.
الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وقيل: حبه، واحدته هَبِيدة.
ومنه قول بعض الأَعراب: فخرجت لا أَتلفع بِوَصِيدة ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة.
وقال أَبو الهيثم: هَبِيدُ الحنظل شَحْمه.
وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ.
وهَبَدَ الهَبيدَ: طبخه أَو جناه.
الليث: الهَبْد كسْر الهَبِيد وهو الحنظل.
ومنه يقال: تَهَبَّدَ الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ من شجرة؛ وقال:
خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا
كان قائلُ هذا الشِّعر صيَّاداً أَخْفَق فلم يَصِدْ، فقال لامرأَته: عالجي الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا.
الأَزهري: اهْتَبَدَ الظليم إِذا نقر الحنظل فأَكل هَبِيدَه.
الهَبيد: الحنظل يكسر ويستخرجُ حبّه ويُنْقَع لتذهب مَرارته ويُتّخذ منه طبيخ يؤكل عند الضَّرورة.
الجوهري: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل وهو يابس وتجعله في موضع وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ، وتفعل ذلك أَيَّاماً حتى تذهب مرارته ثم يدق ويطبخ.
غيره: والتَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل ونقعه، وقيل: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه.
غيره: وهَبيدُ الحنظل حبّ حَدَجِه يستخرج ويُنْقَع ثم يُسخَّن الماءُ الذي أُنْقِع فيه حتى تذهب مرارته ثم يصبّ عليه شيء من الوَدَك ويذرُّ عليه قُمَيِّحَةٌ من الدَّقيق ويُتحسَّى.
وقال أَبو عمرو: الهَبيد هو أَن يُنقع الحنظل أَيَّاماً ثم يغسل ويطرح قشره الأَعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق وربما جعل منه عَصِيدة.
والقَمِيشةُ: طعامُ للعرب من اللبَن وحبّ الحَنْظلِ ونحوه.
والصِّيصَاءُ: حبُّ الحنظل الذي ليس في جوفه لُبٌّ؛ وأَنشد أَبو نصر لذي الرمة:
وكائنْ تَخَطّتْ ناقَتِي من مَفازةٍ إِليك، ومن أَحْواض ماءٍ مُسَدَّمِ
بأَرْجائه القِرْدان هَزْلى، كأَنها نوادِرُ صِيصَاء الهَبِيدِ المحَطَّمِ
والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حين يُهْبَد حتى يخرج سَمْنه ثم يُصَفَّى فيُنَحَّى ويجعل عليه رَضِيضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَى والدَّقِيقُ، ويُساط حتى يَخْتَلِط ثم يُنْزل فيُوضع فإِذا بَرَد أُعِيد عليه سَمنه.
والخَوْلَعُ: الحَنظل المَدْقُوق والمَلْتُوت بما يُطَيِّبه ثم يُؤْكل وهو المُبَسَّل.
والخَوْلَعُ: اللحم يُغْلَى بالخلّ ثم يُحْمَلُ في الأَسْفار.
قال: واسْتطَفَّ لنا شيء أي: بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة يصف ظليماً:
يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ
وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال: الظَّلِيمُ يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده، وهبيدُه شَحمُه، ثم قال: والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً، ثم يُضرب ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته، ثم يُشَرَّر في الشمس ثم يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به.
نشاهد في الصور التالية ثمر الحنظل والثمر يسمى حنظل كذلك:

وحَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وحده فتُكُرِّه طَعْمُه، وهو يُحْرِق الكَبِد؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ تَيْجَع منه كَبِدِي وأَكْسَل
وحَظِل البعيرُ، بالكسر، إِذا أَكثر من أَكل الحَنْظَل
الحَنْظَل: الشجر المُرُّ، وقال أَبو حنيفة: هو من الأَغْلاث، واحدته حَنْظَلة.
الجوهري: الحَنْظَل الشَّرْيُ.
وقد حَظِل البعيرُ، بالكسر، إِذا أَكثر من الحَنْظَل، فهو حَظِلٌ، وإبل حَظَالى.
وقال أَبو حنيفة: حَظِلَ البعيرُ فهو حَظِلٌ رَعَى الحَنْظَل فَمَرِض عنه.
قال الأَزهري: بعير حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل، وقَلَّما يأْكله
والحَمْظَل: الحَنْظَل، ميمه مُبْدَلة من نون حَنْظَل.
وحَنْظَلة: قبيلة.
قال الجوهري: حَنْظَلة أَكْرَمُ قبيلة في تميم، يقال لهم: حَنْظَلة الأَكرمون وأَبوهم حَنْظَلة بن مالك بن عمرو بن تميم.‏
أَبو زيد: المِصْوَل شيء يُنْقَع فيه الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه، والصِّيلة، بالكسر: عُقْدة العَذَبة.
وقول عَنْترَة:
والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ، كأَنَّما يُسْقى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ
فسره ثعلب فقال: إِنما أَراد أَن أَصحاب الخيل تغيرت أَلوانُهم مما بهم من الشدّة، أَلا تراه قال يُسْقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ؟ فلو كان السُّهام للخيل أَنْفُسِها لقال كأَنَّما تُسْقَى نَقيعَ الحَنْظَلِ.
العَلْقَمُ: شجر الحَنْظَل، والقطعة منه عَلْقَمَةٌ، وكُلُّ مُرٍّ عَلْقَمٌ، وقيل: هو الحنظل بعينه أَعني: ثمرته، الواحدة منها: عَلْقَمَةٌ.
وقال الأزهري: هو شَحْمُ الحنظل، ولذلك يقال لكل شيء فيه مرارة شديدة: كأَنه العَلْقَم.
ابن الأَعرابي: العَلْقَمَة: النَّبِقة المُرَّةُ، وهي الحَزْرة.
والعَلْقَمة: المَرارة.
وعَلْقَمَ طعامَه: أَمَرَّه كأَنه جعل فيه العَلْقَم.
وورد في القاموس المحيط:
والشحم من الحَنْظَلِ: ما في جوفه سوَى حَبِّه.
والشحم من الرُّمَّانِ: الرَّقيقُ الأَصْفَرُ الذي بينَ ظَهْرانَيِ الحَبِّ.

وفي اللسان:
وقال المبرد: يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة نحو الدباء والبطيخ والحنظل، فإن كان لها ساق يقلها فهي شجرة فقط، وإن كانت قائمة أي بعروق تفترش فهي نجمة وجمعها نجم. قال الله
تعالى: “والنجم والشجر يسجدان”
واليَقْطِين: كل شجر لا يقوم على ساق نحو الدُّبَّاء والقَرْع والبطيخ والحنظل.
والوَزِينُ: الحَنْظَلُ المطحون، وفي (المحكم): الوَزينُ حَبّ الحنظل المطحون يُبَلُّ باللبن فيؤكل؛ قال:
إِذا قَلَّ العُثَانُ وصار، يوماً خَبِيئةَ بيت ذي الشَّرَفِ الوَزينُ
أَراد: صار الوَزينُ يوماً خبيئة بيت ذي الشرف، وكانت العرب تتخذ طعاماً من هَبِيدِ الحنظل يَبُلُّونه باللبن فيأْكلونه ويسمونه الوَزينَ.
الجِرْوُ والجرْوةُ: الصغير من كل شيء حتى من الحَنْظل والبطيخ والقِثَّاء والرُّمان والخيار والباذِنجان، وقيل: هو ما استدار من ثمار الأَشجار كالحنظل ونحوه، والجمع أَجْرٍ.
وفي الحديث: “أُهْديَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قِناعٌ من رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ”.
يعني: شَعارِيرَ القِثَّاء.
الأَصمعي: إذا أَخرج الحنظلُ ثمره فصغاره الجِرَاءُ، واحدها جِرْوٌ، ويقال لشجرته: قد أَجْرَتْ.
وجِرْوُ الكلب والأَسد والسباع وجُرْوُه وجَرْوُه كذلك، والجمع أَجْرٍ وأَجْرِيَةٌ؛ هذه عن اللحياني، وهي نادرة، وأَجْراءٌ وجِراءٌ، والأُنثى جِرْوَة.
وأَصلُ التهذيبِ: تَنْقِيةُ الحَنْظَل من شَحْمِه، ومُعالجَةُ حَبِّه، حتى تَذْهَبَ مَرَارَتُه، ويَطيبَ لآكله؛ ومنه قول أَوْسٍ:
أَلم تَرَيا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَحْمَها به طَعْمُ شَرْيٍ، لم يُهَذَّبْ، وحَنْظَلِ
والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه، واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة:
في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل
قال الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ.
وفي حديث لَقيط: “أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة”.
قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرِّواية شَرْبة، بالباء الموحدة
وقال أَبو حنيفة: يقال: لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ.
وقال أَبو حنيفة: الشَّرْية النَّخلة التي تنبُت من النَّواةِ.
والصَّرَاية: نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ.
الأَصمعي: إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ، ممدودٌ؛ وروي قول امرئِ القيس:
كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ
والصَّرَاية: الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ، وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا.
ويقول عنترة:
نَفّسُوا كَرْبي وَداوُوا عِلَلي وابرِزوا لي كلَّ لَيثٍ بطل
وانْهلُوا منْ حَدِّ سَيْفي جُرعاً مُرَّةً مثْلَ نَقيعِ الحنْظل
ويقول عنترة في قصيدة أخرى:
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الـهوَى ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تَسْقني ماءَ الحياةِ بذِلَّةٍ بلْ فاسْقني بالعزِّ كاس الحنْظل
ويقول عنترة في قصيدة أخرى أيضاً:
فاقني حَياءَكِ لا أبا لَكِ واعلمي أَنّي امرؤٌ سأَموتُ إنْ لم أَقْتل
إنَّ المنيَّة لو تُمثَّلُ مُثِّلتْ مثْلي إذا نَزلوا بضَنْكِ المنزل
والخيلُ ساهِمةُ الوجُوهِ كأَنَّما تُسقَى فوارِسُها نَقيعَ الحنْظلِِ
ويقول الشاعر الجاهلي علقمة بن عبدة الفحل:
كأنَّها خاضِبٌ زُعْرٌ قوائمُه أجْنَى لـه بالْلِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ
يَظلُّ في الحَنظَلِ الخُطْبان يَنقُفه وما اسْتَطفَّ من التّنَّومُ مخذومُ
ويقول الشاعر الجاهلي أوس بن حجر:
على العُمرِ واصْطادتْ فُؤاداً كَأنّهُ أبو غَلِقٍ في لَيْلَتَيْنِ مُؤجَّلُ
ألَمْ تَرَيَا إذْ جِئْتُما أنّ لَحْمَهَا بهِ طعْمُ شَرْيٍ لمْ يُهذَّبْ وَحنظَلُ
ويقول الشاعر المخضرم (جاهلي وأدرك الإسلام) الشماخ بن ضرار:
يَدا مَهاةٍ ورِجْلا خاضبٍ سَنِقٍ كأنّهُ مِن جَناهُ الشَّريَ مخلولُ
ويقول الشاعر المخضرم الحطيئة:
مُقِيمٌ على بَنْبَانَ يَمْنَعُ مَاءَهُ و ماءُ وَشِيعٍ ماءُ عَطْشانَ مُرْمِلِ
و ظلّ يُناجي أُمَّ شَذْرةَ قاعداً كأنَّ على شُرْسُوفِها كُرْزَ حَنْظَلِ
ويقول شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ
يُسقَوْنَ دِرْياقَ الرّحِيقِ، ولمْ تكنْ تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَةٌ أحسابُهُمْ، شُمُّ الـأنوفِ، من الطّرَازِ الـأوّل