الذؤنون من العائلة الذؤنونية Orobanchaceae ومن النباتات المتطفلة (أي التي تجعل من نفسها طفلاً لنبات آخر وهو العائل) إذ يعتمد على العائل في غذائه فهو كالطفل لا يصنع أو يصيد طعامه لكنه يأخذه من عائله وعائل الذؤنون هو أحد النباتات الحمضية (نباتات عصارية “أي عند عصرها يخرج منها الماء” تخزن الماء وغالباً بها ملوحة) وغالباً الرمث والهَرْم.
أوراقه قصيرة كالأظافر حول الساق، فقط ساق وأزهار، ولا يحتوي على الكلوروفيل ولا الجذور لكنه يلتصق بجذور العائل.
وقال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): الذَّآنين هَنَواتٌ من الفُقُوع تخرج من تحت الأَرض كأَنَّها العَمَدُ الضِّخَام ولا يأْكلها شيء، إِلا أَنها تُعْلَفُها الإِبلُ في السنة وتأْكلها المِعْزى وتسمن عليها، ولها أَرُومة، وهي تتخذ للأَدوية ولا يأْكلها إلا الجائع لمرارتها.
وقال مرة: الذآنين تنبت في أُصول الشجر أَشبه شيء بالهِلْيَوْن، إلا أَنه أَعظم منه وأَضخم، ليس له ورق وله بُرْعُومة تتورَّد ثم تنقلب إلى الصفرة.
والذُّؤْنون: ماء كله وهو أَبيض إلا ما ظهر منه من تلك البُرْعُومة، ولا يأْكله شيء، إلا أَنه إذا أَسْنَتَ الناس، فلم يكن بها شيء، أَغنى، واحدته ذُؤْنُونة. وذَأْنَنَتِ الأرضُ: أَنبتت الذآنين؛ عن ابن الأَعرابي. وخرجوا يَتَذأْنَنُون أي: يطلبون الذَّآنِين ويأْخذونها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
كلّ الطعامِ يأْكلُ الطَّائِيونا: الحَمَضِيضَ الرَّطْب والذآنِينا
والعرب تقول: ذُونون لا رِمْثَ له، وطُرْثوث لا أَرطاة؛ يقال هذا للقوم إذا كانت لهم نَجْدَة وفضل فهلكوا وتغيرت حالهم، فيقال: ذآنينُ لا رِمْثَ لها وطَراثيثُ لا أَرْطى أي: قد استُؤْصِلوا فلم تبق لهم بقية.