العشر

لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُيَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَرِ!

شعر قاله الوَرَكُ الطائي
شجرة العُشَر شجرة كبيرة معمرة يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار من العائلة العشارية Asclepiadaceae وأوراقها متقابلة وتزهر في بداية الصيف بأزهار بنفسجية وتظهر ثمرتها بعد ذلك بشكل وبحجم الليمونة ذات الحجم الكبير ويكون بداخل الثمرة ما يشبه القطن وعند قطعه تخرج الحبوب منه كما سترون في الصور التالية ويستخدم قديماً هذا القطن لحشو الوسائد (المخاد) وعند قطع الورق من أصلها أو كسر الورقة نفسها يخرج منها ما يشبه الحليب (يسمى صمغ العشر أو سكر العشر). وقد استخدم يوم ما لحاء أغصان هذه الشجرة لاستخراج ملح البارود، وقد ذكرت المراجع العربية أن به حراق يقتدح به وهو البارود . العشر من الأشجار السامة وقد ترعاها الإبل بكميات قليلة ويستخرج منها مواد طبية (جلوكسيدات العوشارين). وفي الكويت تنبت هذه الشجرة تحت أساس البيوت القديمة وفي الأماكن المهجورة وفي المزارع وموجودة بكثرة في الحجاز وفي وديان مكة حيث الشجر الوحيد الأخضر في الصيف يراه المعتمر والحاج، ويرى أيضاً في الصحراء متناثر هنا وهناك.

وورد في القاموس المحيط:
وعشر كصُرَدٍ: شَجَرٌ فيه حُرَّاقٌ لم يَقْتَدِحِ الناسُ في أجْوَدَ منه، ويُحْشَى في المَخادِّ، ويَخْرُجُ من زَهْرِهِ وشُعَبِهِ سُكَّرٌ، وفيه مَرارَةٌ.
وفي حديث مَرْحَب “أنَّ محمد بن مسْلَمة بارَزَة فدَخَلت بينهما شَجَرة من شَجَر العُشّر” هو شجرٌ له صمغٌ يقال له: سُكَّر العُشَر. وقيل: له ثَمرٌ.
ومنه حديث ابن عُمَير “قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلبَن عُشَرِيٍّ” أي لَبَن إبلٍ ترْعَى العُشَرَ، وهو هذا الشجر.‏
الصورة التالية تبين شكل شجر العشر وأغصانه الكثيفة:

وفي ‏مسند الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق قال فحدثني عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أخو بني حارثة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
قال خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تلهب
كان حماي لحمى لا يقرب
وهو يقول من مبارز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله وأنا والله المأثور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال فقم إليه اللهم أعنه عليه فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عمرية من شجر العشر فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فنن ثم حمل مرحب على محمد فضربه فاتقى بالدرقة فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله.‏ الصورة التالية تبين شكل زهرة العشر البنفسجية:

وقال في اللسان:
والخَضْد: القطع، وكل رطب قضبته فقد خَضَدْته، وكذلك التَّخْضِيد؛ قال طرفة:
كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ على عُشَر أَو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّد
وخَضَدت الشَّجر: قطعت شوكه فهو خَضيد ومخضود.
والخَضْد: نزع الشَّوك عن الشَّجر.
والعُشَرُ: شجر له صمغ وفيه حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به.
قال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): العُشر من العِضاه وهو من كبار الشَّجر، وله صمغ حُلْوٌ، وهو عريض الورق ينبت صُعُداً في السَّماء، وله سُكّر يخرج من شُعَبِه ومواضع زَهْرِه، يقال له: سُكّرُ العُشَر.
وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة، ويخرج له نُفّاخٌ كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها، وله نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلى مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر.
قال ذو الرمة يصف الظليم:
كأَنّ رِجْلَيه، مما كان من عُشَر صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ
الواحدة: عُشَرة ولا يكسر، إِلا أَن يجمع بالتَّاء لقلة فُعَلة في الأَسماء.
وذو العُشَيْرة: موضع بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه؛ قال عنترة:
صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطَّويل الأَصْلَمِ
شبَّهه بالأَصْلم، وهو المقطوع الأُذن، لأَن الظليم لا أُذُنَين له؛ وفي الحديث ذكر غزوة العُشَيرة.
ويقال: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وهو موضع من بطن يَنْبُع.
صورة أخرى تبين زهرة العُشَرة:

وورد أيضاً في اللسان:
ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل: يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ الطائي:
لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَرِ!
أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟
وقال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب.
قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية بن أَبي الصلت:
سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا
وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر.
الصورة التالية تبين سكر أو صمغ العشر:

يقول الأصمعي في كتابه النبات (128- 216هـ):
والعُشَرُ، والواحدةُ عُشَرَةٌ وثمرهُ الخُرْفَعُ وللخُرْفَعُ جلدةٌ إذا انشقت عنه ظهر منه مثل القطن، يشبه به لُغَامُ البَعير، قال ابن مقبل:
يعتادُ خَيْشُومَهَا مِمْ فَرْطِهَا زَبَدٌ كَأنَّ بالأنْفِ مِنْهُ خُرْفُعاً خَشِفاَ
الصورة التالية تبين ثمرة العُشَر وهي الخُرْفَع:

الصورة التالية تبين قطن العُشَر:

وعند شق الغلاف الداخلي تظهر مجموعة البذور بداخله في الصورة التالية:

وهذه هي البذور واضحة في الصورة التالية: