الحرشاء

الحرشاء من النباتات الحولية من العائلة المتعامدة Cruciferae تنتشر بكثرة في الصحراء وبين المنازل والشوارع والطرقات ولها أوراق مسطحة تنفرش على الأرض بشكل دائري والأوراق خشنة حرشاء وتخرج من المنتصف ساق ترتفع للأعلى وتخرج منها الفروع ولا تظهر بعد ذلك أوراق على هذه السوق، وهي ملساء ناعمة. تظهر في نهاية الفروع أزهار صفراء صغيرة بقطر 3 إلى 4مم، تتركب هذه الأزهار من أربعة بتلات متعامدة وبسبب هذه البتلات ألحقت هذه النبتة بالفصيلة المتعامدة.
عند سقوط الأزهار يظهر مكانها قرون تحمل بذور هذه النبتة.
تعتبر الحرشاء مرعى جيد للإبل والغنم، والناس تأكل أوراقه مطبوخة.

جاء في كتاب لسان العرب:
والحَرْشاء: ضرب من السُّطَّاح (أي تنبت على لازقة على سطح الأرض) أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض وفيه خُشْنَة؛
قال أَبو النجم:
والخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه،
وقيل: الحَرْشاء من نبات السهل وهي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض وليست بشيء، ولو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه، وليس لها صَيُّور.
وقيل: الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ ولا يمتدُّ حِبالاً غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في رأْسها حَبَّتها.
قال الأَزهري: من نبات السهل الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء، وهي أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية.
والحَرْشاء: خَرْدَل البَرِّ.
والحَرْشاء: ضرب من النبات.
الصورة التالية تبين أول ظهور الحرشاء.

وورد في اللسان:
والخَرْدَل: ضرب من الحُرْف معروف، الواحدة خَرْدَلة.
قال أَبو النجم:
وانْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراَ تَنْقُلُهْ

قال الراجز أبو النجم (ت 130هـ) في رجزه:
ومَنْهلٍ أَقْفَـرَ مِنْ أَلقَائِـهِ ورَدْتُهُ والليـلُ في غِشَائِـهِ
قَبْلَ دُنُوِّ الأُفْقِ مِنْ جَوْزائِهِ لَمْ يُبْقِ هذا الدَهْرُ مِنْ ثَرْيَائـهِ
غَيْرَ أثافِيـه وأرْمِدائِـهِ فالرَّوضُ قَدْ نَوَّرَ في حِوَائِـهِ
مُخْتَلِفَ الأَلْوانِ في أَسْمائِهِ نَوْراً تَخالُ الشَّمْسَ في حَمْرائِهِ
مُكَلَّلاً بِالوَرْدِ مِنْ صَفْرائِـهِ وَعَازِبٍ نَـوَّر في خَلائِـهِ
في مُقْفِرِ الكَمْأَة من جَنَائِهِ كَأَنَّ فَوْقَ الأََكْمِ مِنْ غثائِـهِ
قَطائِفَ الشَّامِ على عِلْبَائِـهِ والشِّيحُ تَهْديه إلى طَحْمائِـهِ
في بَرَق يَأْكُلُ مِنْ حَزّائِـهِ والخُضَرُ السُّطَّاحُ من حَرْشَائِهِ
تُجاوِبُ المُكّاءَ مِنْ مُكّائِـهِ صَوْتُ ذُبابِ العُشْبِ في دَرْمائِهِ
يدعو كأَنَّ العَقْبَ مِنْ دُعائِهِ صَوْتُ مُغَنٍّ مُدَّ في غِنّائِـهِ
كَأَنَّهُ بالسَّهْبِ أَوْ حِزْبائِـهِ عَرْشٌ تَحِنُّ الرّيحُ في قَصْبائِهِ
كالأَدَمِ المَطْلِيّ في طلائِـهِ صُعْداً وما حَقْواهُ في هِنائِـهِ
كَطَلْعَة الأَشْمَطِ مِنْ كِسائِهِ والمْروُ يُلْقِيـهِ إلى أَمعائِـهِ
والفِهْرُ يُهدِيهِ إلى أحشائِـهِ في سَرْطَمٍ مادَ عَلى التِوائِـهِ
هادٍ وَلَوْ جارَ بِحَوْصَلائِـهِ يَمُورُ في الحَلْقِ عَلى عِلْبائِـهِ
تَمَعُّجَ الحَيّةِ في غِشائِـهِ والبّيْضُ في نُؤْيٍ مِن انْتِئائِـهِ
والأُمُّ لا تَسْأَمُ مِن ثَوائِـهِ حتّى يَدُبَّ الرَّأْلُ من خرشائِهِ
وباتَ مَأوى الوَدِّ من بِنائِهِ يُزَعْزِعُ الجُؤْجُؤَ مِنْ أَنْقائِـهِ
هَاوٍ يَظَلُّ المُخُّ في هَوائِـهِ يَنْفي ضِبَاعَ القُفِّ مِنْ حَفائِهِ
يَبْدو خَواءُ الأَرْضِ مِنْ خَوائِه يَحْفِرُ بِالمَنْسَمِ عَنْ فَرْقائِـهِ
عَنْ يابسِ التُّرْبِ وعن ثَرْيائهِ وَمَرَّةً بالحَدِّ مِن مَجْذَائِـهِ
عَنْ ذُبَّحِ التّلْعِ وَعُنْصُلائِـهِ إذا لَوَى الأَخْدَعُ مِنْ صَمْعائِهِ
مُنْفَتِلاً أَوْ هَمَّ بانتِفائِـهِ صاحَ بهِ عشْرون مِنْ رِعائِـه
وَرَفَعَ الظَّليمُ من لِوائـهِ أَشْرافَ مُرْدِيٍّ على صُرّائِـهِ

وأترككم مع رجز أبو النجم (توفي في 130 هـ) وهو من بكر بن وائل عاش في خلافة معاوية وهشام بن عبدالملك ويصف فيها النبات والطير ويذكر واديا فليج وفلج القريبان من منطقة حفر الباطن في المملكة.
لما رَأَيْتُ الدَّهْرَ جَمّاً خَبَلُهْ أَخْطَلَ والدَّهْرُ كَثيرٌ خَطَلُـهْ
وكانَ نُشَّابَ الرِّياحِ سنبُلُهْ واخضَرَّ نَبتاً سِدْرُهُ وحَرْمَلُـه
وابيضَّ إلاَّ قَاعُهُ وجَدْوَلُهْ وَأَصْبَحَ الرَّوْضُ لَوِيّاً حَوْصَلُـه
أُنْفٌ تُرَى ذُبابُها تُعَلِّلُهْ مِنْ زَهَرِ الرَّوْضِ الّذي يُكَلِّلُـه
واصْفَرّ من تَلْعٍ فليجٍ بَقلُهْ وانْحَتّ من حَرشَاءِ فَلجٍ خَرْدَلُه
وانشَقَّ عَنْ فُصْحٍ سواءٍ عُنْصُلُهْ وانتفضَ البَرْوَقُ سُوداً فُلْفلُـه
واختلفَ النَّمْلُ قِطاراً يَنْقُلُهْ بَيْنَ القُرَى مُدْبِرُهُ وَمُقْبِلُـه
فَلَوْتُ لَعّاباً رِقاقاً خُصَلُهْ مِن بَعْدِ حَوْلٍ في رِضاعٍ نُرْجِلُه
حَتَّى إذا بَدَّلَهُ مُبَدِّلُهْ بالرَّاضِعِ الأَقْصَى دَخيلاً يُنْصِلُـه
قَسْراً يَحُلُّ دَارَهُ وَيَحْمِلُهْ بَيْنَ الأَواخِيِّ وفيها أَحْبُلُـه
كَالكَرِّ واتاهُ رَفيقٌ يَفْتِلُهْ يَبْرِي لـها أَحْوى خَفيفٌ نَقَلُه
أَغَرُّ في البُرْقعِ بادٍ حَجَلُهْ مُؤَجَّدُ الفَقْرَةِ رَخْوٌ مِفْصَلُـه
راحَ وَرُحْنا بِشَديدٍ زَجَلُهْ يُهَمْهِمُ الصَّوْتَ وَطَوْراً يَصْهَلُـه
مَرّاً نُفدّيهِ وَمَرّاً نَعْذِلُهْ أمّا إذا أَمْسى فَمُفْضٍ مَنْزِلُـه
نَجْعَلُهُ في مَرْبَطٍ وَنَجْعَلُهْ يَبْرِي لَنا طاوٍ كَريمٍ أَبْجَلُـه
تَبَوُّعَ الذِّئْبِ خبيباً عَسَلُهْ ثُمَّ سَمِعْنا برِهَانِ نأَمُلُـه
قِيدَ لـه مِنْ كُلِّ أفقٍ جَحْفَلُهْ فَقُلْتُ للسائِسِ قُدْهُ أَعْجِلُهْ
واغْدُ لَعَنَّا في الرِّهَانِ نُرْسِلُهْ فَظَلَّ مَجْنوباً وظَلَّ جَمَلُه
بَيْنَ شَعِيبَيْنِ وزادٍ يَزْمُلُهْ نَعْلُو بِهِ الحَزْنَ ولا نُسَهِّلُه
إذا عَلا الأَخْشَبَ صَاحَ جَنْدَلُهْ تَرَنُّمَ النُّوَّحِ تَبْكي مُثْكِلُـهْ
كأنَّ في الصوتِ الذي يُفَضِّلُهْ زُمَّارَ دُفٍّ يَتَغَنَّى جُلْجلُه
حَتَّى وَرَدْنا المِصْرَ يُطْوى قَنْبلُهْ جَرْداً تَعادى كَالقِداحِ ذُبُلُه
طَيّ التِّجارِ العَصْبَ إذْ تَنَخَّلُهْ وَقَدْ رأَيْنا فِعْلَهُمْ فَنَفْعَلُـه
نَطْويهِ والطَيُّ الرقيقُ يَجْدِلُهْ نُضَمّرُ الشَّحْمَ ولَسْنَا نَهْزُلُـه
حَتَّى إذا اللَّيْلُ تولّى أَثْجُلُهْ وأَتْبَعَ الأَيْديَ مِنْهُ أَرْجُلُـهْ
قُمْنَا على هَوْلٍ شديدٍ وَجَلُهْ نَمُدُّ حَبْلاً فَوْق خَطٍّ نَعْدِلُه
نَقُولُ قَدِّم ذا وهذا أَدْخِلُهْ وقام مَشْقُوقُ القَميصِ يُعْجِلُه
حَتَّى إذا اللحمُ بَدَا تَذَبُّلُهْ وانْضَمَّ عنْ كلِّ جَوَادٍ رَهَلُه
فَوْقَ الخُماسيّ قليلاً يَفْضُلُهْ أَدْرَك عقلاً والرّهانُ عَمَلُه
حتّى إذَا أَدْركَ خَيْلاً مُرْسِلُهْ ثَارَ عَجَاجٌ مُسْتَطيرٌ قَسْطَلُه
تَنْفِشُ مِنْه الخيلُ ما لا تَغْزِلُهْ مَرّاً يُغَطّيها ومَرّاً تُنْعَلُـهْ
مَرَّ القَطا انصَبّ عَلَيْهِ أَجْدَلُهْ وهو رَخيّ البَالِ سَاجٍ وهلُهْ
قدَّمَهُ مَثْلاً لِمَـنْ يَمْتَثِلُـهْ تُطِيرُه الجنّ وحيناً تُرْجِلُـه
تَسْبَحُ أُخْـرَاهُ ويطفو أَوَّلُـهْ تَرى الغلامَ ساجياً ما يَرْكُلُـه
يُعْطِيه ما شَـاءَ وليس يسألُهْ كـأَنَّه مِنْ زَبَـدٍ يُسَرْبِلُهْ
في كُرْسُفِ النَّدّافِ لولا بَلَلُهْ تَخـالُ مِسْكاً عَلَّهُ مُعَلِّلُـه
ثمّ تَنَاولْنـا الغُلامَ نُنْزِلُهْ عَنْ مُفْرغِ الكَتِفَيْنِ حُلْوٍ عَطَلُه
مُنْتَفخِ الجوْفِ عريضٍ كَلْكَلُهْ فوافتِ الخيلُ ونحن نُشْكِلُه
في ذي شَكيـمٍ عَضُّهُ يُرَمِّلُهْ عَنْ مَتْنِ سَامِي الطَرْفِ ما يُعَلِّلُه
والسَّوْطُ في يمينـه مَا يُعْمِلُهْ يَجُولُ في أَشْطانـهِ ويُسْعِلُـه
تَعَمُّجَ المـاءِ يَفيضُ جَدْوَلُـهْ كُلُّ مُكِبِّ الجَرْي أو مُنْعَثِلُـهْ
والضَّرْبُ يَحْشُوهـا بِرَبْوٍ تَسْعُلُهْ والجِـنُّ عُكَّـافٌ به تُقَبِّلُه
وهو نشيطُ النفسِ حُرٌّ طَلَلُهْ كـأَنَّ تُرْبَ الْقَـاعِ حين تُسْحِلُه
صَيْفَ شياطينٍ زَفَتْهُ شمألُهْ يَـزْأَبُـه زَأبـاً ولمّـَا يَعْتِلُـه
طَارَ عَنِ المُهْرِ نَسيلٌ يَنْسُلُهْ عن مُفرغِ الكتْفَيْـنِ حُرٍّ عَيْطَلُه
نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنا نَعْتِلُـهْ فَظَلَّ حَوْلاً في رِضَاعٍ نُرْجِلُه
ثُمَّ جَذَبْنَـاهُ فِطاماً نَفْصِلُهْ مِنْ مِشيةٍ في شَعَرٍ يذيّلُـهْ
تَمشِّي الملكِ عليه حُلَلُـهْ وَرَّعْ فما كادَ إليهِمْ يَعْدِلُـه
كأَنَّه حينَ تَدَمَّى مِسْحَلُـهْ وابتلَّ ماءً نَحْرُهَ وكفَلُـه
جُعْدٌ طوالٌ ظَلَّ دَجْنٌ يَغْسِلُـهْ يَهْطِلُها الرَّكْضُ بطيسٍ تَهْطِلُه
كأن مِسكاً غلّه مغلِّلُـهْ في ناضحِ الماءِ الذي يُشَلْشِلُه
حَتَّى إذا أَثْنَى جَعَلْنا نَصْقلُـهْ يفيضُ من هَشٍّ رقيقٍ منخُلُه
مثل الأتـانِ نصفاً جَنَعْدَلُـهْ سبّـاقةٌ كُـلَّ صنيـعٍ عللُـه
أحْلَى مِنَ الشَّهْدِ ومرٌّ حنظَلُهْ فهو يَسِيـلُ شريُـه وَعَسَلُـه
والخيلُ يُحْرَمْنَ خَسِيفاً يبذُلُهْ يقبضُ مَا بَيْنَ المَنَارِ مِغولُـه
في جَنْبِهِ الطّائِرُ رَيْثٌ عَجَلُهْ ثَقفٌ أعالِيـهِ وقارٌ أَسْفَلُـه
يَحْثِي بِجَمْرٍ خَلْفَهُ وينجلُهْ كأنَّ في المَرْوِ حَرِيقاً يشْعِلُهْ
أَوْ لَمْعَ بَرْقٍ خَافِقٍ مُسَلْسَلُهْ سُونِدَ في هادٍ كَثِيفٍ خَلَل