قتاد

دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتَادِ

مثل عربي قديم أورده أبو الفضل الميداني (ت 580 هـ) في مجمع أمثتاله، وقال: الخَرْطُ: قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشجرة اجتذاباً بكَفِّك، والقَتَاد: شجر له شوك أمثال الإبر، يضرب للأمر دونه مانع.

القتادة شجيرة صغيرة معمرة من العائلة البقولية Leguminosae يصل ارتفاعها إلى 60سم تتميز بأشواكها الحادة التي تحميها من رعي الحيوانات لها. يتجدد نموها في الربيع وتظهر الأزهار البيضاء في شهر يناير وتعطي ثماراً تشبه الحمص في شهر أبريل. ويصل طول أشواكها إلى 15سم، في أول مراحل النمو تكون الأغصان طرية تستطيع الإبل رعيها. شجرة القتاد تسمى في الكويت شداد ومنطقة الشدادية سميت نسبة إلى شجر القتاد الذي كان ينبت فيها (انظر كتاب معجم المواضع والأمكنة في الكويت لفرحان الفرحان)
الصورة التالية تبين زهرة القتاد:

وقد ورد في سنن ابن ماجة الحديث التالي:
عَن ابْن عَبَاس، عَن الْنَّبِيّ صَلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، قَالَ: “أَن أناسا من أمتي سيتفقهون فِيْ الدين، ويقرأون القرآن، ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك. كَمَا لاَ يجتنى من القتاد إِلاَّ الشوك. كذلك لاَ يجتنى من قربهم إِلاَّ”
الصورة التالية تبين شكل ورق القتاد والشوك حوله وذلك بعد تساقط الثمر منه (في أبريل):

وقد ورد في لسان العرب في فصل التالي:
القَتادُ: شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بِنَجْد وتِهامَةَ، واحدته قَتادة. قال أَبو حنيفة (ت282هـ): القتادة ذات شَوْك، قال: ولا يُعَدُّ من العِضاهِ. وقال مرة: القتاد شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر وله وُرَيْقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النَّوى. والقتادُ: شجر له شوك، وهو الأَعظم. قال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): إِبل قَتادِيَّةٌ تأْكل القَتادَ. والتَّقْتِيدُ: أَن تَقْطع القَتادَ ثم تُحْرِقَ شَوْكَه ثم تَعْلِفَه الإِبل فتسمن عليه، وذلك عند الجدب؛ قال:
يا رب سَلّمني من التَّقْتِيدِ
قال الأَزهري: والقتادُ شجر ذو شوك لا تأْكله الإِبل إِلا في عام جدب فيجيء الرَّجل ويضرم فيه النَّار حتى يحرق شوكه ثمَّ يرعيه إِبله، ويسمَّى ذلك التقتيد. وقد قُتِّدَ القَتادُ إِذا لُوِّحَتْ أَطرافُه بالنَّار؛ قال الشَّاعر يصف إِبله وسَقْيَه للنَّاس أَلبانَها في سنَةِ المحل:
وترى لها زَمَنَ القَتادِ على الشَّرى رَخَماً ولا يَحْيا لَها فُصُلُ
قوله: وترى لها رخَماً على الشَّرى يعني: الرَّغْوَة شبَّهها في بياضها بالرخم، وهو طير أَبيض، وقوله: لا يحيا لها فصل لأَنَّه يُؤْثِرُ بأَلبانها أَضيافَه وينحر فُصْلانها ولا يَقْتَنِيها إِلى أَن يَحْيا النَّاسُ.
وقَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً، فهي قَتادَى وقَتِدَةٌ: اشتكت بطونَها من أَكلِ القَتادِ كما يقال: رَمِثَةٌ وَرَماثى.

وورد في مجمع الأمثال المثل التالي: “إنَّ دُونَ الطُّلْمَةِ خَرْطَ قَتَادِ هَوْبَرٍ”
الطُّلْمة: الخبزة تُجْعَل في المَلَّة، وهي الرماد الحار، وهَوْبَر: مكان كثير القَتَاد. يضرب للشيء ا لممتنع.‏ قال أَبو الهيثم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت حبّه بجميع أَصابعك، وما سقط منه فهو الخُراطةُ. ويقال: خرَط الرجلُ العُنْقُودَ واخْتَرَطَه إِذا وضعه في فيه وأَخرج عُمْشُوشَه عارِياً.
وفي الحديثِ: “أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- كان يأْكل العنب خَرْطاً”.
يقال: خَرط العُنقود واخترطه إذا وضعه في فِيه ثم يأْخذ حبّه ويُخرج عُرجُونه عارياً منه.
الصورة التالية تبين ثمرة القتاد متجمعة تحت القتادة وهي مغطاة بغلاف الزهرة الأبيض:

الصورة التالية تبين شكل الشوك والأوراق لشجرة القتاد: