العاقول

اسم العاقول ولقد وجدته مذكوراً في كتاب القاموس المحيط للفيروز آبادي المتوفى 729 هـ وقد ذكر أن الإبل تأكله وأن اسمه غير عربي أي معرب من لغة أخرى كالفارسية، ولهذا السبب لا نجد له ذكراً في كتب اللغة القديمة ولا يذكره أبو حنيفة الدينوري (ت 282 هـ) و لا الأصمعي (ت 216 هـ) في كتابه النبات.
والحق يقال أن الأستاذ حميد الدوسري صاحب كتاب النبات البري في المنطقة الشرقية هو من أخبرني أن العاقول هو الحاج وقد أخبرني ذلك عبر مكالمة هاتفية بيني وبينه. وقد وجدته أخيراً في كتاب المخصص لابن سيده حيث يقول: والحاجُ هو الذي تسمّيه أهل العراق العاقول له شوكة حادّة. وقد جاء في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحدهم الحاجة فنصحه بالذهاب إلى الوادي الذي أشار إليه وقال له “ولا تَدَعْ حاجاً ولا حَطَباً ولا تأْتني خمسة عشر يوماً”. يدل على أن الناس تحتطب الحاج مع صغر حجمه وقد أكد هذا المعنى ما ذكرته فيوليت ديكسون في كتابها (1955) أن الحاج يتواجد بكثرة في العراق وأنه يحتطب بكثرة لاستخدامه كوقود للطبخ.
والحاج نبات شوكي معمر له زهرة حمراء يصل ارتفاعه إلى 50سم وهو نبات ذو قيمة طبية وترعاه الإبل ويبدأ في النمو في شهر أبريل ويستمر خلال فترة الصيف، وشوكه دقيق ولين خاصة في أول ظهوره. ويعود للنمو بقوة بعد نهاية فترة الصيف في الشهر التاسع وهو مرعى مفضل للإبل. وهو من الفصيلة البقولية (Leguminosae).
فروع الحاج خضراء بلون فاتح وملساء، وتخرج الأوراق من آباط الأشواك وهي بطول 5مم متعاقبة وكذلك الأشواك، وهي بطول 3سم.
وينتشر الحاج في جميع دول الخليج وفي مصر وفلسطين وسوريا وقبرص وتركيا والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان وبلوشستان (باكستان). وينتشر كذلك في أذربيجان وكازاخشتان وأرمينيا وتركمنستان وطاجيكستان ومنغوليا والصين والأجزاء الشرقية الأوربية من روسيا. وقد وصل الحاج إلى بعض أجزاء من العالم وأصبح نبات دخيل عليها كأستراليا وأميريكا الشمالية ففي الولايات المتحدة ينتشر في تسع ولايات غربية وهي: واشنطن ونيفادا وتكساس وكولورادو وأريزونا وكاليفورنيا وأيداهو ونيو مكسيكو ويوتا. وينتشر أيضاً في كندا ويصنف في أميريكا وكذلك كندا من النباتات الضارة والمؤذية ويسمى في أميركا وكندا باسم camelthorn أي شوك الجمال.

وفي كتاب المخصص لابن سيده (تـ 485 هـ) وهو من أهل الأندلس من مرسيه شرقي الأندلس خمسين كيلو متر شمال قرطاجنة ورد التالي:
والحاجُ هو الذي تسمّيه أهل العراق العاقول له شوكة حادّة لا أعرف له ثمرة ولا زهرة ولا ورقاً تأكله الماشية وقيل هو مما تدوم خُضرته وتذهب عروقه في الأرض بعيداً ويتداوى بطبيخها وله ورق طِوال دِقاق مساوٍ للشّوك في الكثرة وشوكه طِوال مستوية حادّة وقد أحاجت الأرض وأحجيت كثر بها وهو من الأغْلاث.
وفي اللسان:
والحاجُ: نبت من الحَمْضِ، وقيل: نبت من الشوك.
وفي الحديث: “أَنه قال لرجل شكا إِليه الحاجة: انطلق إِلى هذا الوادي ولا تَدَعْ حاجاً ولا حَطَباً ولا تأْتني خمسة عشر يوماً”.
الحاجُ: الشَّوْك، الواحدة حاجة.
ابن سيده: الحاج ضَرْبٌ من الشوك وهو الكَبَرُ، وقيل: نبت غير الكبر، وقيل: هو شجر، وقال أَبو حنيفة: الحاج مما تدوم خُضْرَته وتذهب عروقه في الأَر ض مَذْهَباً بَعيداً، ويُتَداوَى بطبيخه، وله ورق دِقاق طِوال، كأَنه مُساوٍ للشوك في الكثرة، وتصغيره حُيَيْجَةٌ؛ عن الكسائي.
وأَحاجَتِ الأَرضُ وأَحْيَجَتْ: كَثُرَ بها الحاجُ؛ وقول الراجز:
كأَنها الحاجُ أَفاضَتْ عصبه
وفي كتاب عجائب المخلوقات لزكريا بن محمد القزويني:
الحاج ضرب من الشوك .. وشوك هذا النبت طويل جداً حاد كالأبر، والإبل تأكل منه أكلاً ذريعاً لا يخدشها شوكه.

وورد في القاموس المحيط للفيروز آبادي ت 729 هـ
وعقل الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً: صَعِدَ، وبه سُمِّيَ عاقِلاً، و عقل الظِّلُّ: قامَ قائِمُ الظَّهيرةِ، و عقل إليه عَقْلاً وعُقولاً: لَجَأَ، و عقل فلاناً: صَرَعَه الشَّغْزَبِيَّةَ، كاعْتَقَلَهُ، و عقل البعيرُ: أكلَ العاقولَ، يَعْقِلُ في الكلِّ. والعَقْلُ: الدِّيَةُ، والحِصْنُ، والمَلْجَأُ، والقَلْبُ، وثَوْبٌ أحمرُ يُجَلَّلُ به الهَوْدَجُ، أو ضَرْبٌ من الوَشْيِ.
و عقل من القومِ: سَيِّدُهُم، و عقل من كلِّ شيءٍ: أكرمُهُ، والدُّرُّ، وكَريمةُ الإبِلِ. والعاقولُ: مُعْظَمُ البَحْرِ، أو مَوْجُه، ومَعْطِفُ الوادي والنَّهْرِ، وما التَبَسَ من الأُمورِ، والأرضُ لا يُهْتَدَى لها، ونَبْتٌ م. ودَيْرُ عاقولٍ: د بالنَّهْرَوَانِ، منه عبدُ الكريمِ بنُ الهَيْثَمِ، ود بالمَغْرِبِ، منه أبو الحَسَنِ علِيُّ بنُ إبراهيمَ، وة بالمَوْصِل. وعاقولَى، مَقْصورةً: اسْمُ الكوفَةِ في التَّوْراةِ. وعاقِلَةُ الرَّجُلِ: عَصَبَتُهُ. وعاقَلَهُ فَعَقَلَه، كنَصره: كان أعْقَلَ منه. والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصرِمُ. وعَقَّلَه تعقيلاً: جَعَلَه عاقلاً، و عقل الكَرْمُ: أخْرَجَ الحِصْرِمَ. وأعْقَلَه: وجَدَه عاقِلاً. واعْتُقِلَ لِسانُهُ، مَجْهولاً: لم يَقْدِرْ على الكلامِ.

وورد في مجمع الأمثال للميداني المثل التالي:
عَاقُولُ حَدِيثٍ
يضرب لمن لا يَفُوته حديث سمعه والعاقول من النهر والوادي: المُعْوَجُّ منه، وذلك يحفظ ما يتستر به ويلجأ إليه.
ومن مشاركة الأخ أبو ميثم أضاف يقول:
نبات ( العاقول ) وهو يُسمى عندنا (الحِيج) بكسر الحاء وهو متواجد بكثرة وتاكله الجمال.
ولكن مصانع الأدوية الشعبية في البحرين أخذت تنتجُ منه ماء الحيج ويقولون انه مفيد لامراض معينة ومنها أمراض القلب والسكري وذلك الدواء متواجد في مُعظم البرادات في البحرين.
ملاحظة:
ومن العجيب أن الحاج ينتمي إلى جنس الحاجي Alhagi فاسمه العلمي Alhagi maurorum ويبدو أن كلمة الحاجي جائت من اسم نبات الحاج فجنس الحاجي ينتمي إليه 3 أو 4 نباتات ذكرها حازم داود في كتابه نباتات الكويت، وقد جائت التسمية العلمية في سنة 1787م، ومع ذلك فقد اغفل اسمه الأصلي.