Honey Badger

الظَّرِبان

الظَّرِبانُ أحد الحيوانات التي لا تزال متواجدة في الكويت، خصوصاً في منتزه الكويت الوطني على تلال جال الزور شرق المطلاع. الظَّرِبان حيوان ليلي شرس حاد الطباع لا يخاف ويهاجم عند التعرض له، ويتميز بجلده السميك المرتخي وشعره الخشن القصير ومخالب رجليه الأمامية الطويلة وفكه القوي ذو الأنياب الحادة. وأرجله قصيرة وسميكة، ولون جسمه أسود ويوجد بياض يخالطه سواد من بداية جبهته إلى بداية ذيله، وصيوان أذنيه قصير جداً ويختفي فيما بين الفراء. وفي أحد المرات هاجم سبعة أشخاص، ويظهر أنهم اقتربوا من صغاره، فكان يهاجم الواحد تلو الآخر ولم يتخلصوا منه إلا بعض أن ضربوه بحديدة على رأسه. ومشهور عنه أنه يهاجم الحيوانات الأكبر منه حجماً  كالأغنام والحمير. ويطلق الرائحة النتنة لطرد أعدائه.

الطائفة: الثَّديِّات (Mammalia)

الرتبة: اللَّحْميِّات (آكلات اللحوم) (Carnivora)

الفصيلة: السرعوبيات (Muridae)

النوع: ظَرِبان (Mellivora capensis)

وتسميه العرب الظَّرِبان (انظر كتاب الحيوان للجاحظ، وكتاب حياة الحيوان للدميري، ولسان العرب) وبعض الناس يسميه الغرير لوجود الغرة (البياض في مقدمة الرأس) في وجهه، وهذا الاسم لا يوجد أيضاً كتب اللغة كما أشرنا، ويسميه أهل الكويت الظرمبول.

ظَرِبان Mellivora capensis

أماكن عيشه: يعيش في المناطق الحارة فيتواجد في أفريقيا كلها ما عدا الشمال الأفريقي وكذلك الجزيرة العربية والشام والعراق وايران والهند وتركمنستان وباكستان.

الطول: يبلغ متوسط طول جسمه من الرأس إلى الذيل 85 سم، ويبلغ ارتفاع كتفيه عن الأرض 25 سم، ومتوسط وزنه 11 كيلوجرام.

غذاءُه: يأكل السحالي والفئران والطيور والحشرات والثعابين وحتى ثعبان الكوبرا السوداء السام لأن جلده السميك الصلب يتحمل عضات الحيات، وهو حفار جيد بمخالبه الطويلة فهو لا يتردد بحفر جحور الضبان والأورال ليأكلها. ويأكل أيضاً النباتات وجذورها والثمار وبيوض الطيور. ومشهور عنه أكل العسل ولذلك فهو يتعاون مع طير العسل، إذ يتبع طير العسل حتى إذا وجد بيت النحل قلبه وخربه وأكله ليترك البقايا من الشمع والعسل لطير العسل.

ظَرِبان Mellivora capensis

تكاثره: تلد الأنثى من واحد إلى أربعة صغار بعد فترة حمل تبلغ ستة أشهر. ويكون الصغار عند الولادة بدون شعر ومغمضي العيون، ويستمر الصغير في العيش مع أمه لمدة عام حيث يكون في حجم الأم، ثم بعد ذلك يتركها ليعيش وحده لأنه حيوان انفرادي.

ويعيش الظَّرِبان من 20 إلى 25 سنة.

الصورة التالية تبين طريقة مشيته حيث أن مشيته تشبه مشية الدب إذ أن رأسه يتحرك يميناً ويساراً عندما يمشي:

ظَرِبان Mellivora capensis

وفي كتاب حياة الحيوان للدميري:

والظَّرِبان على قدر الهرة والكلب القلطي وهو منتن الريح ظاهراً وباطناُ له صماخان بغير أذنين قصير اليدين، وفيهما براثن حداد طويل الذنب ليس لظهره فقار ولا فيه مفصل بل عظم واحد من مفصل الرأس إلى مفصل الذنب، وربما ظفر الناس به فيضربونه بالسيوف فلا تعمل فيه حتى تصيب طرف أنفه لأن جلده مثل القد في الصلابة.

وورد في لسان العرب:

والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ البطن، كثير الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرائحة، يَفْسُو في جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فيأْكله.

وتزعم الأَعراب: أَنها تفسو في ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلى الثوبُ.

أَبو الهيثم: يقال: هو أَفْسى من الظَّرِبانِ؛ وذلك أَنها تَفْسُو على باب جُحْرِ الضَّبِّ حتى يَخْرُجَ، فيُصادَ.

الجوهري في المثل: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ.

ابن سيده: قيل: هي دابة شِبْهُ القِرْد، وقيل: هي على قَدْرِ الهِرِّ ونحوه؛ قال عبد اللّه بن حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبيّ:

أَلا أبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني    ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ

فيا لَيْتَ لا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه   يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ كُلُّ يَمانِ

أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنَّني   ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ

غَداةَ تَوَخَّى المُلْكَ، يَلتَمِسُ الحِبا   فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ

وقوله: مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أي: ضَرَبْتُه في وجهه، وذلك أَن للظَّرِبان خَطّاً في وجهه، فشَبَّه ضربته في وجهه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الظَّرِبانِ.

الأَزهري: قال: قرأْت بخط أَبي الهيثم، قال: الظِّرْبانُ دابة صغير القوائم، يكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، وطُولُه مقدار ذراع، وهو مُكَربَسُ الرأْس أي: مجتمعه؛ قال: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وجمعه الظِّرْبَى.

وقيل: الظِّرْبَى الواحدُ، وجمعه ظِرْبانٌ.

ظَرِبان Mellivora capensis

وورد في مجمع الأمثال للميداني:

” فَسَا بَيْنَهُمُ الظَّرِبانُ”

هو دُوَيّيةٌ فوقَ جَرو الكلب مُنْتن الريح كثير الفَسْو لا يعمل السيف في جلده، يجئ إلى حجر الضب، فيلقم إستَه جُحره ثُم يَفْسو عليه حتى يغتم ويضطرب فيخرج فيأكله ويُسَمّونه “مُفَرقَ النعم” لأنه إذا فسا بينها وهي مجتمعة تفرقت، وقَال الراجز يذكر حوضاً يستقي منه رجل له صُنان.

إزاؤه كالظِّرِ بَان الموفى

إزاؤه: أي صاحبه، من قولهم فلان إزاء مالٍ، يريد أنه إذا عَرِقَ فكأنه ظربان لنتنه، وقَال الربيع بن أبي الحُقَيقِ:

وأنتُمْ ظَرَابِينُ إذ تَجْلسُونَ   وَمَا إنْ لَنا فِيكُمُ مِنْ نَدِيدِ

وأنتُمْ تُيُوسٌ وقد تُعرَفُونَ     بِرِيحِ التيوسِ وَنَتْنِ الجُلُودِ‏

في الصورة التالية يظهر جلده المرتخي:

ظَرِبان Mellivora capensis

وورد أيضاً في مجمع الأمثال للميداني:

“أفْسَى مِنْ ظَرِبان”

قَالوا: هو دُوَيبة فوقَ جَرْو الكلب مُنْتِنة الريح كثيرة الفَسْو، وقد عرف الظَّرِبان ذلك من نفسه فقد جعله من أَحَدّ سلاحه، كما عرفت الحُبَارى ما في سَلْحها من السِّلاحِ إذا قَرُبَ الصَّقْر منها، كذلك الظَّرِبَان يَقْصِد جُحْر الضب وفيه حُسُولُهُ وبَيْضُهُ فيأتي أضْيَقَ موضعٍ فيه فيسدُّه بيديه (في نسخة “ببدنه”) ويُرْوى بذنبه، ويُحَوِّلُ دبره إليه، فلا يفسو ثلاث فَسَوَات حتى يُدَار بالضب فيخرُّ مَغْشِيَّاً عليه فيأكله، ثم يقيم في جُحْره حتى يأتي على آخر حُسُوله، والضب إنما يُخْدع أي يُغْتال في جُحْره حتى يضرب به المثل فيقَال “أَخْدَعُ مِنْ ضَب” ويُغْتَال في سربه لشدة طلب الظَّرِبَانِ له، وكذلك قولهم “أنْتَنُ مِنَ الظَّرِبَانِ” قَال: والظَّرِبان يتوسَّط الهَجْمَة (الهجمة أي المئة من الإبل) من الإبل فَيَفْسُو فتتفرقَ تلك الإبل كتفرُّقها عن مبرك فيه قِرْدَان، فلا يردها الراعي إلا بجَهْد، ومن أجل هذا سَمَّتِ العربُ الظَّرِبان “مُفَرِّقَ النَّعم” وقَالوا للرجلين يتفاحشان ويتشاتمان: إنهما ليتجاذبان جِلْدَ الظَّرِبان، وإنهما ليتماسَّانِ الظرِبَانَ.

ظَرِبان Mellivora capensis

ملاحظة: جميع صور الظًرِبان ألتقطت في حديقة الحيوان بالعمرية وذلك لصعوبة رصده وتصويره في البر.