القرم


شجر القرم (المانجروف) من الأشجار التي تنبت على شاطئ البحر وكان موجوداً في فترة الأربعينيات من القرن الفائت في منطقة الخويسات وكاظمة وقد ذكرت ليندا شعيب في كتابها نباتات الكويت البرية الصادر باللغة الإنجليزية “Wild Fowers of Kuwait” أن شجر القرم كان يحتطب من شواطئ الخويسات ويباع داخل سور الكويت للاستخدام كوقود وذلك في منتصف الأربعينيات وقبلها من القرن الفائت. ويذكر فرحان عبدالله الفرحان في كتابه معجم المواضع والمواقع والأمكنة في الكويت إذ يقول: “ولقد كان الكويتيون القدماء يأتون بسفنهم من مدينة الكويت وترسو سفنهم على الساحل المحاذي لجبل غضي ومن ثم ينزلون ومعهم أكلهم وحمارهم للاحتطاب في هذه المنطقة لأخذ شجر القرم وشجر الطلح.” وجبل غضي يبعد عن كاظمة بأربعة عشر كيلو متراً شرقاً.
وأوراقه تشبه ورق شجر الكونوكاربس غير أن أوراق القرم دائماً تخرج متقابلة على نفس الساق بينما شجر الكوناكاربس تكون الأوراق متبادلة أي ورقة تخرج عن اليمين، والتالية تكون على اليسار ولكن في بقعة أعلى منها. ولون ورق شجر القرم أخضر فاتح بينما يكون ظهر الورق رمادي تغطيه طبقة كلسية خشنة. الصورة التالية تبين شكل أوراق شجر القرم:

يعتبر القرم الموجود على شواطئ الكويت من القرم الأسود (Black Mangrove) وهو موجود في منطقة الشويخ على الساحل القريب من المستشفيات، وهو من العائلة (Avicennaceae) وفي مشروع مشترك في ما بين معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي تم زراعة بعض الشتلات على الشاطئ المذكور أعلاه. ويعتبر القرم الأسود من الأنواع الأكثر تحملاً لبرودة الطقس.
اللوحة التالية تبين الإعلان الذي يظهر فيه تفاصيل المشروع:

يتواجد شجر القرم على شواطئ المناطق الاستوائية والمدارية ويعيش في درجات حرارة مابين 19-42 درجة مئوية. ويتواجد منه على مستوى العالم عدة أنواع تربو على الخمسين، ويتواجد بكثرة في مناطق جنوب شرق آسيا. والأمر المثير في شجر القرم أنه ينبت على الشواطئ البحرية المالحة التي يغمرها الماء في حالة المد وينحسر عنها عند الجزر، ويتحمل شجر القرم ملوحة مياه البحر.
الصورة التالية تبين شجر القرم:

ويعتبر شجر القرم مفيد للبيئة البحرية والبرية معاً، ومن فوائده البحرية أنه يثبت التربية الشاطئية ويكون مأوى للعديد من الأسماك والحيوانات البحرية والتي من ضمنها السلاحف البحرية، وتتخد منه الطيور مأوى لها حيث أن هناك بعض الأنواع من الطيور تعشش تحت أشجار القرم. ويستفاد منه أيضاً كمصدات للرياح. الصورة التالية تبين شجر القرم وهي محملة بالثمار:

ولقد استخدم قديماً لحاء شجر القرم للأصباغ وخشبه للبيوت والأثاث والقوارب لتحمله الماء ولصلابته، ويستخدم أيضاً كوقود للطهي. أما الأوراق فتجفف ليعمل منها الشاي، أو كغذاء للحيوان، الثمار قد تؤكل، أما الأزهار فيستفاد منها في تربية النحل. الصورة التالية تبين شكل أشجار القرم:

وتظهر أزهار شجر القرم في أشهر فصل الصيف، الشهر السادس والسابع، وبالقرب من نهاية الشهر الثامن تظهر الثمار وهي خضراء اللون وبشكل وحجم ثمرة الكستناء.
الصورة التالية تبين أزهار القرم الصفراء:

وتنمو أشجار القرم بكثرة على سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، خاصة أن الجو عندهم دافئ في الشتاء.
الصورة التالية تبين زهرة القرم الصفراء:

وقد ورد في لسان العرب التالي:
والقَرْمُ: ضرب من الشجر؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَدري أَعربي هو أَم دخيل.
وقال أَبو حنيفة: القُرْم، بالضم، شجر ينبت في جَوف ماء البحر، وهو يشبه شجر الدُّلْب في غِلَظِ سُوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأَراك، وثمرُه مثل ثمر الصَّوْمَر، وماء البحر عدوّ كل شيء من الشجر إِلاَّ القُرْم والكَنْدَلى، فإِنهما ينبتان به.
وفي كتاب المخصص لابن سيده:
والقُرم واحدته قُرمة – شجرة تنبت في جوف ماء البحر يشبه الدُلْب في غلظ سوقه وبياض قشره وجِنسُه أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك ولا شوك له وثمره كثمر الصنوب وهو مرعًى للبقر والإبل تخوض الماء إليه حتى تأكل ورقه وأطرافه الرّطبة ويُحتطَب فيستوقَد به لطيب ريحه ومنفعته.
الصورة التالية تبين شكل ثمرة شجرة القرم:

الصورة التالية تبين شكل ثمرة شجرة القرم:

الصورة التالية تبين ثمرة شجرة القرم من قرب وتظهر المادة الكلسية البيضاء التي عادة ما تغطي الثمار والأوراق كذلك: