ثَعْلَبٌ أحمر
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ
شعر منسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الثعلب ويسمى عندنا بالحصني وذلك أن العرب من عادتها أن تكني بالأسماء وكنية الثعلب عند العرب أبو الحصن أو أبو الحصين وكذلك سائر الحيوانات كالضب يكنى بأبي الحسل، والضبع بأم عامر، والذئب بأبي الجعدة، الأسد بأبي الحارث أو أبو الحرث.
الطائفة: الثَّديِّات (Mammalia)
الرتبة: اللَّحْميِّات (آكلات اللحوم) (Carnivora)
الفصيلة: الكلبيات (Canidae)
النوع: الثعلب الأحمر Vulpes vulpes arabica
الحجم: يبلغ متوسط طوله من مقدمة أنفه إلى طرف ذيله 85 سم وطول ذيله 35 سم. ووزنه يكون في حدود 3 كيلو جرام.
ويوجد نوعان من الثعالب في الكويت الأول وهو الثعلب الأحمر العربي (Vulpes vulpesarabica) وهو شائع جداً والثاني الفَنَك ( Vulpes zerda) وكان اسمه في السابق (Fennecus Zerda) وهو نادر جداً و يعيش في شمال مصر وجنوب السودان وشمال أفريقيا. ولمعرفة المزيد عن الفنك انقر التالي: الفَنَك.
ويوجد في الجزيرة العربية نوعان آخران الأول ثعلب الرمال (Vulpes rueppellii rueppellii)وهو شائع قليلاً في نجد وجنوب السعودية والامارات وعمان واليمن وهو أصغر منالثعلب الأحمر العربي ويبلغ طوله 70 سم وأذناه أطول من الثعلب الأحمر العربي وأصغر من الفَنَك. أمّاَ النوع الثاني ثعلب بلاندفورد (Vulpes cana) فهو نادر جداً في الجزيرة العربية وقد شوهد في عسير وظفار وأذناه وطوله بحجم الثعلب الأحمر العربي غير أن نهاية ذيله سوداء عكس الثعالب الأخرى التي غالباً ما تكون النهاية بيضاء ويوجد سواد في خطمه يمتد من العين نازلاً إلى خلف الأنف.
يعتبر الثعلب الأحمر العربي من أكبر أنواع الثعالب المنتشرة في المنطقة العربية وأكثرها شيوعاً وهو عادة ما يعيش في المناطق المفتوحة وبشكل تجمعات صغيرة وهو ليلي المعيشة يبحث عن فرائسه في الليل، ويتغذى على الفئران واليرابيع والأرانب والقوارض الصغيرة و الحشرات وكذلك الطيور والفواكه، ويفترس أيضاً الضفادع والقنافذ والديدان والخنافس، وكذلك بيوض الطير وحتى الأسماك ومن عادته البلع دون مضغ. ويقال أنه يستطيع اكتشاف الجيف من عمق 60 سم، ويذكر البدو أنه في بعض الأحيان يستخرج الأموات من قبورهم في الصحراء، وهو كالكلب أعزكم الله يدفن ما بقي من الفرائس تحت الأرض. ومن العجيب بقاء هذا الحيوان على قيد الحياة في عمق الصحراء في شهري يوليو وأغسطس (السابع والثامن) حينما تصل درجة حرارة الهواء في الظل على ارتفاع 1 متر عن سطح الأرض إلى 50 درجة مئوية وتصل درجة حرارة الرمل إلى 80 درجة مئوية وبدون وجود الماء. لذلك يتجنب الثعلب الخروج في الشمس ويبقى في جحره الرطب طوال فترة النهار فباطن الأرض أرحم من ظاهرها فهو أبرد لعدم تعرضه للشمس وبرودة الجحر تستمد من برودة الجو في الليل. ويحصل على السوائل اللازمة لجسمه من الحيوانات التي يفترسها ليلاً، وترتفع درجة حرارة جسمه قليلاً عند ارتفاع درجة الحرارة لذلك ليس في حاجة للعرق لتخفيض درجة حرارة جسمه كما يحدث مع الإنسان.
ويقول الجاحظ عمرو بن بحر المتوفى 250 هـ في كتابه الحيوان: كل شيء بالدو (الدبدبة في الكويت والسعودبة) والدَّهناء والصَّمَّان وأوساط هذه المهامة والصحاصح فإن جميع مايسكنها من الحشرات والسِّباع لا يرد الماء ولا يريده، لأنه ليس في أوساط هذه الفيافي في الصيف كله وفي القيظ جميعاً مَنْقَع ماء، ولا غدير، ولا شريعة، ولا وَشَلَ.
وتتفاوت ألوان الثعالب عن بعضها حتى الذين يكونون من نفس البطن. عادة ما يكون لون خطمه (مقدمة الرأس) وأعلى رأسه وظهره بني اللون ولون بطنه أبيض ويكون طرف الذيل أبيض والأذنان من الخلف سوداوان. وأحياناً يوجد باللون البيج أو الأسود الرمادي، ويختلف لونه من فصل إلى آخر. وعيناه صفراوان ويكون البؤبؤ بيضاوي الشكل وله 42 سن أربعة منها قواطع لتساعده على قتل فرائسه. وغالباً ما يظهر في شهري يوليو وأغسطس (السابع والثامن) بجسم ضعيف وسيقان طويلة وذيل نحيف وما ذلك إلا بسبب تساقط واستبدال الشعر في هذين الشهرين كما يحدث للإبل حيث يتساقط شعرها في الصيف، لأن شعر جسمه الكثيف هو الذي يظهره بالحجم الكبير في غير هذه الأوقات.
ويتواجد في كثير من بقاع العالم من أوربا إلى آسيا وجنوب آسيا واندونيسيا وفي الهند وشمال أفريقيا وأخيراً أميركا الشمالية. ويوجد في بيئات كثيرة نظراً لقدرته على التأقلم ويوصف دائماً بالمكر والذكاء ومعروف عنه التظاهر بالموت وصيادي الثعالب يقرون بذكائه كذلك وقد ظن بعض العلماء في السابق أنه سوف ينقرض لكن حدث العكس إذ زادت أعداده وبدأنا نراه كثيراً وبدأ يقترب من المناطق الآهلة بالسكان ويتردد على النفايات وحتى في العاصمة البريطانية لندن يرونه وقت الفجر عند حاويات القمامة بعد أن كان لا يرى إلا في عمق الصحراء. و يرجح كثيراً من العلماء أن ظاهرة ازدياد أعداده بسبب قلة أعدائه الحقيقيين من الحيوانات كالضبع والأسد والذئب وذلك بعد أن ظهرت السيارات وازداد عدد القناصة المسلحين بالبنادق المتجولين في الصحراء الذين يقتلون هذه الحيوانات بمجرد رؤيتها.
موسم التزاوج بالنسبة للثعالب هو من شهر ديسمبر إلى شهر فبراير ومدة الحمل هي 52 يوماً. وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الذكر والأنثى يبقيان مع بعضهما البعض ما بقيت هي أو هو على قيد الحياة. وتضع الأنثى حملها عادة في شهر أبريل وذلك مرة واحدة في السنة وتلد عادة من أربعة إلى سبعة جراء (وابن الثعلب تسميه العرب حُصَيْن أو هِجْرِسٌ أو تتفل) تكون هذه الجراء عمياء لمدة عشرة أيام ويبقون في الجحر (وجحر الثعلب تسميه العرب المكا أو المكأ) مع أمهم حتى يبلغوا الشهر وطوال هذه الفترة يجلب لهم الأب الطعام. بعد فترة الشهر يخرج الجراء مع والديهم ليلاً ويرون يلعبون ليلاً كالكلاب مع والديهم. بعد ذلك بفترة يخرجون مع أمهم ليلاً لتعلم الصيد وعادة ما يترك الجراء والديهم بعد شهرين أو ثلاثة ويكتمل نموهم بعد 6 أشهر. والذكر قد يغادر مكان ولادته إلى مسافات بعيدة قد تصل مئات الكيلو مترات ليبدأ حياة جديدة، ويعمر الثعلب 12 سنة.
وعادة ما يغير الثعلب جحره إذا ما أحس بالخطر ويكون لجحره عدة مداخل وتلتقي الجحور بغرفة صغيرة، ويحفر جحره على سفوح التلال الصغيرة، أو تحت شجر العوسج المرتفع عن الأرض قليلاً. وينى عشاً له في جحره مكون أوراق الشجر والأغصان ليعزل أرض الجحر الباردة والرطبة في الشتاء عن جسم جراءه.
وللثعلب حواس حادة، الشم والنظر والسمع بأذناه الطويلتان، وهو يفضل العيش بأماكن مفتوحة ليستطيع رؤية أعداءه وفرائسه ويكون دائماً حذر وسريع الاهتياج وحينما يشعر بالخطر فإنه سوف يعدو بسرعة 70 كيلو متر في الساعة ولمسافات طويلة.
ومن الأمراض التي تصيب الثعالب داء الكلب الذي قد ينتقل للإنسان عن طريق عضة الثعلب وفي الحال يجب الذهاب للطبيب وأخذ العلاج اللازم ولا شك أنه مرض مميت إذا لم بعالج بسرعة. وكذلك الجرب الذي يؤدي أحياناً إلى الموت البطيء بعد أن يفقد الثعلب أغلب شعره ويتجرد ذيله من الشعر وتحدث تشققات حول عينيه وأنفه. و فيروس بارفو الذي من أعراضه الحمى والأسهال والتشنجات العصبية وغالباً ما يصيب الجراء الصغار.
وأترككم الآن مع كتاب مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني المتوفى سنة 580 هجرية وقد وردت الأمثال والنوادر التالية فيه:
“إِنَّما هُوَ ذَنَبُ الثَّعْلَبِ”
أصحاب الصيد يقولون: رَوَاغ الثعلب بذَنَبه يميله فتتبع الكلاب ذَنَبه، يقال: أروغ من ذَنَبِالثعلب.
“أَذَلُّ مِمَّنْ بَالتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ”
هذا مثل يضرب للشيء يُستَذَل، كما يقال في المثل الآخر”هدمة الثعلب” يعني جحره المهدوم، ويقال في الشر يقع بين القوم وقد كانوا على صلح “بال بينهم الثعالب” و “فَسَا بينهم الظَّرِبَانُ” و “كسر بينهم رُمْح” و “يَبِسَ بينهم الثَّرَى” و “خريت بينهم الضبع” قال حميد بن ثور:
ألم تر ما بيني وبينَ ابْنِ عامرٍ من الوُدِّ قد بَالَتْ عليه الثَّعَالِبُ
وأصْبَحَ باقِي الودِّ بيني وبينه كأنْ لم يَكُنْ والدهْرُ فيه عَجَائِب
“فِي بَيتِهِ يُؤتَى الحَكَمُ”
هذا مما زعمت العرب عن ألسُنِ البهائم قَالوا: إن الأرنب التقطتْ ثمرةً، فاختلسها الثعلبفأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب فَقَالت الأرنب: يا أبا الحِسْل فَقَال: سميعاً دَعَوْتِ، قَالت: أتيناك لنختصم إليك، قَال: عادِلاً حَكَّمْتُما، قَالت: فاخرج إلينا، قَال: في بيته يُؤتى الحكم، قَالت: إني وجدت ثمرة، قَال: حُلْوَة فكُلِيها، قَالت: فاخْتَلَسَها الثعلب، قَال: لنقسه بغَى الخَيْرَ، قَالت: فَلَطَمْتُه، قَال: بحقِّكِ أخَذْتِ، قَالت: فَلَطَمَنِي، قَال: حُرٌّ انتصر، قَالت: فاقْضِ بيننا، قَال: قد قَضَيْتُ، فذهبت أقواله كلها أمثالا.
“أكْرَهُ مِنَ خَصْلَتَى الضَّبُع”
يضرب مَثَلاً للأمرين ما فيهما حظ يختار وأصل ذلك – فيما تزعم العرب – أن الضبع صادت مرة ثعلبا، فلما أرادت أن تأكله قَال الثعلب: مُنِّى على أمِّ عامرٍ، فَقَالت الضبع: قد خيرتك يا أبا الحصين بين خصلتين، فاختر أيهما شِئت، فَقَال: الثعلب وما هما؟ فقلت الضبع: إما أن آكُلكَ، وإما أن أمزقك، فَقَال الثعلب وهو بين فكى الضبع: أما تذكرين أم عامر يوم نكحتك بهوب دابر؟ – وهو أرض غلبت الجن عليها، فَقَالت الضبع: متى؟ وانفتح فوها، فأفلت الثعلب، فضربت العرب بخصلتيها المثل، فَقَالوا: عَرَضَ علىَّ خصلتى الضبع، لما لا خيار فيه.
“لاَ أُحِبُّ تَخْدِيشَ وَجْهِ الصّاحب”
قَالَ يونس: تزعم العربُ أن الثعلبَ رأي حَجَرا أبيض بين لِصْبَيْن (اللصبان: معنى لصب – بكسر اللام وسكون الصاد – وهو الشعب الصغير في الجبل) فأراد أن يَغْتَالَ به الأَسد، فأتاه ذاتَ يوم فَقَالَ: يا أبا الحارث، الغنيمة الباردة، شحمة رأيتها بينِ لصْبَين، فكرهت أن أدنو منها، وأحببت أن تولى ذلك أنت، فهلم لأريكها، قَالَ: فانطَلَقَ به حتى قام به عليه، فَقَالَ: دونَكَ يا أبا الحارث، فذهب الأَسد ليدخل فضاق به المكان، فَقَالَ لهالثعلب: اردُسْ برأسك، أي ادفَعْ برأسك، قَالَ: فأقبل الأَسد يردس برأسه حتى نَشَبَ فلم يقدر أن يتقدم ولاَ أن يتأخر، ثم أقبل الثعلبُ يخورُه، أي يخدش خَوَرَانه (الخوران: مجرى الروث، ويُقَال: طعنه فخاره، إذا أصاب خورانه) من قُبُل دُبُره، فَقَالَ الأَسد: ما تصْنع يا ثُعَالة؟ قَالَ: أريد لاَستنقذك، قَالَ: فمن قبل الرأس إذن، فَقَالَ الثعلب: لاَ أحب تخديشَ وجه الصاحب. يضرب للرجل يُرِيكَ من نفسه النصيحة ثم يَغْدِر.
“هَدْمَةُ الثَّعْلَبِ”
يعنون جُحْره المهدوم يضرب للقوم يقع بينهم الشر، وقد كانوا من قبل على صلح.
“أعْجَزُ عَنِ الشَيء مِنَ الثَّعلَبِ عَنِ العُنْقُودِ”
فإن أصل ذلك أن العرب تَزْعُمُ أن الثعلب نظر إلى العنقود فَرَامه فلم يَنَلْهُ فَقَال: هذا حامض وحكى الشاعر ذلك، فَقَال:
أيُّهَا العائبُ سَلْمى أنْتَ عِنْدِي كَثُعَالَهْ
رَامَ عُنْقُوداً فَلَمَّا أَبْصَرَ العُنْقُودَ طَالَهْ
قَال هَذَا حَامِضٌ لمـا رأى أنْ لا يَنَالَه
وقد ورد في القاموس المحيط للفيروزآبادي التالي:
والدَّاحومُ: حِبالَةُ الثَّعْلَبِ.
والدَّيْسَمُ، كحَيْدَرٍ: وَلَدُ الثَّعْلَبِ من الكَلْبَةِ، أو وَلَدُ الذِّئْبِ منها.
وأبو الحُصَيْنِ، كزُبَيْرٍ: الثَّعْلَبُ.
والمَكَا مَقْصُورةً: جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأرْنَبِ،
وورد في فقه اللغة للثعالبي التالي:
وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ
وورد في لسان العرب التالي:
مكأ: المَكْءُ: جُحْر الثَّعْلَب والأَرْنَب.
وقال ثعلب وهو النحوي المعروف: هو جُحْر الضب.
قال الطِّرِمَّاح:كَمْ به مِنْ مَكْءِ وحْشِيَّةٍ قِيضَ في مُنْتَثَلٍ أَو هَيامِ
عنى بالوَحْشِيَّةِ هنا الضَّبَّةَ، لأَنه لا يَبِيضُ الثَّعلب ولا الأَرنب، إِنما تَبِيض الضَّبَّة.
وقِيضَ: حُفِرَ وشُقَّ، ومَن رواه من مَكْن وحشية، وهو البَيْضُ، فقِيضَ عنده كُسِرَ قَيْضُه، فأُخْرِجَ ما فيه.
والمُنْتَثَلُ: ما يُخْرَج منه من التُّراب.
والهَيامُ: التُّراب الذي لا يَتَماسَكُ أَن يَسِيلَ من اليد
وورد كذلك في لسان العرب التالي:
الثَّعْلَبُ من السِّباع مَعْروفة، وهي الأُنثى، وقيل الأُنثى ثَعْلبةٌ والذكر ثَعْلَبٌ وثُعْلُبانٌ.
قال غاوِي بن ظالِم السُّلَمِيّ، وقيل: هو لأَبي ذر الغفاري، وقيل: هو لعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَمي -رضي الله عنهم-:
أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ
الأَزهري: الثَّعْلَبُ الذكرُ، والأُنثى ثُعالةٌ، والجمع ثَعالِبُ وثَعالٍ.
عن اللحياني: قال ابن سيده ولا يُعْجِبُني قوله، وأَما سيبويه فإِنه لم يجز ثَعالٍ إِلاّ في الشعر كقول رجل من يَشْكُرَ:
لَها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ، تُتَمِّرهُ مِن الثَّعالي، ووَخْزٌ مِنْ أَرانِيها
ووجَّهَ ذلك فقال: إِن الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ إِلى الياءِ أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كما يُبْدِلُها مكانَ الهمزة.
وأَرضٌ مُثَعْلِبةٌ، بكسر اللام: ذاتُ ثَعالِبَ.
وأَما قَوْلُهم: أَرضٌ مَثْعَلةٌ، فهو من ثُعالةَ، ويجوز أَيضاً أَن يكون من ثَعْلَبَ، كما قالوا مَعْقَرةٌ لأَرض كثيرة العَقاربِ.
وثَعْلَبَ الرَّجلُ وتَثَعْلَبَ: جَبُنَ وراغَ، على التَّشْبِيه بعَدْوِ الثَّعْلَب.
والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.
والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِي، والجمع أَسْرابٌ.
وانْسَرَب الوَحْشِي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.
ومَسارِب الحَيَّاتِ: مَواضِعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها.
والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ.
والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ. ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من المَزادَة ونحوها.
سَرِبَ سَرَباً إِذا سَالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه.
أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس:
حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ
قال الأَزهري: قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة:
سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ
وفي حديث ابن الزبير: “قاتل اللهُ فلاناً! ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ”
قال: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول العَجَّاج:
من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام
وفي حديث ابن مسعود: “لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل”
أَي: صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب.
ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب:
فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح
يريد: القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس.
وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ.
والضُّباحُ: الصَّهيل.
وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون؛ قال عنترة:
والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْـ ـبَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا
والثعلبُ يُكْنى أَبا الحِصْنِ.
قال الجوهري: وأَبو الحُصَيْن كنية الثعلب؛ وأَنشد ابن بري:
لله دَرُّ أَبي الحُصَيْنِ! لقدْ بَدَتْ منه مَكايِدُ حُوَّلِيٍّ قُلَّبِ
قال: ويقال له: أَبو الهِجْرِس وأَبو الحِنْبِص.
ومن المُكَنَّى بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ، أَبو جَعْدَة كُنْية الذِّئب، أَبو حصين كُنْيةُالثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النَّار لا يُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال:
حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي
وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال:
أَبا مالِك إِنَّ الغَواني هَجَرْنني ! * أَبا مالِكٍ إِني أَظنُّك دائِبا !
الفَنَك:وقد ورد في كتاب الدرر المباحة في الحظر والإباحة، لخليل بن عبد القادر الشيباني، الشهير بالنحلاوي، المتوفى عام 1350هـ التالي:
الفَنَك: حيوان صغير من فصيلة الكلبيات، شبيه بالثعلب، لكنّ أذنيه كبيرتان، لا يتجاوز طوله أربعين سنتيمتراً، مع الذنب، فروته من اعظم الفراء، معروف في مصر. اهـ منجد.
وفي كتاب نصب الراية للزيلعي في باب صلاة العيدين ورد التالي:
الحديث الرابع: روى أنه عليه السلام كان له جبة فَنَكٍ، أو صوف، يلبسها في الأعياد، قلت: غريب.
وورد في لسان العرب لابن منظور التالي:
والفَنَكُ: جلد يلبس، معرَّب، قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً، وقال كراع: الفَنَكُ دابة يُفْتَرى جلدُها أَي: يلبس جلدها فَرْواً.
وأَنشد ابن بري لشاعر يصف ديَكة:
كأنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً فقَلَّصَتْ من حَواشِيه عن السُّوق
___________________ انتهى ____________________