شَبَث عربية

لشَّـبَث قصيرة الفك هي من رتبة Solifugae من فصيلة Solpugidae دويبة ليلية تختبئ نهاراً في جحورها أو في الشقوق وتخرج ليلاً للصيد فهي سريعة الجري (يقال أن سرعتها تصل 15كيلو متر في الساعة) شرسة الطباع قوية الفك إذ يعتبر فكها الأقوى في مملكة الحيوانات نسبة إلى حجمها، أما بالنسبة لسرعتها فهي من أسرع المفصليات.

للشَّـبَث خمسة أزواج من الأطراف، الزوج الأول الأمامي هو طرف استشعاري قوي تستخدمه في مسك الفرائس وتحديد مكانها، الزوج الثاني لا يستخدم في المشي إنما يستخدم نفس استخدام الزوج الأول وهو مسك الفرائس (لاحظ الصور التالية) الأزواج الثلاثة الأخيرة هي التي تستخدم في المشي. ويوجد في مقدمتها أربعة فكوك كبيرة تتحرك أفقياً وعمودياً وهي لتقطيع فرائسها، وبوجود الفكوك الأربعة القوية جداً والأطراف الأربعة الأمامية تتفوق الشَّـبَث على أعدائها فهي تتفوق على العقرب بسرعة إن استطاعت شل شوكتها، وإلا قتلتها شوكة العقرب.

للشَّـبَث بطن محزز به عشرة أجزاء متموجة يتمدد وينكمش طولياً وعرضياً، فإذا كانت جائعة يكون بطنها صغير ويكبر ويتمدد إذا أكلت كثيراً وأتخمت.

ولا ترى الشَّـبَث في الشتاء فهي في جحورها تقضي الشتاء، وتخرج ليلاً في الصيف فهي لا تحتمل حرارة النهار ولها زوج من الأعين ضعيفة البصر، وتنجذب نحو الإضاءة في الليل ولا ندري أتجذبها الإضاءة نفسها أم الفراش الذي حول الإضاءة.

وكبقية الحشرات الذكر أصغر من الأنثى لذلك يجب على الذكر أن يكون حذراً من الأنثى وإلا افترسته، وعند التزاوج يقترب الذكر من الأنثى بحذر ثم يضربها من أمامها بضربتين أو أكثر فتدخل في حالة كأنها مخدرة فيقلبها على جنبها ثم يفرز مادة الإخصاب فيضعها في موضعها باستخدام أطرافة الأمامية، ثم يولى مسرعاً لئلا تنهض من سكونها فتفترسه. تضع الأنثى بعد ذلك أكثر من عشرين بيضة في جحرها الذي تفرشه بالشعر والصوف الذي تقطعه من جلود الحيوانات النافقة أو الحية، تفقس البيوض بعد عدة أسابيع. والشَّـبَثان حيوانات فردية كالعقارب تعيش لوحدها وقد تفترس الشبثان التي من جنسها ولا تبالي مثلها مثل العقرب، لكن أمد حياتها بالمقارنة مع العقرب قصير، إذا لا تعيش أكثر من سنة واحدة في الغالب.

وتصيد الشَّـبَث العناكب والحشرات والعقارب والعظايا الصغيرة، والكبيرة الحجم منها تصيد الفئران الصغيرة والطيور كذلك، وعند صيدها فريستها وقتلها فهي كالعقرب تحقنها بمادة تساعدها على هضمها فهي تذيب ما بداخلها لتمتصه بعد ذلك وتترك بقايا الفريسة مجوفة من الداخل، بها عدة فتحات من خلالها امتصت عصارة جسمها. وهي شرهة في الأكل تأكل لينتفخ بطنها ويتمدد ويكبر فتصبح ثقيلة بطيئة الحركة.

وفي الكويت توجد الشـبث طويلة الفك وكذلك قصيرة الفك وقد توجد الشبث طويلة الأرجل وهي أكبرهم لكننا لم نتأكد من ذلك بعد.

والشَّـبَث تسمى باللغة الإنجليزية Camel Spider أو  Wind Scorpion وقد عرفها العرب من قديم الزمان فليس صحيحاً أن نسميها عقرب الريح أو عنكبوت الجمل، وهي ليست سامة كما يظن البعض لكن عضتها قوية ومؤلمة.

تنتشر الشَّبَث في الصحاري الجرداء الجافة فهي تتواجد في الجزيرة العربية والشرق الأوسط عموماً والشمال والجنوب الأفريقي وكذلك في صحاري إيران والهند وجنوب أوربا كأسبانيا وإيطاليا ودول البلقان، وفي جنوب غرب آسيا وجنوب شرق آسيا (فيتنام وكمبوديا) والمناطق الساحلية لجنوب أمريكا (تشيلي) والجنوب الغربي الولايات المتحدة (تكساس).

وقد تم تحديد 900 نوع 400 منهم في الجنوب الأفريقي فقط، أما أكبر  الأنواع فيصل طول جسمه فقط 7سم.

الصورة التالية للشبث وهي تفترس الدحاس وهي يرقة الخنفساء (الغُّـبي).

جاء في كتاب لسان العرب لابن منظور:

الشَّبِثُ بالشيءِ: المُتَعَلِّقُ به؛ يقال: شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً.

والشَّبَثُ، بالتحريك، دُوَيْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ، صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ القوائم، سَوْداءُ الرأْس، زرقاءُ العين؛ وقيل: هو دويبة كثيرة الأَرجل، عظيمة الرأْس، من أَحْناش الأَرض.

وقيل: الشَّبَثُ دويبة واسعة الفم، مرتفعة المُؤَخَّرِ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ، وتكون عند النُّدُوَّة، وتأْكل العقارب، وهي التي تسمى شَحْمَة الأَرض.

وقيل: هي العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ، وعمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها؛ ولا يقال: شِبْثٌ، والجمع أَشباث وشِبْثانٌ، مثل خَرَبٍ وخِرْبانٍ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف سيفاً:

تَرَى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه، كأَنه    مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهنَّ هَمِيمُ

والشِّبِثُ، بكسر الشين والباء: نَباتٌ، حكاه أَبو حنيفة.

قال أَبو منصور: وأَما البقلة التي يقال لها: الشِّبْثُ، فهي مُعَرَّبة، قال: ورأَيت البَحْرانيين يقولون: سِبِتٌ، بالسين والتاء، وأَصلها بالفارسية شِوِذٌ.

الصورة التالية للشبث وهي تفترس الدحاس وهي يرقة الخنفساء (الغُّـبي).

وفي كتاب العين في اللغة للخليل بن أحمد:

شبث: الشَّبَثُ: دُوَيْبَة تكون في الأرض، وتكون عِنْدَ النُّدُوَّة، والجميع: الشَّبثانُ. ويُقال: هو العَنْكَبُوت الضَّخْم، و(لا يصحّ)، قال حمّاس: الشَّبَثُ: دابّة كَثيرةُ القَوائم، صفراء شبيهةٌ بالعَقْرب، لا تُخَرِّب الأرض، وربما لَدَغَ لَدْغةً شديدة.

والتَّشَبُّثُ: اللُّزُوم، وشِدَّةُ الأَخْذ، وتَشَبّث به، أي: تقبّض به.

وفي كتاب تهذيب اللغة للأزهري:

شبث الشين والباء والثاء أُصَيلٌ يدل على تعلق الشىءِ بالشىء. من ذلك قولُهم تشبّثْت، أي تعلّقت؛ ومن ذلك الشَّبَثُ وهي دويْبَّة من أحْناش الأرض، كأنها تشبَّثت بما مرَّت، والجمع شِبْثاَنٌ، قال :

مدارجُ شِبْثانٍ لهنَّ هميمُ

أي أديب.

الصورة التالية للشبث وهي تفترس الدحاس وهي يرقة الخنفساء (الغُّـبي).

وفي كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة:

شَبَثٌ: دابة تكون في الرمل، وجمعها شِبئان، سميت بذلك لتشبثها بما دَبَّتْ عليه قال الشاعر (ساعدة بن جؤية الهذلي):

تَرَى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ كَأَنَّهُ       مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ

جُنْدُبٌ: الجرادة، وبه سمي الرجل.

وفي كتاب الصحاح للجوهري:

شبث: التَشَبُّثُ بالشيء: التعلُّق به، ورجل شَبِثٌ، إذا كان طبعُه ذلك.

والشَبَثُ بالتـحريك: دُوَيْبَّةٌ كثـيرةُ الأرجل من أحناش الأرض، ولا تقل: شِبْثٌ؛ والـجمع شِبْثَانٌ مثل خَرَبٍ وخِرْبَانٍ، قال الشاعر: (الطويل)

تَرَى أَثْرَهُ فـي صَفْحَتَـيْهِ كأَنَّه      مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ

وفي كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري:

الشبث: بالتحريك العنكبوت. قال في المحكم: هي دويبة لها ست قوائم طوال، صفراء الظهر، وظهور القوائم سوداء الرأس، زرقاء العينين، وقيل: دويبة كثيرة الأرجل، عظيمة الرأس، واسعة الفم، مرتفعة المؤخر، تحرث الأرض، وهي التي تسمى شحمة الأرض. والجمع أشباث وشبثان. وقال الجوهري: الشبث، بالتحريك، دويبة كثيرة الأرجل ولا تقل شبث بإسكان الباء الموحدة. والجمع شبثان مثل خرب وخربان.
وحكمها: تحريم الأكل لأنها من الحشرات.
الشبثان: بكسر الشين المعجمة، وبالباء الموحدة ثم الثاء المثلثة ثم نون في آخره، ذكر ابن قتيبة، في أدب الكاتب، أنها دويبة تكون في الرمل، سميت بذلك لتشبثها بما دبت عليه. قال الشاعر:

مدارك شبثان لهن لهيم

وحكمها: تحريم الأكل لأنها من الحشرات التي لا تؤكل.

الصورة التالية للشبث وهي تفترس الدحاس وهي يرقة الخنفساء (الغُّـبي) وقد انقلبت على ظهرها.