الدُّعَاعة

الدُّعَاعة نبات حولي من الفصيلة البركانية (الغاسولية) Aizoaceae ينبت في الشهر الثالث الميلادي ويستمر لغاية الشهر السادس الميلادي وهو نبات زاحف متفرع من الأصل بعدة فروع تتجه بشكل مثلث، ويصل قطر النبات 10 إلى 20 سم.
الأوراق متعاقبة بطول 1 إلى 2.5 سم وتخرج الأزهار من آباط الفروع وهي جالسة على الساق بيضاء من الأطراف وصفراء في المنتصف، تظهر بعد ذلك الثمار وهي مفلطحة بقطر يبلغ 5 مم وتحمل البذور وهي سوداء بقطر 1 مم.
البذور تجمع وتطحن وتخبز لتكون الطعام في حالة الجدب والمجاعة وقد اشتهر الدعاع قديماً بأنه طعام الفقراء وقد ذكره العرب في شعرهم القديم ومثله كذلك الفث Mesembryanthemum forsskalie والملاح Mesembryanthemum nodiflorum وهما من نفس فصيلة هذه النبتة ولازال الدعاع يعرف باسمه إلى هذا الزمان وإن جرى عليه بعض التحريف والخلط بينه وبين نباتات أخرى.
وينتشر الدعاع في جميع الجزيرة العربية بما فيها الحجاز واليمن وعدن وعمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية ولم يرصد في الربع الخالي.
وينتشر كذلك في مصر وفلسطين والأردن وسوريا والعراق وإيران وباكستان ودول الشمال الأفريقي.

وقد جاء في كتاب تهذيب اللغة للأزهري:
وقال الليث: الدُّعاعة: حبّة سوداء يأكلها فقراء البادية إذا أجدبوا. قال: ويقال لنملةٍ سوداء تشاكل هذه الحبّة دُعاعةٌ، والجميع دُعاع. ورجلٌ دَعّاع فثَّاثٌ؛ يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأكلهما.
قلت: هما حبّتان بريّتان إذا جاعَ البدويّ في القحط دقّهما وعجنهما واختبزهما فأكلهما.
وجاء في اللسان:
والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وهي ذات قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سوداء، والجمع دُعاع.
والدَّعادِعُ: نبت يكون فيه ماء في الصيف تأْكله البقر؛ وأَنشد في صفة جمل:
رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما
قال: ويجوز من بطن سَقْمان الدَّعادعَ، وهذه الكلمة وجدتها في غير نسخة من التهذيب الدعادع، على هذه الصورة بدالين، ورأَيتها في غير نسخة من أمالي ابن بري على الصحاح الدُّعاع، بدال واحدة؛ ونسب هذا البيت إِلى حُميد بن ثور وأَنشده:
ومن بطن سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما
وقال: واحدته دُعاعةٌ، وهو نَبْت معروف. قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر للطرماح:
لم تُعالِجْ دَمْحَقـاً بـائتـاً شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ

وفي كتاب البخلاء للجاحظ:
والطعام المذموم عندهم ضربان: أحدهما طعام المجاوع والحطمات، والضرائك والسباريت، واللئام والجبناء، والفقراء والضعفاء. من ذلك: الفث والدعاع والهبيد والقرامة والقرة والعسوم ومنقع البرم والقصيد والقد والحيات.
وجاء في اللسان أيضاً:
والدُّعاعةُ: نملة سوداء ذات جناحين شبهت بتلك الحبة، والجمع الدُّعاع. ورجل دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يجمع الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قال أَبو منصور: هما حبتان بريتان إذا جاع البدويّ في القَحط دقَّهما وعجنهما واختبزهما وأَكلهما.
وفي حديث قُس: ذات دَعادِعَ وزَعازِعَ؛ الدَّعادِعُ: جمع دَعْدَعٍ وهي الأَرض الجَرْداء التي لا نبات بها؛ وروي عن المُؤرّج بيت طرفة بالدال المهملة:
وعَذارِيكـمْ مُـقَـلِّـصةٌ في دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ
وفسر الدُّعاع ما بين النخلتين، وكذا وجد بخط شمر بالدال، رواية عن ابن الأَعرابي، قال: والدُّعاعُ متفرّق النخل، والدُّعاع النخل المتفرّق.
وفي تاج العروس:
والدُّعاعُ: نَمْلٌ سُودٌ بجَنَاحَيْن عن ابنِ دُرَيْدٍ. وقال غَيْرُه: تُشَاكِلُ الحَبَّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دُعَاعٌ، الوَاحِدَةُ بهَاءٍ. والدُّعَاعُ: حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَة مِثْل الفَثِّ قالَ اللَّيْثُ: أَسْوَدُ كالشِّينِيزِ يَأْكُلُه فُقَراءُ البَادِيَةِ إِذا أَجْدَبُوا. وقَوْلُه يُخْتَبَزُ مِنْهُ، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِيّ. قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ في قَصيدَةٍ:
أُجُدٌ كالأَتان، لَمْ ترتَعِ الْفَثَّ ولم يُنْتَقَلْ عليهَا الدُّعَـاعُ
قال: هما حَبَّتان برِّيَّتان، إِذا جاع البدوي في القحط دقَّهما، وعجَنَهما، واخْتَبَزهما، وأَكلَهُمَا. والأَتَانُ ها هنا: صَخْرَةُ الماءِ. وقال غيره: الدُّعَاعَةُ: عُشْبَةٌ تُطْحَن وتُخْبز، وهيَ ذاتُ قُضُبٍ وَوَرَقٍ متَسَطِّحة النِّبْتَة، ومنبتُهَا الصحارَى والسَّهْلُ، وجنَاتُها حبةٌ سَوْدَاءُ، والجَمْع دُعاعٌ.
وقال أَبو حَنيفةَ: الدُّعَاعُ: بَقْلَةٌ يخرج فيها حَب يَتَسَطَّحُ على الأَرْض تسطُّحاً، لا يَذْهَب صُعُداً، فإِذا يَبسَتْ جَمَعَ الناسُ يَابِسَها، ثُمَّ دَقُّوهُ، ثُمَّ ذَرُّوهُ، ثمّ اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ حَبّاً أَسْوَدَ يَمْلَؤُونَ مِنْهُ الغَرَائِرَ. والدَّعَّاع، كشَدَّادٍ: جامِعُه، كما يُقَالُ: رَجُلٌ فَثَّاثٌ، لِمَنْ يَجْمَعُ الفَثَّ.
وفي المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده:
والدُّعاعَةُ: عُشبة تُطحن وتُخبز، وهي ذات قُضُبٍ وورق، متسطحة النبتة، ومنبتها السهل والصحارى، وجنانها حبة سوداء، والجمع دُعاع. قال أبو حنيفة: الدُّعاع: بقلة: تخرج، فيها حب، تسطح على الأرض تسطحا، لا تذهب صعدا، فإذا يبست جمع الناس يابسها، ثم دقوه، ثم ذروه، ثم استخرجوا منه حبا اسود، يملئون منه الغرائر.
والدُّعاعَة: نملة ذات جناحين، شبهت بتلك الحبة.
وفي كتاب العين في اللغة للخليل ابن أحمد:
والرَّاعي يُدَعْدِعُ بالغَنمِ: إذا قال لها: “داع داع” فإن شئِتَ جَرَرْتَ ونَوَّنْتَ، وإنْ شِئتَ على وهم الوقف .
والدُّعَاعَةُ: حَبَّةٌ سوداء، تأكلها بنو فَزازةَ، وتُجْمَعُ الدُّعاع، والدُّعَاعَةُ: نَمْلَةٌ ذاتُ جنَاحَين شُبِّهَتْ بتلك الحبَّة.
وفي تاج العروس أيضاً:
“الفَثُّ: نَبْتٌ يُخْتَبَزُ”، بالخاءِ المعجمة والزّاى، هكذا في سائر النسخ، ومثله في اللسانِ والصّحاحِ والمُحْكَم، إِلاّ ما شَذّ في بعضها: يُخْتَبَى، بالخاءِ المعجمة والياءِ، أَي يُدَّخَر ويُكْنَز، وأَيَّدَه شيخُنا بما حكاه ابنُ خُزَيمة عن بعضِ الَأعراب، والذين في الصّحَاح والمحكم واللِّسان: نَبْتٌ يُخْتَبَزُ “حَبُّه” ويُؤْكَلُ “في الجَدْبِ”، وتكون خُبْرَتُه غَلِيظَةً شَبيهَةً بخُبْزِ المَلَّةِ، قال أَبو دَهْبَلٍ:
حِرْمِيَّة لم تَخْتَبِزْ أُمُّـهـا فَثّاً ولَمْ تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجَا
وروى ابن الأعرابيّ: الفَثُّ: حَبُّ يُشْبِه الجَاوَرْسَ، يُخْتَبَزُ ويُؤْكَلُ. قال أَبو منصور: وهو حَبٌّ بَرِّىٌّ تأْخُذه الأَعرابُ في المَجَاعَاتِ فيَدُقُّونه وَيخْتَبِزُونَه، وهو غذاءٌ رَدِى ءٌ، وربما تبَلَّغُوا به أَيّاماً، قال الطِّرِمَّاح:
لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعَاعَ ولَمْ تَجْنِ هَبِيداً يَجْنِيهِ مُهْتَبِدُه
الفَثُّ أَيضاً: “شَجَرُ الحَنْظَلِ” هكَذَا في سائر النسخ، وهو خطأٌ، والصَّوَابُ: شَحْمُ الحَنْظَلِ، وهو الهَبِيدُ. نقله الصاغانيّ. وفي التّهذيب: قرأْتُ بخَطّ شَمِرٍ: الفَثُّ: حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَّةٍ. وقيل: الفَثُّ: من نَجِيلِ السِّبَاخِ، وهو من الحُمُوضِ يُخْتَبَز، واحدتُه فَثَّةٌ، عن ثعلب. وقال ابن الأعرابيّ: هو بَزْرُ النَّبَات، وأَنشد:
عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ وإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعَـا
وفي كتاب المخصص لابن سيده:
والدُعاع والفَثّ – بقلتان يخرج فيهما حبّ أسود كالشِينيز (الشينيز هو الحبة السوداء أو حبة البركة) يُختبز ويعتضد ورقه قريب من ورق الهِندباء وتظهر البرعومة من وسطها في أول نباتها.

وكتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي:
وقال بقراط: يداوى كل عليل بعقاقير أرضه فإن الطبيعة تنزع إلى غذائها.
ومما يؤكد ذلك قول أعرابي وقد مرض بالحضرة فقال له قائل: ما تشتهي? قال: محضاً روياً وضباً مشوياً.
وحدث عن بعض بني هاشم قال: قلت لأعرابي: من أين أقبلت? قال: من هذه البادية! قلت: وأين تسكن منها? فقال: مساقط الحمى حمى ضرية لعمر الله ما نريد بها بدلاً ولا نبغي عنها حولاً نفحتها العذاوات وحفّتها الفلوات فلا يعلولج ترابها ولا يتمعّر جنابها ولا يملولح ماؤها، ليس بها أذىً ولا قذىً ولا موم، فنحن فيها بأرفه عيش وأنعم معيشة وأرغد نعمة. قلت: فما طعامكم? قال: بخ بخ عيشنا عيش تعلل جاذبه وطعامنا أطيب طعام وأهنأه وأمرأه الفثّ والهبيد والصليب والعنكث والعلهز والذآنين والينمة والعراجين والحسلة والضِّباب واليرابيع والقنافذ والحيات وربما والله أكلنا القدّ واشتوينا الجلد فما نعلم أحداً أخصب منا عيشاً ولا أرخى بالاً ولا أعمر حالاً، أو ما سمعت قول شاعر وكان والله بصيراً برقيق العيش ولذيذه? قلت: وما قال? قال قوله:
إذا ما أصبنـا كـل يومٍ مـذيقةً وخمس تمـيراتٍ صغارٍ كوانز
فنحن ملوك الناس خصباً ونعمة ونحن أسود الناس عند الهزاهز
وكم متمنٍّ عيشـنـا لا ينـالـه ولو نالـه أضحى به حقّ فـائز
فالحمد لله على ما بسط من حسن الدعه ورزق من السعة وإياه نسأل تمام النعمة.
وقيل لأعرابي: كيف تصنع بالبادية إذا انتصف النهار وانتعل كل شيء ظله? فقال: وهل العيش إلا ذاك? يمشي أحدنا ميلاً فيرفضّ عرقاً كأنه الجمان، ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه وتقبل عليه الرياح من كل جانب فكأنه في إيوان كسرى.