النصي نبات معمر من الفصيلة النجيلية Gramineae يرتفع إلى 40 سم عن سطح الأرض وهو من أفضل مراعي الإبل والغنم وقد اهتم به العرب وسموه بعد أسماء وأوصاف تنطبق على كل مرحلة من نموه فهو رِقَةُ في أوّل ُ نباتِه ونَصيُّ مادام رطباً وطريفٌ إذا ابيض وحَلِيُّ إذا ضخم ويبس ودويل إذا جف وتقادم بحث لا يحمد في المرعى، والمشبّه إذا اصفر والأرض السهلة التي تنبته تسمى الباعجة، أما قضبان النصي فهي سُماليخ، والـجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم، والعُنْفُوة أيضاً يبِـيس النَّصيّ،أما الأرضُ المُسْتَوِيَةُ اللَّيِّنُة التي يُنْبِتُ النَّصِيَّ فهي السَّرْدَحُ.
النصيُّ ينبت بعد سقوط الأمطار من أرومة وهو عيدان كثيفة تنبت مرتفعة للأعلى بلون أخضر مصفر مادام رطباً فإذا جف ابيض وعيدانه قصب به عقلتان أو ثلاث وسمك قصبة 2مم، تخرج من عيدان النصي أوراق يصل طولها 10سم، ويزهر فيما بين شهري مارس ومايو. أما منابت النصي فهي السهول الرملية الدمثة.
ينتشر النصي في الجزيرة العربية وسوريا ومصر وفلسطين والأردن ومصر وجميع دول شمال أفريقيا بالإضافة إلى موريتانيا والنوبة. وفي أوربا دول البلقان والدول التي تقع شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، وقبرص وتركيا وإيران وأفغانستان وغرب باكستان وشمال غربي الهند ودول القوقاز وآسيا الوسطى وغرب التبت.
جاء في اللسان:
والنَّصِيُّ: ضَرْب من الطَّريفةِ ما دام رَطْباً، واحدتُهُ نَصِيَّةٌ، والـجمع أَنْصاء، وأَناصٍ جمعُ الـجمع؛ قال:
تَرْعى أَناصٍ مِنْ حرير الـحَمْضِ
وروي أَناضٍ، وهو مذكور فـي موضعه. قال ابن سيده: وقال لـي أَبو العلاء لا يكون أَناضٍ لأَنّ مَنْبِتَ النصيِّ غير منبت الـحمض. وأَنْصَتِ الأَرضُ: كثر نَصِيُّها. غيره: النَّصِيُّ نَبت معروف، يقال له نَصِيٌّ ما دام رَطباً، فإِذا ابْـيضَّ فهو الطَّريفة، فإِذا ضَخُمَ ويَبِس فهو الـحَلِـيُّ؛ قال الشاعر:
لَقَدْ لَقِـيَتْ خَيْلٌ بِجَنْبَـيْ بُوانةٍ نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما
وقال الراجز:
نَـحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والـحَلِـيِّ
وفـي الـحديث: رأَيتُ قُبورَ الشُّهَداء جُثاً قد نَبَتَ علـيها النَّصِيُّ؛ هو نَبْتٌ سَبْطٌ أَبْـيضُ ناعِمٌ من أَفضل الـمَرْعى.
وجاء في اللسان:
والباعِجَة: أَرْضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ؛ وقـيل: الباعِجَةُ آخر الرَّمْلِ، والسُّهولَةُ إِلـى القُفِّ. والبَوَاعِجُ: أَماكِنُ فـي الرَّمل تَسْتَرِقُّ، فإِذا نبت فـيها النَّصِيُّ كان أَرَ قَّ له وأَطيبَ؛ وقال الشاعر يصف فرساً:
فأَنَى له بالصَّيْفِ ظِلٌّ باردٌ، ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَـحْضٌ مُنْقَعُ
وبَعَجَهُ الأَمْرُ: حَزَبَه.
وفي اللسان أيضاً:
والـمُشَبَّهُ: الـمُصْفَرُّ من النَّصِيِّ.
وفي اللسان:
والشَّعارُ: مكان ذو شجر. والشَّعارُ: كثرة الشجر. وقال الأَزهريّ: فـيه لغتان شِعَار وشَعَار فـي كثرة الشجر. ورَوْضَة شَعْراء: كثـيرة الشجر. ورملة شَعْرَاء: تنبت النَّصِيَّ.
وفي اللسان أيضاً:
وغَمِل النبتُ غَمَلاً: فسد. والغَمِيل من النَّصِيّ: ما ركب بعضه بعضاً فبلـي، والـجمع غَمْلـى؛ قال الراعي:
وغَمْلـى نَصِيّ بالـمِتانِ، كأَنَّها ثَعالِب مَوْتـى، جلدُها قد تَزَلَّعا
وتَغَمَّل النبات: ركب بعضه بعضاً. ويقال: غَمِل النبت يَغْمَل غَمَلاً إِذا التف وغمَّ بعضه بعضاً فعَفِن.
وفي اللسان:
والطَّريفةُ: ضَرب من الكلإِ؛ وقـيل: هو النَّصِيُّ إِذا يَبِسَ وابْـيَضَّ، وقـيل: الطَّريفةُ الصِّلِّـيانُ وجميع أَنواعهما إِذا اعْتَمَّا وتَمَّا، وقـيل: الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه الـمالُ فـيرعاه، كائناً ما كان، وسميت طريفة لأَن الـمالَ يَطَّرِفُه إِذا لـم يجد بقلاً. وقـيل: سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتَطَراف الـمال إِياها. وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طريفتها.
وفي اللسان:
سبد السَّبَدُ ما يطلع من رؤوس النبات قبل أَن ينتشر والـجمع أَسباد؛ قال الطرماح:
أَو كأَسبادِ النَّصِيَّةِ لـم تَـجْتَدِلْ فـي حاجر مُسْتَنامْ
وقد سَبَّدَ النباتُ.
يقال بأَرض بنـي فلان أَسبادٌ أَي بقايا من نبت واحدها سَبَدٌ؛ وقال لبـيد:
سَبَداً من التَّنُّومِ يَخْبِطُه النَّدَى ونَوادراً من حَنْظلٍ خُطْبَانِ
وفي اللسان أيضاً:
سُمْلُوخ النَّصِيِّ ما تنتزعه من قُضْبانه الرَّخْصة؛ وقال النصر صُمْلُوخ الأُذُنِ سُمْلُوخُها وَسَخها وما يخرج من قشورها؛ سَمالـيخُ النَّصِيِّ أَماصِيخُه وهو ما تَنْزِعُه منه مثلَ القضيب.
وجاء أيضاً في اللسان:
واكْتَسَى النَّصِيُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبـي حنـيفة. واكْتَسَتِ الأَرضُ: تمَّ نباتُها والتفَّ حتـى كأَنَّها لَبسته.
وفي اللسان:
وفـي حديث أَبـي ذرّ وعنده امرأَة سَحْماء أَي سوداء وقد سمي بها النساء ومنه شَرِيكُ بن سَحْماء صاحب اللعان؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك وهو مـما تبالِغُ به العرب فـي صفة النَّصِيّ كما يقولون صِلِّـيانٌ جَعْدٌ
وبُهْمَى صَمْعاء فـيبالغون بهما.
وفي اللسان أيضاً:
قال حسانبن ثابت:
إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّر لونُه شَمَطاً فأَصبح كالثَّغام الـمُـمْـحلِ
وقال الدِّينَورِي: الثَّغام حَلِـيُّ الـجَبل يكون أَبـيضَ. قال أَبو حنـيفة: الثَّغام أَرقُّ من الـحَلِـيِّ وأَدقُّ وأَضعف، وهو يُشْبِهه، ونَبْتُه نَبْت النَّصِيّ ما دام رَطْباً، فإذا يَبِس ابْـيضَّ ابْـيِضاضاً شديداً فشبِّه الشَّيْب به، واحدته ثَغامة، وأَثْغِماء اسم للـجمع.
وجاء أيضاً في اللسان:
قال أَبو عبـيد السَّبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً فإِذا يَبِس فهو الـحَلِـيُّ؛ ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً:
بَـيْنَ النهارِ وبـين اللـيْلِ مِن عَقَدٍ علـى جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ
وقال فـيه العجّاج:
أَجْرَدُ يَنْفِـي عُذَرَ الأَسْباطِ
ابن سيده السبَطُ الرَّطْبُ من الـحَلِـيِّ وهو من نباتِ الرمل
وقال أَبو حنـيفة قال أَبو زياد السَّبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ فـي السماء دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم ولـيس له زهرة ولا شَوك وله ورق دِقاق علـى قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال وأَخبرنـي أَعرابـي من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ والناس يستـخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً واحدته سبَطةٌ وجمع السبَطِ أَسْباطٌ
وفي اللسان:
والصَّمْلُوخُ: أُمْصُوخُ النَّصِيِّ، وهو ما ينتزع منه مثل القضيب، حكاه أَبو حنـيفة؛ والعرب تقول لأَصل النَّصِيِّ والصِّلِّـيانِ من الورق الرقـيق إِذا يبس: صملوخ، والـجمع الصمالـيخ؛ قال الطرمَّاح:
سماوِيَّةٌ زُغْبٌ، كأَنّ شكِيرَها صَمالِـيخُ مَعْهُودِ النَّصِيِّ الـمُـجَلَّـخِ
وهو ما رقَّ من نبات أُصولها.
وفي اللسان:
والـحَلِـيُّ: ما إِبـيضَّ من يَبِـيسِ السَّبَطِ والنَّصِيِّ، واحدته حَلِـيَّةٌ؛ قال:
لـما رأَتْ حَلِـيلَتـي عَيْنَـيَّهْ، ولِـمَّتِـي كأَنَّها حَلِـيَّهْ
التهذيب: والـحَلِـيُّ نابت بعَيْنه، وهو من خير مراتع أَهل البادية للنَّعَم والـخيل، وإِذا ظهرت ثمرته أَشبه الزرع إِذا أَسبل؛ وقال اللـيث: هو كل نبت يشبه نبات الزرع؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ إِنما الـحَلِـيُّ اسم نبت بعينه ولا يشبهه شيء من الكلإِ. الـجوهري: الـحَلِـيُّ علـى فَعيل يبـيس النَّصِيِّ، والـجمع أَحْلِـية؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:
نَـحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ، ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والـحَلِـيِّ
وفي اللسان أيضاً:
والدَّوِيلُ: النَّبْتُ العامِيُّ الـيابس، وخصّ بعضهم به يَبِـيسَ النَّصِيِّ والسَّبَط؛ قال الرَّاعي:
شَهْرَيْ رَبِـيعٍ لا تَذُوقُ لَبُونُهم إِلا حُموضاً وخْمَةً ودَوِيلا
وهو فَعِيل. أَبو زيد: الكَلأُ الدَّوِيل الذي أَتت علـيه سَنتانِ فهو لا خير فـيه.
وجاء أيضاً في اللسان:
ابن الأَعرابـي: عُقارُ الكلإِ البُهْمى؛ كلُّ دار لا يكون فـيها بُهْمى فلا خير فـي رعيها إِلا أَن يكون فـيها طريفة، وهي النَّصِيّ والصِّلِّـيان. وقال مرة:
العُقارُ جميع الـيبـيس. ويقال: عُقِرَ كلأُ هذه الأَرض إِذا أُكِلَ. وقد أَعْقَرْتُكَ كلأَ موضعِ كذا فاعْقِرْه أَي كُلْه. وفـي الـحديث: أَنه أَقطع حُصَيْنَ بن مُشَمّت ناحية كذا، واشترط علـيه أَن لا يَعْقِرَ مرعاها أَي لا يَقْطعَ شجرها.
وفي اللسان:
والـجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بلغت نصف شهر فملأَت الفم. واسْتَـجَمَّتِ الأَرضُ: خرج نبتها. والـجَمِيمُ: النبت الذي طال بعضَ الطُّول ولـم يَتِمَّ؛ ويقال: فـي الأَرض جَمِيمٌ حسَنُ النبت قد غَطَّى الأَرضَ ولـم يَتِمَّ بَعْدُ. ابن شميل: جَمَّـمَتِ الأَرضُ تَـجْمِيماً إِذا وفـى جَمِيمُها، وجَمَّـمَ النَّصِيُّ والصِّلِّـيانُ إِذا صار لهما جُمَّةٌ. وفـي حديث خُزيمة: اجْتاحَت جَمِيمَ الـيَبِـيس؛ الـجَمِيمُ: نبت يطول حتـى يصير مثل جُمَّة الشعر.
والـجُمَّةُ، بالضم: مُـجْتَمَعُ شعر الرأْس وهي أَكثر من الوَفْرَةِ.
وفي اللسان:
قال أَبو منصور: الكَـلَأُ يجمع النَّصِيَّ والصِّلِّـيانَ والـحَلـمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُروبَ العُرَا، كلُّها داخـلة فـي الكَـلَإِ، وكذلك العُشْب والبَقْل وما أَشبهها. وكَـلَأَت الناقةُ وأَكْلأَتْ: أَكَلَت الكَـلَأَ.
وفي اللسان:
والـجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ فـي الصَّيف. الأَزهري: الـجَنْبةُ اسم واحد لنُبُوتٍ كثـيرة، وهي كلها عُرْوةٌ، سُمّيت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التـي لا أَرُومَة لها فـي الأَرض؛ فمِنَ الـجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّـيانُ والـحَماطُ والـمَكْرُ والـجَدْرُ والدَّهْماءُ صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول
وفي اللسان:
وظَفَّرَت الأَرضُ: أَخْرَجت من النبات ما يمكن احتفاره بالظُّفْرِ. وظَفَّرَ العَرْفَجُ والأَرْطى: خرج منه شِبهُ الأَظفار وذلك حين يُخَوِّصُ. وظَفَّرَ البَقْلُ: خرج كأَنه أَظْفارُ الطائر. وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصِّلِّـيَانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إِذا خرج له عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ، وهي خُوصَةٌ تَنْدُرُ منه فـيها نَوْرٌ أَغبر.
وفي اللسان:
والعُنْفُوة: يبِـيس النَّصيّ وهو قطعة من الـحَلـيّ.
وفي القاموس المحيط:
السَّرْدَحُ: الأرضُ المُسْتَوِيَةُ، والمكانُ اللَّيِّنُ يُنْبِتُ النَّصِيَّ.
وفي القاموس المحيط:
والرِقَةُ، كعِدَةٍ: أوّلُ نباتِ النَّصِيِّ والصِلّيانِ، والأرضُ التي يُصِيبُها المَطَرُ في الصَّفَرِيَّةِ، أو في القَيْظِ فَتُنْبِتُ، فتكونُ خَضْراءَ.
وفي كتاب العين:
والنَّصِيُّ: نبات من أفضل المراعي، الواحدة نَصيَّةٌ وَرَقه كورق الزرع شديد السُّبُوطة.
وفي تاج العروس:
وقال أَبو حَنيفة: العَوْزَرُ: نَصِيُّ الجَبَلِ، قال: كذا نسميه، وأَهلُ نَجْدٍ يُسَمُّونَه النَّصِيَّ، هٰكذا أَوْرَدَه الصاغانِيُّ.
وفي التاج أيضاً:
والبَاعِجَةُ: أَرضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ. وقيل: البَاعِجَةُ: آخِرُ الرَّمْلِ، والسُّهُولَةُ إِلى القُفّ.
والبَوَاعِجُ: أَماكِنُ في الرَّمْلِ تَسْتَرِقُّ، فإِذا نَبَتَ فيها النَّصِيُّ كانُ أَرقَّ له وأَطْيَبَ، وقال الشاعِرُ يَصِف فَرَساً:
فَأَنَى له بالصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ
وفي التاج:
ويقال: نزلْنا دَارَةً من دارَاتِ العَرَب؛ وهي أَرضٌ سَهْلَةَ تُحِيط بها جِبالٌ، كما في الأَساس.
وداراتُ العَرَبِ كلّها سُهُولٌ بِيضٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ وما طابَ رِيحُه من النَّبَات.