تعتبر حية الفئران من عائلة الأحناش (Colubridae) الكبيرة التي ينتمي إليها أكثر من 1500 نوع في العالم وهي من الحيات الغير مؤذية وعدد قليل جداً منها سام لكن غير خطر.
حية الفئران حية غير سامة لها أنياب خلفية في الفك العلوي لكنها لا تحمل أي سم، وتتغذى على الفئران والحشرات والزواحف الصغيرة، لذلك فهي مفيدة للإنسان إذ تحد من ازدياد الفئران وتعمل في إطار التوازن البيئي ولا تؤذي الإنسان ولا داعي لقتلها.
وحية الفئران كانت قديماً تعيش في البيوت القديمة مع الإنسان وهي تخرج نهاراً للصيد والعينة المصورة اصطيدت في منطقة الجديليات السبخة نهاراً في بداية الصيف في منتصف الشهر الخامس وبعد أسبوع وضعت ثمان بيضات أكبر من بيض الحمام وأصغر قليلاً من بيض الدجاج.
تظل الحيات عموماً في مخابئها طوال فترة الشتاء بدون طعام فهي من ذوات الدم البارد التي لا تتحمل برودة الجو ولا تنشط إلا عند ارتفاع درجة حرارة جسمها التي تستمدها من حرارة الجو وتخرج في أول فصل الصيف للتشمس والتزاوج ثم بعد ذلك تبدأ بالصيد للغذاء ولتخزين الطاقة في جسمها لفترة الشتاء. وفي فترة الصيف تسلخ جلدها أول خروجها وتسلخ جلدها في آخر الصيف.
الحيات:
لغةً: الحيةُ اسم عام يندرج تحته الثعبان الذي يعتبر الكبير والضخم من الحيات بينما كلمة الأفعى تطلق على صنف من الحيات سام جداً ضخم الرأس دقيق الرقبة قد تنبت له قرون جلدية (أم جنيب) وجميع هذه الصفات تنطبق على رتبة الأفاعي (Viperidae).
يوجد على مستوى العالم ما يربو على 2500 نوع من الحيات تتواجد في الأغلب في المناطق المدارية الدافئة من العالم تتوزع هذه الحيات على 15 عائلة، الأنواع السامة منها هي فقط 400 حية على مستوى العالم، الخطرة منها على حياة الإنسان أقل من 100 حية.
في استراليا فقط، يزيد عدد الحيات السامة عن الحيات الغير سامة، ولكن بالطبع ليس كل عضاتها سامة وقاتلة.
الحيات هي زواحف توصف بأنها من ذوات الدم البارد، فحرارة جسمها متغيرة حسب الجو المحيط بها وهي تفضل درجة حرارة مابين 25 إلى 30 درجة مئوية، لذلك تنتقل من مكان لآخر كالدخول تحت الصخور أو في الظل أو في الشمس أو في الجحور وذلك للمحافظة على حرارة جسمها. وفي الأوقات الباردة لا تخرج الحية من جحرها أما في البلدان الباردة فإنها تدخل في البيات الشتوي.
تتميز الحيات عن باقي الزواحف بأنه لا يوجد جفون حول عينيها ولكن يوجد غشاء شفاف فقط يغطي عيونها. وفي أسفل بطنها يوجد صف واحد من القشور يغطي بطنها، بينما الزواحف الأخرى يوجد أسفل بطنها عدة صفوف من القشور. وعظام فكي الحية غير متصلين ببعض مما يساعدها على توسيع فمها لبلع فرائسها.
تتفاوت أطوال الحيات من 15 سم إلى 10 أمتار لكن أغلب الحيات تكون ما بين المتر والمترين، ويعتبر ثعبان الأناكوندا الأخضر (Green Anaconda (Eunectes murinus من أطول وأضخم الأفاعي، وكذلك ثعبان البايثون Reticulated (Python (Python reticulatus من أطولها وهو أقل حجماً من الأناكوندا الخضراء. وتكون سماكة الجسم حسب البيئة التي تعيش فيها الحية، فالحيات النحيفة جداً تتسلق الأشجار ويكون ذيلها طويلاً لتتشبث بالأغصان، بينما الحيات الغليظة تعيش على الأرض وتتبع في صيدها سياسة التوقف وترقب الصيد يأتيها، ويكون ذيلها قصير. وهناك كذلك الحيات البحرية التي تعتبر من أقوي الحيات سمية، إذ أنَّ سميتها تفوق عشرة أضعاف سمية الحية البرية.
يغطي جسم الحيات قشور، وتستخدم القشور التي تغطي رأس الحية في تمييز بعضها عن بعض وكذلك عدد القشور التي تغطي ظهر الحية تساعدنا في تمييز الأنواع عن بعضها البعض. وتملك أغلب الحيات، ومن ضمنها الحيات الغير سامة، زوج من الأنياب الخلفية، وبعضها تكون أنيابها أمامية، كالأفعى (أم جنيب) وهذه الأنياب الأمامية غير ثابتة فهي تتحرك إلى الأمام عند العض، وتنثني إلى الخلف في الوضع العادي وتوجد خلف هذه الأنياب أنياب أخرى إضافية، تنمو عند سقوط أو خلع هذه الأنياب الأمامية لتسريع تعويض الأفعى بأنياب جديدة لتستمر في القدرة على صيد فرائسها.
يغطي جسم الحية التي تعيش في الجحور قشور ناعمة مما يجعلها لامعة، بينما الحيات التي تعيش في المناطق الطينية والمستنقعات يغطي جسمها قشور خشنة بغض النظر عن عائلة أو فصيلة الحية التي تنتمي إليها.
الحيات عادة ما تسلخ جلدها مرتين في السنة الأولى في بداية الصيف والثانية في نهاية الخريف، والصغار يكبرون بسرعة مما يستدعي سلخ الجلد أكثر من مرتين في السنة. عندما يحين الوقت لسلخ الحية جلدها تبدأ بحك خطمها، (مقدمة وجهها) بالأجسام الخشنة كالصخور وجذوع النباتات، وحينما ينشق الجلد من وجهها تبدأ بالانزلاق والخروج منه بحيث يكون باطن الجلد إلى الخارج. الجلد المنسلخ يبدو شبه شفاف بعد خروج الحية منه ويظهر جلدها الجديد أكثر تلوناً ولمعاناً من جلدها القديم.
للحيات حواس كباقي الحيوانات لكن يوجد عندها حواس إضافية، فبالرغم من أن لها حاسة البصر والسمع لكنها ضعيفة، يوجد عندها في لسانها المشقوق حاسة الشم فهي تخرج لسانها وقد تلمس به بعض الأشياء ثم تدخله في فمها وتقوم بإدخال طرفي شقي اللسان في تجويفين بأعلى الحلق، التجويفان متصلان مباشرة بالمخ تعرف من خلالهما الرائحة التي أمامها. بالرغم من أن الحية تستطيع الشم من أنفها، إلا أن التجويفين يعززان من حاسة الشم لديها.
هناك ثلاثة فصائل من الحيات البوا (Boa) والبايثون (Python) والأفعى (Pit Viper) التي يوجد لبعضهم حاسة إضافية، هي عبارة عن نتوءات حرارية تستطيع من خلالها الاستشعار بحرارة أجسام الحيوانات التي أمامها، ومن ثم تحديد أماكنها.
يوجد لهذه الحيات عدة نتوءات حرارية متوضعات على جانبي الفك العلوي فوق الشفة العليا مباشرة تستطيع الحية من خلالهما تحديد مكان الحيوان بدقة في أشد الظلام حلكة، بالاستعانة فقط بهذه النتوءات الحرارية. يتم من خلال النتوءات قياس بعد الحيوان والاتجاه الذي هو فيه لتحديد مكانه بدقة ثم الانقضاض عليه.
جميع الحيات تبتلع فرائسها ابتلاعاً وذلك بسبب أنها لا تمتلك أطراف تساعدها بالإمساك بالفريسة لتقطيعها ثم أكلها، وعند ابتلاعها للفريسة تنفصل عظام الفك العلوية عن السفلية لتوسيع مجرى الفم، وتمدد عضلات الفك التي تكون مرنة بعض الشىء، ثم تستخدم عضلات الفم لابتلاع الفريسة التي قد تكون أكبر من قطر فمها.
تتغذى الحيات على القوارض والبرمائيات والثديات والزواحف بأنواعها، والكبيرة منها تستطيع ابتلاع الغزلان الصغيرة والأرانب وحتى التماسيح، وبعضها يتخصص في أكل الحيات الأخرى.
توجد عدة أساليب في الصيد فبعض الأنواع تبتلع الفريسة وهي حية بينما الحيات من فصيلة البوا (Boa) والبايثون (Python) تعصر فريستها بدون سحقتها وذلك بلف نفسها حول الفريسة بعدة لفات حتى تختنق الفريسة وتموت ومن ثم تبتلعها وهي ميتة. الأنواع السامة من الحيات تلسع الفريسة تم تتركها تهرب لتموت بعد ذلك ومن ثم تتبعها بواسطة شم أثرها حتى تصل إليها لبلعها وهي ميتة.
للحيات أعداء كُثُر كالورل والثعلب والقطط البرية والعقبان والظربان، ولتجنب أعدائها تستخدم طريقة التخفي وهي أن تكون ألوانها قريبة الشبه من البيئة التي تعيش فيها، فالصحراوية لونها يكون بلون الرمل بينما التي تعيش في الغابات تكون بنية وخضراء بألوان الأشجار والنباتات. وتكون الخطوط التي على ظهرها تخفي اتجاه تحركها هل هو للأمام أم الخلف لخداع مفترسيها.
حينما تتعرض الحية للخطر تستخدم عدة وسائل للدفاع عن نفسها، فهي قد تهاجم وتعض، أو تتفخ جسمها لتوهم أنها أكبر من حجمها لإخافة الأعداء، أو تفرك قشور جسمها لإصدار صوت الكشيش لإفزاع عدوها، وبعضها يلف نفسه بعدة لفات ليخفي رأسه ويخرج ذيله لإيهام المفترس أن ذيله هو رأسه، وهناك من ينقلب على ظهره ويدلع لسانه ويخرج رائحة كريهة ليتظاهر بالموت، وهناك من يفح من فمه لإخافة أعدائه.
أغلب الحيات تتكاثر بواسطة وضع البيض، الذي يكون لين بعض الشيء وبه ماء يمتصه الجنين داخل البيضة وهو ينمو. تترك الأنثى بيضها في مكان معزول به بعض الدفء ثم ينتهي دورها بعد ذلك. يفقس البيض بعد فترة تعتمد على درجة الحرارة قد تصل إلى ثلاثة أشهر. تتميز الحيات من فصيلة البايثون (Python) من رتبة البُوَادي (Boidae) عن غيرها من الحيات بأنها تحضن بيضها بالالتفاف حوله على شكل دوائر حلزونية إلى حين يفقس، بينما الحيات من فصيلة البوا (Boa) تلد ولا تبيض حيث تحمل الجنين داخل جسمها بدون غلاف البيضة الصلب وتلده بعد ذلك كامل النمو. أنواع الحيات التي تلد، هي التي تجد صعوبة في وضع البيض، كالحيات التي تعيش على الأشجار حيث من الصعب النزول وترك البيض حيث أنها نادراً ما تنزل إلى الأرض وكذلك الحيات المائية التي ليس لديها استعداد الخروج من الماء فقط من أجل وضع البيض.
يوجد نوع واحد من الحيات الذي لا يوجد منه ذكر فجميعها إناث تبيض بيضاً يفقس فقط عن إناث. هذا النوع نحيف لونه أسود وطوله فقط 15سم، يسمى حية براهمني العمياء، Brahminy blind snake) ،Ramphotyphlops braminus).
الصغار عندهم المقدرة على إطعام أنفسهم بأنفسهم بعد الفقس أو الولادة وبعد أيام يسلخون جلدهم. تسلخ الحية جلدها لتنمو فمعدل النمو بالنسبة للحيات يختلف، فالحيات الصغيرة قد تصل لسن التزاوج بعد سنة من عمرها، بينما الحيات المتوسط الحجم تحتاج من سنتين إلى أربع لتصل لسن التزاوج، والحيات الكبيرة من فصيلة البوا (Boa) والبايثون (Python) تحتاج إلى أربع سنوات أو ربما أكثر لتصل لحجم التكاثر.
يتميز جسم الحيات بأن أجزاءه طولية، هناك رئة واحدة، بينما الكلية اليسرى تكون خلف الكلية اليمنى، عمودها الفقري يتكون من 160 إلى 400 فقرة توزيع هذه الفقرات وارتباطها بالعضلات يعطيها مرونة كبيرة، يرتكز على كل فقرة ضلع يغلف الأعضاء لجسم الحية. ولجميع الزواحف عموماً كالحيات والضبان والعظايا والورلان زوجان من الأعضاء التناسلية، فللذكر من الحيات عضو ذكري أصله واحد ويتركب من شقين كل شق به تجويف لنقل الحيوانات المنوية، وعند التزاوج يستخدم الذكر أحدهما، وللأنثى أيضاً زوج من المبايض تستخدم أحدهما عند التزاوج.
ولمعرفة الذكر من الأنثى هناك ثلاثة طرق، وهذه الطرق تشمل جميع الزواحف ولكل نوع طبعاً خصوصية تعرف بالخبرة: الأولى بالنظر إلى ما حول فتحة المجمع فبالنسبة للذكر عموماً هناك يوجد انتفاخ أو يكون المكان أعرض من ما هو موجود للأنثى. الطريقة الثانية أن تضغط بشكل دوائر مبتدأً من الذيل باتجاه فتحة المجمع وتزيد الضغط تدريجياً فإذا كان ذكراً خرج عضواه من فتحة المجمع. الطريقة الثالثة هي باستخدام قضيب معدني أو بلاستيكي غير حاد ولا مدبب يكون قطره ربع فتحة المجمع ويدهن بأي مادة مرطبة غير سامة ويدخل القضيب في فتحة المجمع إلى أن يقف، بالنسبة للذكر فالقضيب يدخل نصف المسافة التي يدخلها القضيب في الأنثى، مع ملاحظة الرفق في ذلك وعدم إيذاء الحيوان.
تخرج الحيات عند نهاية الشتاء ودخول الجو الدافئ وعند خروجها تكون بداية غير نشطة إلى تكتسب حرارة كافية بعدها تكون هناك فترة التزاوج وسلخ الجلد، بعد هذه الفترة تصيد الحية فرائسها لمدة أربعة أشهر أو أكثر بعدها تسلخ جلدها ثانية وتبيض الأنثى أو تلد وتستعد للمكوث في جحورها بعد دخول البرد ثانيةً. فترة فقس البيض تعتمد درجة حرارة الجو وعلى نوع الحية لكن تقديراً تكون من شهران إلى ثمانية أشهر.
الصورة التالية تبين شكلها وهي تزحف وترتفع قليلاً عن الأرض.
جاء في القاموس المحيط:
والثُعبانُ: الحَيَّةُ الضَّخْمَةُ الطَّويلَة، أو الذَّكرُ خاصَّةً، أو عامٌّ.
وجاء في اللسان:
والثُّعْبانُ: الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ، الذكرُ خاصّةً.
وقيل: كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ.
والجمع ثَعابينُ.
وقوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} [الأعراف: 107] قال الزجاج: أَراد الكبيرَ من الحَيَّاتِ، فإِن قال قائل: كيف جاء فإِذا هي ثُعْبانٌ مبين. وفي موضع آخر: {تَهْتَزُّ كأَنها جانٌّ}؛ والجانُّ: الصغيرُ من الحيّات.
فالجواب في ذلك: أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظيمِ، واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه.
ونحو ذلك قال الضحاك في تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} وقال قطرب: الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، وهو من أَعظمِ الحَيّات.
وقال شمر: الثُّعبانُ من الحَيّاتِ ضَخْمٌ عظيم أَحمر يَصِيدُ الفأْر.
وقال في اللسان:
وقال شمر في كتاب الحيّات: الأَفْعَى من الحَيّاتِ التي لا تَبْرَحُ، إِنما هي مُتَرَحِّية، وتَرَحِّيها اسْتِدارَتُها على نفسها وتحَوِّيها.
قال أَبو النجم:
زُرْقِ العُيونِ مُتَلَوِّياتِ حَوْلَ أَفاعٍ مُتَحَوِّياتِ
وقال بعضهم: الأَفْعَى حيّة عَرِيضة على الأَرض إِذا مشَت مُتَثَنِّيَةً بثِنيين أَو ثلاثة تمشي بأَثْنائها تلك خَشْناء يَجْرُشُ بعضُها بعضاً، والجَرْشُ الحَكُّ والدَّلْك.
وسئل أَعرابي من بني تميم عن الجَرْش فقال: هو العدْو البَطِيء.
قال: ورَأْسُ الأَفْعَى عريض كأَنه فَلْكة ولها قَرْنانِ.
وقال الليث: الأَفعى لا تنفع منها رُقْية ولا تِرْياقٌ، وهي حَيَّة رَقْشاء دقيقة العُنق عريضةُ الرأْس.
زاد ابن سيده: وربما كانت ذات قَرْنَين، تكون وصفاً واسماً، والاسم أَكثر، والجمع أَفاعٍ.
وجاء في كتاب عجائب المخلوقات والحيوانات لزكريا القزويني (ت 686 هـ):
الأفعى حية قصيرة الذنب من أخبث الحيات، عيناها طولانية مخالفة لصور سائر الحيوانات وحدقتها بارزة كالجراد إذا فقئت عينها تعوض ولا تغمض عينها البتة.
وورد في اللسان:
وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لها لحمتان في رأْسها كأَنهما قَرْنانِ، وأكثر ذلك في الأَفاعي.
الأَصمعي: القَرْناء الحية لأَن لها قرناً؛ قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه:
يُبايِتُه فيها أَحَمُّ، كأَنه إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها
وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وهو مُظْلِمٌ له صَوْتُها: إرْنانُها وزَمالُها
يقول: يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ له مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى، وهو مظلم يعني: الصائد أَنه في ظلمة القُتْرَة؛ وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى:
تَحْكِي له القَرْناءُ، في عِرْزَالِها أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها
قال: أَراد بالقَرْناء الحية.
وتزحف على شكل حرف “S” باللغة الانجليزية.
والعينة التي تم اصطيادها سلخت جلدها وتغير النقش الذي على ظهرها قليلاً. الصورة التالية للحية بعد سلخ جلدها ويرى أن هناك خطاً يبدأ في أعلى الرأس ثم يمتد قليلاً ويتحول إلى بقع، بينما قبل السلخ في الصورة الأولى أعلاه تبدأ البقع من الرقبة ولا تبدأ البقع بخط.
ولتمييز حية الفئران الغير سامة عن غيرها نلاحظ التالي:
1- يجب تمييز القشور التي على جوانب الرأس والعينين وأعلى الرأس.
2- نلاحظ أن الرأس صغير بالمقارنة مع منتصفها العريض، وذيلها نحيف وطويل، بينما الأفعى المقرنة السامة رأسها عريض بشكل مثلث وجسمها غليظ وقصير وذيلها كذلك قصير.
3- يوجد خط أسفل العين يجعل العين مع الخط تظهر بشكل حرف الواو باللغة العربية.
4- يوجد خط مواز للخط الأول خلف العين كما يرى في الصورة التالية.
جاء في اللسان:
كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو صوت جلدها إِذا حكَّت بعضَها ببعض، وقيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، وقيل: الكَشِيشُ للأفعى، وقيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، وقد كَشَّت تَكِشّ، وكَشْكَشَت مثله.
وفي الحديث: “كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا يَدْنو منها أَحدٌ إلا كَشَّت وفتَحَت فاها”.
أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى وهو صوتها من فمها، وسمعت كَشِيشَها وفَشِيشَها وهو صوت جلدها.
وورد في اللسان:
الحَنَشُ: الحيَّةُ، وقيل: الأَفْعى، وبها سُمِّي الرجلُ حنَشاً.
وفي الحديث: “حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ”.
أي: الأَفعى، وهذا هو المراد من الحديث.
في حديث سَطيح: “أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ من حَنَشٍ”.
وقال ذو الرمة:
وكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه على الشَّرَكِ العاديّ، نِضْوُ عِصامِ
والذَّعْفُ: القاتلُ؛ ومنه قيل: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ وأَنشد شمر في الحَنَش:
فاقْدُرْ له، في بعض أَعْراض اللِّمَمْ لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمُّ
فالحَنَشُ ههنا: الحيّةُ، وقيل: هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، وقيل: هو الأَسْودُ منها، وقيل: هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوِ ذلك.
وقال الليث: الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ من الحَرابي وسَوامِّ أَبْرَصَ ونحوِها؛ وأَنشد:
تَرى قِطَعاً من الأَحْناشِ فيه جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ
قال شمر: ويقال للضِّبابِ واليَرابِيع: قد أَحْنَشَتْ في الظَّلَمِ أي: اطَّرَدَتْ وذهَبَتْ به؛ وقال الكميت:
فلا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ ولا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها
فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَيّاتِ وغيرِها؛ وقال كُراعٌ: هو كلُّ شيءٍ من الدوابّ والطيرِ.
والحَنَشُ، بالتحريك أَيضاً: كلُّ شيء يُصادُ من الطيرِ والهوامِّ، والجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ.
وحنَشَ الشيءَ يَحْنِشُه وأَحْنَشَه: صادَه.
الصورة التالية تبين لون العين.
وورد في فقه اللغة للثعالبي:
و قَالَ أبو زَيْدٍ: الأعَيْرِجُ حَيَّةٌ صَمَّاء لا تَقْبَلُ الرُّقى وَتَطْفِرُ كَمَا تَطْفِرُ الأفْعَى . وقال أبو عُبيدةَ: الأعَيْرجُ حَيَّة أَرَيْقِط نحوَ ذِرَاع، وهو أَخْبَثُ مِنَ الأسْوَدِ . وَقَالَ ابْنُ الأعْرابي: الأعَيْرجُ أخْبَثُ الحَيَّاتِ يقْفِزُ عَلَى الفَارِسِ حَتَّى يَصِيرَ مَعَه في سَرْجِهِ.
قالَ اللَّيْثُ عَنِ الخَلِيلِ: الأفْعَى الَّتي لا تَنْفَعُ مَعَهَا رُقْيَة وَلا تِرْيَاقٌ وهي رَقْشاءُ دَقِيقَةُ العُنُقِ عَرِيضَةُ الرأسِ . وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ التي إذا مَشَتْ مُتَثَنِّيَةً جَرَشَتْ بَعْضَ أَنْيَابِهَا بِبَعْض ، وَقَال اخَرُ: هيَ الّتي لَهَا رَأس عَرِيضٌ ولها قَرْنَانِ.
والأفْعُوَانُ الذَّكَرُ مِنَ الأفَاعِي
العِرْبَدُّ والعِسْوَدُّ حَيَّة تَنْفُخُ وَلا تُؤْذِي
الأرْقَم الذي فِيهِ سَوَادٌ وبَيَاض وَالأَرْقَش نَحْوَهُ
ذُو الطُّفْيَتَيْنِ الذي لَهُ خَطَّانِ أسْوَدَانِ
الأبْتَرُ القَصِرُ الذَّنَبِ
الخِشَاشُ الحَيَّة الخَفِيفَةُ
الثُّعْبانُ العَظِيمُ مِنْها
وَكَذَلِكَ الأيْمُ والأيْنُ
قَالَ أبو عُبَيْدَةَ: الحَيَّةُ العَاضِهُ ، والعَاضِهةُ التي تَقتُلُ إذا نَهَشَتْ مِنْ سَاعَتها والصِّلُّ نحوها أوْ مِثْلُها.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الْحَارِيَةُ التي قَدْ صَغُرَتْ من الكِبَرِ، وهي أخْبَثُ مَا يَكُونُ ، وَيقَالُ: هي الّتي حَرَى جِسْمُهَا أي نَقَصَ لأنَّ وِعَاءَ سُمِّهَا يَمتَصُّ لَحْمَهَا.
ابْنُ قِتْرَةَ حَيَّة شِبْهُ القَضِيبِ مِنَ الفِضَّةِ في قَدْرِ الشِّبْرِ والفِتْرِ، وهُوَ مِنْ أخْبَثِ الحَيَّاتِ ، وإذا قَربَ من الإنسان نَزَا في الهواءِ فَوَقَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَوقُ.
قال ابنُ طَبَقِ حَيَّة صَفْرَاءُ تَخْرُج بين السُّلَحْفَاةِ والهِرْهِرِ وهو أسْوَدُ سَالِخٌ . و منْ طَبْعِهِ أنّهُ يَنَامُ ستَّة اَيام ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ في السَّابع فلا يَنْفخُ عَلَى شَيءٍ إلا أهْلكهُ قَبْلَ أنْ يَتَحَرَّكَ ، ورُبَّما مَرَّ بِهِ الرَّجُلً وهُوَ نَائِم فيأخُذُهُ كَأنَّهُ سِوَارُ ذَهَبِ مُلْقَى في الطَّرِيقِ ، ورُبَّما اسْتَيْقَظَ في كَفِّ الرَّجُل فَيَخِرُّ الرَّجُلُ مَيِّتاً. وفي أمْثَالِ العرَبِ: (أصَابَتْهُ إحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ) للدَاهِيَةِ العَظِيمَةِ.
قَالَ اللّيْث: السِّفُّ الحيَّةُ التي تَطيرُ في الهَوَاءِ وانْشَدَ (من الطويل):
وحتَّى لَو أن السِّفَّ ذَا الرِّيشِ عَضَنِي لَما ضَرَّنِي مِن فِيهِ ناب وَلا ثَعْر
النَّضْنَاضُ هِيَ التي لاَ تَسْكُنُ في مَكَانٍ و مِنْ أسْمَائِهَا القُزَةُ والهِلالُ والمِزْعَامَةُ، عَنْ ثَعْلَبٍ عَنِ ابْنِ الأعْرَابيّ.
وورد في اللسان:
وابن قِتْرَةَ: ضرب من الحيات خبيث إِلى الصغر ما هو لا يسلم من لدغها، مشتق من ذلك، وقيل: هو بِكْر الأَفْعى، وهو نحو من الشِّبْرِ يَنْزو ثم يقع؛ شمر: ابن قِتْرَةَ حية صغيرة تنطوي ثم تَنْزو في الرأْس، والجمع بنات قِتْرةَ.
وقال ابن شميل: هو أُغَيْبِرُ اللون صغير أَرْقَطُ ينطوي ثم يَنْقُز ذراعاً أَو نحوها، وهو لا يُجْرَى؛ يقال: هذا ابنُ قِتْرَة؛ وأَنشد:
له منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ يَقْتَري به السَّمَّ، لم يَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدَا
وورد في اللسان:
وقال غيره: قيل للحية: أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها، وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى، وقيل: قيل للحيات: بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها على من تلسعه، وقيل: إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة.
ورجل طَبَاقَاءُ: أَحمق، وقيل: هو الذي ينكح، وكذلك البعير.
الصورة التالية تبين شكل القشور التي في أعلى الرأس.
وورد في لسان العرب:
النِّزْكُ، بالكسر: ذكَر الوَرَل والضَّبِّ، وله نِزْكانِ على ما تزعم العرب، ويقال: نِزْكانِ أَي: قضِيبان، ومنهم من يقول: نَيْزكانِ وللأُنثى قُرْنتان.
قال الأَزهري: وأَنشدني غلام من بني كُلَيْبٍ:
تَفَرَّقْتُمُ، لا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ
وقال أَبو الحجاج يصف ضبّاً.
وقال ابن بري هو لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة، وكان قد أَهدى ضِباباً لخالد ين عبد الله القَسْرِيّ فقال فيها:
جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، وحِبْوَتي مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ
رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ، حتى كأَنَّما كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ
تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ سَما بين عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ
سِبَحْلٌ له نِزْكانِ، كانا فَضِيلَةً على كل حافٍ في الأَنام، وناعِلِ
وحكى ابن القَطَّاع فيه النَّزْكَ، بالفتح أَيضاً.
قال أَبو زياد: الضب له نِزْكانِ، وكذلك الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وجمعه طِحْنانٌ، وللضَّبَة والوَرَلَةِ رَحِمانِ.