” طَرَاثِيثُ لاَ أرْطَى لَهَا “ |
مثل أورده الميداني في مجمعه وقال: الطرْثُوثُ: نَبْت ينبت في الأرطى. يضرب لمن لا أصل له يرجع إليه.
الأرطى شجر معمر من الفصيلة الراوندية (Polygonaceae) ينبت في الأرض الرملية بعيداً عن الساحل، وقد يصل ارتفاعه إلى المتر أغصانة الجديدة خضراء بينما الأغصان القديمة تكون بيضاء وله أوراق صغيرة جداً، وله أزهار بيضاء, وثمرته حمراء. تزهر الأرطى في مارس وأبريل. وجذور الأرطى حمراء والأحمر هنا هو القشرة التي تغطي الجذر وليس باطن الجذر، وبمجرد خدش هذه القشرة يرى اللون الأحمر وقد تحققت من ذلك بنفسي، ويستخدم العرب جذوره لدباغة الجلود.
ومنطقة الأرطاوية في المملكة العربية السعودية سميت نسبة لهذا الشجر.
الصورة التالية لشجرة الأرطى وهي محملة بالثمار في بدايو شهر أبريل.
الصورة التالية تبين زهور شجر الأرطى.
وفي ديوان المتلمس الضبعي:
يَجُول بِذِي الأرطى كأنَّ سَراتَه كبرقٍ نزيغٍ والسَّحَابةُ تُرجِسُ
“ذو الأرطى بلد ينبت الأرطى، وهو شجر ينبت في الرمل له هُدْب تكنس الثيران في أصوله وترتع بِهُدْبه، يقال له أديم مأروط”
وفي لسان العرب:
الأَرْطَى: شجر ينبُت بالرَّمْل. قال أَبو حنيفة الدينوري (ت282هـ): هو شبيه بالغَضَا ينبُت عِصِيّاً من أَصل واحد يَطولُ قدر قامة وله نَوْر مثل نور الخِلافِ ورائحته طيبة، واحدته أَرْطاةٌ، وبها سمي الرجل وكُنِّي.
وقال سيبويه: أَرْطاةٌ وأَرْطَى، قال: وجمع الأَرْطَى أَراطَى؛ قال ذو الرمة:
ومثل الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ به من أَراطَى حَبْلِ حُزْوَى أَرِينِها
قال: ويجمع أَيضاً أَراطٍ؛ قال الشاعر يصف ثَوْرَ وحشٍ:
فَضافَ أَراطِيَ فاجْتالَها، له مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ
الصورتان التاليتان تظهر شكل ثمرة الأرطى الحمراء.
وقال العجاج:
أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا وأَدْمَسا والطَّلُّ في خِيسِ أَراطِ أَخْيَسا
قال أَبو منصور: والأَرْطاة ورَقُ شجرها عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ، لها عُروق حُمْر يدبغ بورقها أَساقي اللبن فيَطِيب طَعْم اللبن فيها.
وبعير أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ: يأْكلُ الأَرْطَى ويلازمه، ومأْرُوطٌ أَيضاً: يشتكي منه.
وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى: مدبوغ بالأَرْطَى. وأُراطَى وذو أُراطَى وذو أُراطٍ وذو الأَرْطَى: أَسماء مواضع، وقال طرَفةُ:
ظَلِلْتُ بذي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ بِبِيئَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِك
وقال في اللسان:
قال ابن عياش الضبي: الأَرض المُخَوِّصةُ التي بها خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ والسَّنْطِ.
قال: وخُوصةُ الأَلاءِ على خِلقَةِ آذان الغَنَم، وخُوصةُ العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط على خِلْقة الحَلْفاءِ، وخُوصة الأَرْطى مثل هَدَبِ الأَثْل. قال أَبو منصور: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ التي يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فلا خوصة لها.
وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: “أَنه قَدِمَ على النبي -صلى الله عليه وسلم- بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى”. الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِفُّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى.
وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:
تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنِ محْمَلِ.
الصورتان التاليتان تبينان عروق الأرطى الحمر.
وفي القاموس المحيط:
الأَرْطَى: شَجَرٌ نَوْرُه كنَوْرِ الخِلافِ، وثَمَرُه كالعُنَّابِ، مُرَّةٌ، تأكلُها الإِبِلُ غَضَّةً، وعُروقُه حُمْرٌ، الواحدةُ: أرْطاةٌ، وبه سُمِّيَ وكُنِيَ والجمع: أرْطَياتٌ وأراطَى، كعَذارَى، وأراطٍ. والمَأروطُ: المَدْبوغُ به، والمأروط من الإِبِلِ: الذي يَشْتَكي منه، والذي يأكُله ويُلازِمُه، كالأَرْطَوِيِّ والأَرْطاوِيِّ.
وأرْطأةُ: ماءٌ لِبَني الضِّبابِ. وكثُمامةٍ: ماءٌ لبني عُمَيْلَةَ شَرْقِيَّ سَمِيراءَ. وأَرْطَةُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُس.
قال جرير:
ولا نَعْتصِي الأَرْطَى، ولكن سَيُوفُنا حِدادُ النواحي، لا يُبِلُّ سَلِيمُها
وهو يَعْتَصِي على عَصاً جَيِّدة أَي: يَتوَكَّأُ. واعْتَصَى فلانٌ بالعَصا إِذا تَوكَّأَ عليها فهو مُعْتصٍ بها.
الصورة التالية لشجرة الأرطى في منتصف شهر مايو.