أمَّ حُبَين
كأُمّ حُبَيْنٍ لم ترَ الناسُ
غيرَها وغابَتْ حُبَيْنٌ حينَ غابَتْ
بنُو سَعْد
شعر الطرماح
أم حبين تعيش في
الصحاري الحارة الصخرية، وتتميز أم حبين بعرض البطن وبطول القدمين
وتسير رافعة جسمها عن الأرض. وهي تقف دائماً مرفوعة الرأس تستقبل
الشمس، ويكون لونها عند ارتفاع حرارة جسمها من أشعة الشمس فضياً مبيضاً وذلك
لتنظيم حرارة جسمها وإذا إبتعدت عن حرارة الشمس تظهر بلون رملي وبخطوط عرضية سوداء
خفيفة السواد مما يساعدها كذلك للتخفي عن أعدائها المفترسين، وإذا رأت الطيور
الجارحة تحوم في السماء تخفض جسمها ليلاصق الأرض فلا ترى ولا يرى ظلها في الأرض
حيث يساعدها لون جسمها في الاختفاء عن أنظار الطيور.
الطائفة: الزواحف (Reptilia)
الرتبة: الحرشفيات
(Squamata)
تحت الرتبة: (Iguania)
الفصيلة: (Agamidae)
النوع: طُحَنَةُ رَمْلِيَّة
(Trapelus ruderatus)
وهي نوع مختلف عن الحِرباء مزرقة
الصدر التي تستقبل الشمس على أغصان النباتات، وتعتبر نوع من
أنواع الحرابي لصفات توجد في جميع أنواع الحرباء كالتفاف العين والرأس
ثابت والتلون.
يوجد ثلاثة أنواع من الحِرباء في
الكويت (من كتاب التاريخ الطبيعي للكويت – المحرر د. ديفيد كلايتون إصدار مؤسسة
البترول الكويتية – جماعة الأحمدي للتاريخ الطبيعي):
1- الطُّحَن (Phrynocephalus
maculatus)
2- الحِرباء (Agama
balndfordi)
3- أم حبين (Agama
pallida)
حجم العينة
المصورة من أم حبين:
من الرأس إلى فتحة المجمع: 8.5سم.
الذيل: 10سم.
اليد الأمامية بدون الكف: 2.2سم.
القدم الخلفية بدون الكف: 4سم.
عرض البطن: 3.7سم.
ولقد سماها العرب بأم حبين لكبر بطنها وظنوها أنثى الحِرباء زرقاء الحنجرة التي تصعد على الأغصان مستقبلة الشمس، لكنها في الواقع نوع آخر مختلف. وقد وصفها ابن السكيت وقال: هي أَعْرَضُ من العَظاء وفي رأْسِها عِرَضٌ، انتهي. وعرض البطن والرأس هو ما يميزها عن الحِرباء زرقاء الحنجرة.
يكون لون ظهرها رملي وبها خطوط عريضة قاتمة تمتد عرضياً على ظهرها، أما البطن فلونه أبيضوالذيل مخطط بحلقات قاتمة. تحفر جحورها بنفسها وتقبع فيها خلال الشتاء البارد وهي من الزواحف النهارية كالورل والضب والسحالي. تخرج نهاراً لاصطياد فرائسها من الحشرات والخنافس والعناكب والديدان.
وورد في مسند الشافعي:
أخبرنا: سُفْيانُ، عن مُطْرّف بنِ طَرِيفٍ، عن أبي السَّفر:
أنَّ عُثمان بن عفَّانَ رضي اللَّهُ عنهُ قَضَى في أُمِّ حُبيْن بِحُلاّن من الغنم (أم حبين بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة: دوبية مثل ابن عرس وابن آوى وربما دخلتها آل من الحبن وهو كبر البطن وهو على خلقة الحرباء ما عدا الصدر وقيل هي أنثى الحرابي وهي على قدر الكف تشبه الضب غالباً وقال ابن قتيبة أم حبين تستقبل الشمس وتدور معها كيف دارت وهذه صفة الحرباء وفي الحديث أنه صلى اللَّه عليه وسلم رأى بلالاً قد خرج بطنه فقال أم حبين تشبيها له بها، وهذا من مزحه صلى اللَّه عليه وسلم والحلالان والحلام: الجدي يشق بطن أمه ويخرج والحلالان الجدي الصغير، لا يصلح للنسك، ولا للذبح. والحديث دليل على حل أكل أم حبين عند الشافعية لأنها تفدى ولا يفدى عندهم إلا المأكول البري، وحكى الماوردي فيها وجهين وقال إن الحل مقتضي قول الشافعي ومقتضى ماقاله ابن الأثير في المرصع أنها حرام.
وفي اللسان:
والهَيْشَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ؛ قال بِشْر بن المعتمر:
وهَيْشَة تأْكلها سُرْفةٌ وسِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ
وقال:
أَشْكُو إِليك زَماناً قد تَعَرّقَنا كما تَعرَّقَ رأْسَ الهَيْشةِ الذِّيبُ
يعني: أُمَّ حُبَين، واللَّه أَعلم.
وورد أيضاً في اللسان: وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء.
ويقال لها أَيضاً: حُبَيْنة؛ وأَنْشد ابن بري:
طَلَعْتُ على الحَرْبِيّ يَكْوي حُبَيْنةً بسَبْعةِ أَعْوادٍ من الشُّبُهانِ
وقال ابن السكيت: هي أَعْرَضُ من العَظاء وفي رأْسِها عِرَضٌ؛ وقال ابن زياد: هي دابَّة غَبْراء لها قوائمُ أَربعٌ وهي بقدر الضِّفْدَعة التي ليست بضَخْمة، فإذا طَرَدها الصِّبْيان قالوا لها:
أُمَّ الحُبَيْنِ، انْشُرِي بُرْدَيكِ إن الأَميرَ ناظرٌ إليكِ
وفي حديث عقبة: “أَتِمُّوا صلاتكم ولا تصلُّوا صلاة أُمِّ حُبَيْنٍ”.
قال ابن الأَثير: هي دُوَيْبة كالحِرْباء عظيمةُ البطنِ، إذا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها كثيراً وترفعُه لعِظَم بطنها، فهي تقعُ على رأْسها وتقومُ، فشبَّه بها صلاتَهم في السجود مثل الحديث الآخر: “في نَقْرة الغراب”.
وفي اللسان:
الحَبَنُ: داءٌ يأْخذ في البطن فيعظُم منه ويَرِمُ، وقد حَبِنَ، بالكسر، يَحْبَنُ حَبَناً، وحُبِن حَبْناً وبه حَبَنٌ.
ورجل أَحْبَنُ، والأَحْبَنُ: الذي به السِّقْيُ.
والحَبَنُ: أَن يكون السِّقْيُ في شَحْم البطن فيعظم البطن لذلك، وامرأَةٌ حَبْناء.
ويقال لمن سَقَى بطنُه: قد حَبِنَ.
الصورة التالية تبين عرض البطن والصدر:
وقد جاء في كتاب المخصص لابن سيده:
وأم حبين دويبة مثل الحرباء وهي الخبيثة وذكرها زعموا الحرباء، أبو عبيد يقال لأم حبين حبينة وهي دويبة قدر كف الإنسان وهن بنات حبين، أبو حاتم أم حبين دويبة صغيرة قريبة من العظاية مرقشة لها ذنب كذنب العظاية ورأسها كرأس الحية وهي أعظم رأساً من العظاية وأقصر ذنباً منها وأعظم وسطاً بين العظاية والحرباء وشبيهة بالطحن، والطحن على هيئة أم حبين إلا أنه ألطف منها يشتال بذنبه كما تفعل الخلفة ولا تراه إلا في بلوقة من الأرض وهي منازل الجن وهي التي لا شجر فيها.
في الصورة التالية ترى وهي رافعة جسمها عن الأرض:
ومن الأشعار التي قيلت في أم حبين شعر الطرماح في قصيدة يهجو فيها الفرزدق:
لنَا سابقاتُ العزِّ والشِّعرِ والحصَى وربعـيَّةُ المجدِ المقدَّمِ والحـمدِ
فقلْ مثلَها يا قينُ، إنْ كنتَ صادقاً وإلاَّ فمنْ أنَّى تنيرُ ولاَ تسدي
رأسنا، وجالدْنا الملوكَ، وأعطيتْ أوائلُنـا في الوفدِ مكرمةَ الوفدِ
فأيُّ ثنايـا المجـدِ لمْ نطّلـعْ بهَا علَى رغمِ منْ لمْ يطّلعْ منبتَ المجدِ
وإنَّ تميماً وافتخـاراً بسـعدِها بمَا لا يُرَى منهَا بغورٍ ولا نجـدِ
كأمِّ حبينٍ، لمْ يرَ النَّاسُ غيرَها، وغابَ حبينُ حيثُ غابَتْ بنُو سعدِ